ما زالت النظرة إلى موضوع الثقافة الجنسية مشوهة ومجانبة للصواب في أكثر مجتمعاتنا، التي تختلف ببعضها طريقة التثقيف الجنسي، وكذا طريقة تناولها من مجتمع لآخر حسب هذه المؤثرات، في حين تنعدم في أخرى، كما هو الحال في المغرب. وتبقى أبرز الأسئلة المطروحة في هذا المجال، هل نحن بحاجة إلى ثقافة جنسية؟ أم تدخل هذه المسائل في نطاق "الحرام" و"العيب" و"قلة الأدب". "" الأخصائي في الأمراض النفسية والجنسية، أبو بكر حركات، يقول بأن "ليست هناك ثقافة جنسية لدى المغاربة. هناك محاولات فقط لطرح الموضوع تسجل في بعض وسائل الإعلام، خاصة المكتوبة منها". وأكد أبو بكر حركات، في تصريح ل "إيلاف"، أنه "إذا أردنا أن تكون لدينا ثقافة جنسية يجب أن تكون في الممارسة والسلوكات"، مشيرة إلى أن "هذه الثقافة هي سلوك في الحميمية والعلن". وذكر الأخصائي في الأمراض النفسية والجنسية أن "المقررات التعليمية لا تتضمن أي نوع من المعلومات حول هذا الموضوع، باستثناء المعلومات البيولوجية". كما أن وسائل الإعلام المرئية، يضيف أبو بكر حركات، "لا تتطرق على هذا الموضوع، في حين أن هناك محاولات محتشمة في وسائل الإعلام المرئية، أما المكتوبة فتتطرق إلى هذا الموضوع، لكن لا يمكن أن تتجاوز بعض الخطوط الحمراء، في ظل لان الأمية متفشية في البلاد". وأوضح الأخصائي المغربي أن "غياب الثقافة الجنسية كله سلبيات، منها سلبيات الإنسان مع نفسه، إذ لا يمكن أن يعرف الشخص أن لديه مشكلا جنسيا يجب أن يحل. وهنا تسجل صعوبات سواء فيما يتعلق بالتوصل الجنسي أو الإيروتيكي". وأعطى أبو بكر حركات مثالا حول "الثقاف"، الذي يعتبره البعض مشكلا له علاقة بالسحر، فيما هو ليس سوى، "تشنج في عضلات مهبل المرأة". وشدد الأخصائي في الأمراض النفسية والجنسية على ضرورة أن تكون هناك إرادة سياسية حتى تتمكن وسائل الإعلام من القيام بدورها في هذا المجال، لأنها تريد ذلك، لكن هناك خطوط حمراء. كما يجب أن تتضمن المقررات معلومات حول ها الموضوع". وكان في السابق من الصعب، بل المستحيل مجرد ذكر التثقيف الجنسي. لكن هذا المنع قد خلف مشاكل كثيرة بين الأزواج الشابة لعدم قدرتهم على التناغم الجنسي بينهم لجهلهم به. أما حاليا، يعي الجيل الجديد أهمية هذه الثقافة في التناغم الزوجي، خاصة بعد المشاكل الكبيرة التي يواجهونها أثناء ممارسة الجنس مع زوجاتهم والعكس. وما زالت الكثير من التيارات في الدول العربية تعارض إدراج مادة التربية الجنسية في المناهج المدرسية. وسبق أن أفتى عالم في مصر بتحريم تدريس الثقافة الجنسية للأطفال، أو بإتاحة الممارسة الجنسية لجميع الأعمار، وما يعرف بالجنس الآمن، بينما طالب علما آخرون بتدريسها خلال ضوابط دينية وأخلاقية حضارية. وتقوم المدارس وبعض الجمعيات في أميركا بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسية وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها في حالة الممارسات غير الشرعية كالحمل. وتقوم أساسا على مبدأ حق الطفل في التعرف على جسده، وكيفية إشباع رغباته من جميع النواحي. ومن المواضيع التي تحتوي عليها هذه البرامج: المعاشرة بين الجنسين، والعادة السرية، والإجهاض، كيفية ممارسة الجنس دون خطر الحمل. *إيلاف