كم عمركِ ؟ سؤال غير مرغوب فيه يتربع فوق العديد من الخطوط الحمراء ، لا يعجب حواء ويثير غضبها وخاصة إذا كان موجه من الجنس الآخر ، هذا لا يعنى أنه مقبول من المرأة ولكنه يعتبر سؤال فضولي يخفي ورائه أهداف أخرى وبداية لسلسلة من الأسئلة الشخصية التي ليس لها أي معنى سوى التدخل في شئون الغير. وبوجه عام يعتبر عمر المرأة فى وطننا العربي أحد المعايير التي تقيم المرأة وكيانها ، وكلما صغر عمرها زادت جاذبيتها وجمالها فى عيون الآخرين ، وتري دائما المرأة نفسها لن تتخطي سن العشرين ، وتعتبر كل من تعدت هذا العمر أن سؤالها عن عمرها يعنى أنها ستقيم كأنثى وخاصة إذا وجه لها هذا السؤال رجل يبحث عن نصفه الآخر ، ويترجم هذا السؤال في ذهن حواء إلى "مطلوب عروسة صغيرة ، تصغره بسنوات تحمل كل معاني الأنوثة بعقل ناضج وشخصية جذابة" وهنا لا يشعر الرجل بالرضا إذا علم أن فتاته فى نفس عمره ولا يقبلها زوجة أو شريكة حياة لأنه لن يشعر تجاهها بالهيمنة والسيطرة . أما ثرثرة النساء فلا تخلو هي أيضاً من الفضول ، ليجر السؤال أسئلة وخاصة إذا كان المجتمع العربي يقيم المرأة بسنوات عمرية ويقارنها ببعض الأحداث كالزواج والإنجاب وغيرها من الأمور المتعلقة بالأعراف بمختلف أنواعها ، وفى هذه الحالة تلجأ دائما حواء إلى إخفاء عمرها الحقيقي عن الآخرين وتشعر بالحرج فى ذكره أو تتردد بعض الشئ قبل الانسياق في الكلام على هذا الحقل الشائك ، ولكن هل تري الشابات أن هذا الأمر صائب وتنظر إلى الأمر ببعض الحساسية ، هذا ما حاول لهنّ اكتشافه . لهن