قضى عشرات المواطنين بكلميم طيلة مساء أول أمس، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني والمنتخبين والمسؤولين، حوالي خمس ساعات في انتظار «قافلة السلام» التي انطلقت من بروكسيل في اتجاه لكويرة لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، حيث حلّت حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا بباب الصحراء في محطة خامسة بعد استقبالها بطنجة والرباط ومراكش وتزنيت، حيث جابت عقب انطلاقها الخميس ما قبل المنصرم عدة مدن أوروبية أهمها باريس ومدريد وبرشلونة. وربط المنظمون تأخر القافلة بالمبادرة التي قام بها عامل إقليمتزنيت، ادريس بن عدو، حيث خصّص، إلى جانب منتخبين وفعاليات محلية، استقبالا شعبيا للقافلة التي تضم أزيد من 350 مشاركا أغلبهم مغاربة مقيمون بأوروبا خاصة ببلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ولوكسمبورغ، إضافة إلى الحضور اللافت لمشاركين من جنسيات مختلفة كالجزائر وتونس والعراق وفلسطين. وفي حديث مع «المساء» قال أزيار بشري، المتحدث باسم القافلة، إن حرارة الاستقبال والانخراط في تشجيع هذه المبادرة أعطى للمشاركين دفعة قوية في مواصلة مسيرتهم من أجل السلام بالرغم من التعب الناتج عن السفر عبر هذه المسافة الطويلة خاصة مع وجود مشاركين من كبار السن. ولدى وصولهم إلى مشارف مدينة كلميم فضّل المشاركون في هذه القافلة النزول من الحافلات مئات الأمتار قبل المكان المخصص للاستقبال للمشي على الأقدام في اتجاه ساحة القسم، وذلك في إشارة رمزية للمسيرة الخضراء، حيث حملوا الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس ورددوا شعارات داعمة لمشروع الحكم الذاتي ومؤكدة في الوقت ذاته على مغربية الصحراء. وخلال الكلمة التي ألقتها رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، أعربت زهرة حيدرة، عن ارتياح الجمعية للاستقبال التلقائي والعفوي للفعاليات المحلية لقافلة السلام، ووجدت الفرصة سانحة للتذكير بالأزمة الإنسانية لمحتجزي تندوف معتبرة أن الوقت قد حان «لفك الحصار عن المحتجزين في سجن كبير اسمه تندوف ليلتحقوا بأرض الوطن». وقد عبّرت مختلف تدخلات الفعاليات المحلية عن انخراطها في مبادرة «قافلة السلام» التي من المنتظر أن تلتحق بعد زوال أمس بطانطان لتحط الرحال بطرفاية، ومنها إلى العيون وبوجدور والداخلة والكويرة. وكشف المنظمون ل«لمساء» أن المشاركين في القافلة سيقومون بنصب تذكار بمنطقة «الكركرات» الحدودية يحمل اسم «يد مفتوحة»، وسيكون عبارة عن يد مجسدة تخرج من الأرض ليتم تأريخ مساهمة كافة المشاركين في القافلة إما بتخليد أسمائهم أو وضع بصمات باستعمال أيديهم على حائط يخصص لهذا الغرض.