كانت قضية المرأة ولا تزال مما يثيره الكثيرون في المجتمعات الإسلامية باعتبار أن المرأة لم تحظ بالمكانة التي ينبغي أن تكون لها، وإثارة موضوع المرأة اكتنفه كثير من الالتباس لدى من يثيره من الرجال والنساء على السواء، ومن يثيره من المسلمين وغير المسلمين، وان كان السبق في إثارة الموضوع يرجع إلى رجال الاستشراق ومن يركب على دراساتهم وشبههم من دهاقنة الاستعمار وأعوانه. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين دخل المسلمون من رجال النهضة والمهتمون من العرب والأتراك والفرس وغيرهم على خط قضية المرأة ومكانتها وحقوقها الاجتماعية، وهكذا ظهر قاسم أمين ومن ورائه الشيخ محمد عبده يشجعه والملكة نازلي وخرج قاسم بكتابيه «تحرير المرأة» و «المرأة الجديدة» وتبارى الشعراء والكتاب في كتابة المقالات والقصائد للدفاع عن المرأة وحقوقها وعن السفور والبرقوع أو النقاب الذي كان سائدا آنذاك ومن القصائد المشهورة في هذا الصدد قصيدة حافظ إبراهيم التي مطلعها: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق وفيها تناول قضية السفور والنقاب وتناول الموضوع غيره من الشعراء حيث تناولوا من بين ما تم تناوله التعدد وتزويج الصغيرة وإكراهها على التزوج وغير ذلك وفي هذا الباب كتب احد الشعراء قصيدة على لسان فتاة يقول فيها: لي بعل ظنه الناس أبي صدقوني أنه غير أبي ودافع قادة الحركة الوطنية المغربية على المرأة وحقوقها وللزعيم علال قصائد وأبحاث في هذا الباب منها قصيدة قبل المنفى والتي قال فيها: نهضت تمد إلى المعالي سلما وتود كالفتيان ان تتعلما واليوم يأتي الرئيس الأمريكي ليثير من جديد قضية المرأة في فقرة من خطابه الموجه للعالم الإسلامي والتي جاء فيها تحت: المحور السادس: حقوق المرأة إن الموضوع السادس الذي أريد التطرق إليه هو موضوع حقوق المرأة. أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع وأرفض الرأي الذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا من غيرها ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة. ان البلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية وهذا ليس من باب الصدفة. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح: إن قضايا مساواة المرأة ليست ببساطة قضايا للإسلام وحده لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها من المسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلاديش وإندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد. وفي نفس الوقت يسامر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياة الأمريكية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولاياتالمتحدة مع أي بلد غالبية سكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهن من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهن على السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيق أحلامهم. باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات إلى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لها أبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال إتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من انجازات. أنا لا أعتقد أن على المرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما احترم كل امرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأة نفسها«. كرامة المرأة بين النقاب والعري نلاحظ من خلال تأمل هذه الفقرة من خطاب الرئيس الأمريكي أنه لم يفصح عن حقيقة ما يريد قوله لأن الحديث عن محاربة الأمية والتعليم لا يثير مشكلة بين الإسلام والغرب. والذي لاشك فيه أن إثارة موضوع المرأة هو وليد هاجس عالمي في موضوع المرأة والإسلام وبصفة خاصة عندما استطاع جيش من النساء والرجال الذين عبروا عن مواقف نشاز بالنسبة لخصوصيات الأمم والشعوب والعقائد والأديان والتي تحفظ حولها الكثيرون بما في ذلك الحكومة الأمريكية في مؤتمر بكين وما قبله وما بعده وفيما يخص العالم الإسلامي فقد اندفع السيد رئيس الجمهورية الفرنسية بدوره منذ أيام ليعطي فتوى بالنسبة للنقاب، وإذا كان من حق الدول ان تقبل في أرضها من تريد وترفض من تريد فإن من حق الآخرين المعاملة بالمثل فإذا كان النقاب أو البرقع مما ينال من كرامة المرأة في نظره فإن عري المرأة وإظهار مفاتنها واستعمال للمرأة من أجل الإثارة الجنسية ينال بالفعل من كرامة المرأة ويبقى على الدول التي ستحرم نساؤها من زيارة فرنسا ان ترد بالمثل. وعلى أي حال فإن الموضوع بالنسبة لجمهور المسلمين غير وارد وبالأخص نحن في المغرب ومن على مذهب الإمام مالك، فمن أول ما يتربى عليه الطفل ذكرا كان أو أنثى قول ابن عاشر: وما عدا وجه وكف الحرة يجب ستره كما في العورة فالبرقع والنقاب ليس مطلوب شرعا عند جمهور العلماء والذين يدعون إليه اليوم يعتبرونه تنفلا. وقد رأيت من المناسب مع إثارة موضوع المرأة من طرف الرئيس ان أسهم في النقاش ببعض ما سبق لي أن قلته في ندوة لمنظمة المرأة الاستقلالية نظمت سنة 1988 تحت عنوان: ماذا تريد المرأة المغربية؟ حيث قلت: إنه سؤال يعرض نفسه في هذا الظرف أكثر من غيره للدراسة والبحث والتأمل ومحاولة الإجابة. وإذا كانت المرأة الاستقلالية أخذت المبادرة لطرح السؤال فمعنى ذلك أنها أحست بثقل المسؤولية في اختيار المسار الذي يجب أن يأخذه نضال المرأة المغربية من اجل الحفاظ على الذات وانتزاع الحقوق وصيانتها، ضمن خطة واضحة المعالم محددة الأهداف. فالمرأة قبل كل شيء دعامة أساس في المجتمع، وبقاؤها خارج البناء الحضاري للأمة يجعل البناء متآكلا ومعرضا للسقوط في لحظة. فإذا كان الحديث عن المرأة وحقوقها في بعض المجتمعات أخذ منحى معينا. فإن المرأة المغربية من أول يوم وضع الإسلام إطارا لحقوقها وشخصيتها الحرة والمستقلة فهي ذات كينونة مسؤولة »إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان...« المرأة والرجل وحمل الأمانة والإنسان هنا هو الذكر والأنثى »ولقد كرمنا بني آدم« فآدمية المرأة أساس آدمية الرجل والعكس صحيح كما يقال. إذن فإن الأمانة التي هي التكليف والمسؤولية في بناء الأرض وعمارتها وتوحيد الله وعبادته يتحملها الرجل والمرأة على السواء، ولا تكليف بدون حرية ولا حرية بدون كرامة فالأمانة والكرامة والحرية صفات تميز الإنسان ذكرا وأنثى في منظور التصور الإسلامي. وبذلك أنقذ الإسلام المرأة من الوضعية التي كانت عليها ليس في المجتمع الجاهلي العربي ولكن في المجتمعات الإنسانية كلها. إذ كانت وضعية المرأة في المجتمع الروماني أو الفارسي أو الأوروبي في العصور الوسطى وحتى بعدها بكثير وضعية مأساوية، وهي الوضعية التي دفعت بالكثيرين والكثيرات إلى التطرف في اتخاذ مواقف معينة في الدفاع عن حرية المرأة وحقوقها. ومنذ أمد بعيد والناس يتخذون من المرأة وحقوقها موضوعا للجدل والنقاش والأخذ والعطاء. وقد كان هذا الموضوع واردا منذ البداية في برنامج الحركة الوطنية المغربية، وضمن اهتماماتها، لذلك عملت على إشراك المرأة في النضال السياسي ولاجتماعي، والمساهمة في الحياة العامة بنصيب أكبر من الإنجاب والاهتمام بشؤون البيت، وإذا كان التعليم أساس الوعي بالمسؤولية والمشاركة في القيام بأعبائها فإن الحركة دعت إلى تعليم المرأة وأسست من أجل ذلك المدارس والأندية وإشراكها في كل نشاط يقوم به الشباب، وبذلك كانت مساهمة المرأة بارزة في المظاهرات السياسية والأعمال الاجتماعية. ولم يكن القيام بهذا العمل سهلا ميسورا، ذلك أن سنوات الانحطاط والتخلف التي عرفها المجتمع المغربي، خلفت عقلية تفهم النصوص فهما خاطئا وتحاول جعل هذا الفهم شرعا واجب الإتباع. وضعية المرأة بين الجمود والجحود وإذا كان الوقوف في وجه الجمود شيئا صعبا، فإن الوقوف في وجه الجحود أشد صعوبة، وأكثر اعناتا. ذلك ان انتشار التعليم وتطور الفكر، واتساع دائرة تأثير وسائل الإعلام المختلفة ومع ما يعرفه المغرب الآن من قفزات نوعية في مجال حرية المرأة، وظهور بعض الأدبيات الداعية إلى تحرر المرأة من كل قيد في العالم العربي اقتداء بما يجري في المغرب، وبالأخص ما عرف بالثورة الجنسية، دفع ببعض الباحثين والباحثات في شؤون المرأة إلى تبني بعض الدعوات المشبوهة، فلم تعد المناقشات والجدال في تعدد الزوجات والطلاق والنفقة وغيرها وهي موضوعات تقليدية تختلف حولها الآراء وتتعدد الاجتهادات ولكنها في غالب الأحيان تبقى ضمن إطار النصوص. بل إن الاندفاع اليوم إلى ما هو أكثر من ذلك في تقليد دعوات مماثلة في الغرب، وهكذا ظهر الأدب الماجن يكتبه الرجل والمرأة على السواء ودعوات إلى الإباحة لأن المرأة يجب أن تتصرف بجسدها على الشكل الذي يحلو لها لأنه ملك لها وليس لأحد سواها. الأولى بالاتهام ليس الإسلام وإذا كانت المرأة في الإسلام عنصرا أساسيا في بناء الأسرة المسلمة في العالم الإسلامي ومن ضمنه المغرب فيجب أن تتوجه إلى الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل ولكنه توجه اخطا الطريق في كثير من الأحيان فبدل ان نتجه بأصابع الاتهام إلى الإسلام لأنه لا يبيح للمرأة المسلمة ما يبيحه المجتمع الغربي للمرأة الأوروبية وكأن الأمر يتعلق ببضاعة يمكن تسويقها ونقلها من مكان إلى مكان. لا بإنسان حي له مقومات ثقافية وحضارية مرتبطة بعقيدة لها تصور شامل للكون والإنسان كان الأجدر ان تتجه إلى الغرب بالاتهام. ولو أن هؤلاء الذين يريدون ان ينقلوا مشاكل المرأة في حضارة معينة إلى امرأة في حضارة مغايرة كلفوا أنفسهم عناء البحث لتأكدوا أن الرجل يعاني بدوره في كل المجتمعات مشاكل مغايرة ومعقدة. فإذا كانت المرأة لا تملك الحرية في المجتمعات المتخلفة فهل معنى ذلك أن الرجل يملك هذه الحرية؟ لو كان المجتمع يعيش في ظل أوضاع ديمقراطية سليمة لكانت الحقوق والواجبات لكلا شقي المجتمع- الذكر والأنثى- محددة ويتمتع الجميع بالحقوق كما يسارع للقيام بالواجبات، إن هناك خللا حقا ما في ذلك شك، ولكنه على وجه اليقين ليس مصدره عقيدة المرأة أو الرجل أو دينها وانما التخلف الديني بجانب التخلف الحضاري هو المصدر وهو المسؤول ولنتأكد من الأمر يجب أن نلقي نظرة عن وضعية المرأة كما يتناولها القران الكريم: من لا يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام هذه العبارة تنسب عادة إلى أحد الخلفاء الراشدين وهي في موضوع المرأة ووضعها الاقتصادي والاجتماعي أوضح، ذلك أن المرأة في المجتمع العربي كانت أشبه بالشيء منها بالإنسان، فهي تورث ولا ترث وهي عند الولادة معرضة للوأد وإذا أفلتت منه تعيش وضعا دونيا في كل شيء ولذلك فإن النقلة الهائلة التي قام بها الإسلام بالنسبة للمرأة لا يمكن تصور ثورتها وإنسانيتها الا بالمقارنة والمقابلة بين الوضعين والعرض الذي أقدمه اليوم ليس من اجل هذه الغاية ولكن من أجل إبراز الخطوط الأساس للنظرة القرآنية إلى المرأة ومن خلال ذلك التصور الإسلامي للمرأة ودورها في المجتمع. فمن جهة قام القرآن بنفي الحياة الاجتماعية الجاهلية وعمل على تفكيكها من خلال إبراز عيوبها وما تتسم به من خلل واضطراب وفي موضوع المرأة يتحدث عن الحالة النفسية التي يستقبل بها الإنسان الجاهلي ازدياد مولودة أو الأنثى حسب التعيير القرآني حيث يقول: »وإذ بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهة مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون« وفي آية أخرى: »وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم«. لأن العربي كان ينظر إلى المرأة على أنها تدني البعيد وتلد العدو، فكان يقول للبنت عند تزويجها لواحد من قومه: أيسرت و أذكرت ولا أنثت ... وإذا تزوجت في غربة قال لها لا أيسرت ولا أذكرت فإنك تدنين البعداء وتلدين الأعداء ومن جهة أخرى أرسى القواعد الجديدة لعلاقات المجتمع بعضه بعض وغير المفاهيم الجاهلية بمفاهيم قرآنية جديدة تغير التصور الجاهلي وتأتي عليه من أسسه وسنحاول في ما يلي إبراز بعض هذه القواعد الأساسية. 1/ أعلن القرآن أن المنشأ واحد سواء تعلق الأمر بالذكر أو الأنثى »يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحد« »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى«. وعليه فليس هناك ما يميز أحد طرفي المجتمع عن الطرف الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح. 2/ ألغى وأد البنات وقتل الأولاد، ليشمل الذكر والأنثى فقال سبحانه : » وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت « » قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم« وبذلك قطع القرآن الطريق على هذه الممارسة التي تعتبر من أفظع الممارسات في المجتمع الجاهلي، كما تدل على قساوة القلوب وجفاء الطبع، وسوء الأحوال داخل المجتمع العربي. 3/ حرر القرآن المجتمع الإنساني من عقدة الخطيئة الأصلية التي تلاحق لعنتها الإنسان وبصفة خاصة المرأة التي يحملها الناس ظلما مسؤولية إغواء آدم بالأكل من الشجرة وبذلك تسببت في هبوط آدم من الجنة وعصيان أوامر الله. والقران يحمل المسؤولية للرجل والمرأة على السواء من خلال انسياقهما وراء وسوسة الشيطان فقال: » يوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما« » قال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين«، فالخطاب القرآني هو للتثنية وليس للأفراد وأحرى أن يكون موجها باللوم بل ان القرآن يتوجه إلى آدم أكثر من توجه إلى حواء فحمله مسؤولية العصيان. » وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى« ومع ذكر المسؤولية ذكر الاجتباء والاصطفاء والتوبة والهداية والغفران ومن تم فلا مسؤولية على الإنسان ذكرا كان أو أنثى فيما يتعلق بهذه الخطيئة التي ارتكبها ادم وحواء على السواء لأن الله قبل منهما التوبة غفر لهما وإصرار بعض الجهات على إلحاق لعنة هذه الخطيئة بالإنسان هو خروج عن الفطرة وعن سنن الله في المعاملة المبنية على الرحمة والغفران. 4/ غير مفهوم الإنسان العربي حول العقم وان المرأة هي التي تتحمل مسؤوليته وجعل أمره بيد الله وبذلك انتفت مسؤولية الرجل والمرأة على السواء فقال: »ألم يك نطفة من مني تمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى« وإذا كان الإنسان الجاهلي ليس على مستوى من العلم والمعرفة ليدرك كنه النطفة ومدى خلق الكائن الحق من خلالها، فإن الآية التالية توضح أكثر حيث يقول القرآن: يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما« وبذلك أخرج المرأة من مسؤولية العقم أو إنجاب الإناث فقط. 5/ جعل لها حظها من الكسب مثلها في ذلك مثل الرجل سواء بسواء وتحدث عن الرجل والمرأة على السواء دون إشعار أحد الطرفين بالدونية »للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن«. 6/ جعل المرأة ترث وبذلك نقلها من وضعية الشيء الموروث إلى وضعية الكائن الذي يرث بقطع النظر عن القدر الذي يرثه كل من الذكر والأنثى فهذا موضوع يعالج في إطار آخر وليس في هذا الإطار العام لمبادئ وقواعد التعامل في القرآن الكريم فالإطار يقول: »للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا«. 7/ جعل الجزاء منوطا بالعمل وليس بجنس الفاعل ذكرا كان أو أنثى. 8/ جعل الرجل والمرأة على حد سواء في العبادة فلا فرق بين الرجل والمرأة والمسؤوليات التي تتحملها المرأة في هذا الصدد مثلها مثل مسؤوليات الرجل. »إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما«. 9/ الرجل والمرأة متساويات في التكاليف الشرعية في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وغيرها من التكاليف وقد أخذ منهن رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة بأمر القرآن كما أخذها من الرجال. » يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله«. 10/مما يترتب على المساواة في التكليف المساواة في المؤاخذة ولذلك فإن القران لن يفرق بين الرجل والمرأة في هذا الصدد. ( والسارق والسارقة والزانية والزاني) وهكذا دواليك فهذه عشرة أصول وقواعد عامة حددها القران الكريم وأنصف فيها المرأة وأزال من خلالها كل ما كان المجتمع الجاهلي يتمسك به في شأن المس بالمرأة وكينونتها الإنسانية وكرامتها. ولذلك فإن المزايدة على موقف الإسلام من المرأة وحقوقها وكرامتها أمر خاطئ وعلى المسلمين قادة وعلماء ومثقفين أن يدافعوا عن الموقف الإيجابي للإسلام من المرأة وحقوقها داخل الأسرة والمجتمع.