خصصت مدينة طنجة، من خلال فعالياتها السياسية، ومكونات المجتمع المدني، أول أمس الاثنين، استقبالا حارا ل "قافلة السلام"، التي انطلقت من بروكسيل في اتجاه لكويرة، لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، ومغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتهدف هذه القافلة، التي انطلقت الخميس الماضي، ومرت بالعديد من المدن الكبرى الأوروبية، خاصة باريس، ومدريد، قبل أن تصل إلى طنجة، محطتها الأولى بالمغرب، إلى تحسيس الرأي العام الأوروبي بأهمية مشروع الحكم الذاتي، ودعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية. ووصل المشاركون في هذه المبادرة، من بينهم خصوصا المغاربة المقيمون بأوروبا، صباح أول أمس الاثنين، إلى ميناء طنجة المتوسط، حيث حظوا باستقبال من قبل مسؤولي الميناء. وجابت القافلة، بعد ظهر أول أمس، شوارع طنجة، انطلاقا من ساحة 9 أبريل إلى غاية كورنيش المدينة، حيث عقدت تجمعا ردد خلاله المشاركون شعارات تؤكد مغربية الصحراء، معلنين دعمهم لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية. كما دعا المشاركون، الذين كانوا يحملون صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعلم الوطني، إلى رفع الحصار عن المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف. وفي كلمة بهذه المناسبة، أشارت زهرة حيدرة، رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، إلى أن هذه القافلة تهدف إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى معاناة المغاربة المحتجزين في تندوف منذ 35 سنة. وأضافت أن هذه المبادرة تتوخى كذلك تحسيس الرأي العام الأوروبي بمدى نجاعة المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي يعد المخرج الوحيد العادل والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء. ونوهت حيدرة بمشاركة أشخاص آخرين من جنسيات مختلفة إلى جانب المواطنين المغاربة في أوروبا في هذه القافلة، منهم بلجيكيون، وفرنسيون، وإيطاليون، وإسبان، ولوكسمبورغيون، وجزائريون، وتونسيون، وعراقيون، وفلسطينيون. وأشارت إلى أن هذه القافلة ليست إلا بداية لمبادرات مماثلة بهدف تأكيد تشبث المغاربة، أينما كانوا في العالم، بالعرش العلوي المجيد، وتجديد البيعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتعبير عن تجندهم وراء جلالته للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. ونظم في ختام هذا الاستعراض، حفل على شرف المشاركين في هذه القافلة، حضره، على الخصوص، عمدة مدينة طنجة، سمير عبد المولى، ورئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة، عبد الحميد أبرشان، وممثلو السلطات المحلية والمجتمع المدني. وستواصل القافلة مسيرتها في اتجاه لكويرة (28 يونيو)، مرورا بالرباط، ومراكش، وأكادير، وكلميم، وطانطان، وطرفاية، والعيون، وبوجدور، والداخلة. وسيجري في إطار هذه القافلة تدشين تذكار بكلميم يحمل اسم "يد مفتوحة" يليه إطلاق سرب من الحمام تعبيرا عن السلام.