نحن من لا نقوى على نقص درهم واحد من جيوبنا، لأننا بصراحة أقرب ما نكون للإفلاس بسبب الزيادات المتكررة، و بسبب ضعف قدرتنا الشرائية، و بكل الأسباب التي أثقلت كاهل مصارفنا. و اليوم بعد قرار منع "الميكا" نبقى حائرين لاقتناء البدائل. تعودنا على الخروج دون التفكير فيما يمكننا أن نحمله إن حدث طارئ و قررنا التبضع لنجد أنفسنا أمام مشكل حمل الأغراض، و أحيانا نستغني عن الشراء لا لشيء سوى لأننا لا نملك ما سنضع فيه مقتنياتنا. بالنسبة للباعة ، فيهم من يتظاهر بأنه يمنحك شيئا ممنوعا و بكل تستر لأنه اقتنع بعقوبة الجرم الذي يقترفه: ألا و هو حيازته للميكا التي فضلت بمخزنه قبل إصدار القرار، و فيهم من يعطي هذه الميكا بكل ثقة لأنه غير مقتنع بقرار المنع هذا و لا يريد أن يخسر زبائنه. المهم أن الكل يعيش في حيرة من أمره أمام قرار صدر ممن لا يعي بأن بدائل هذه الميكا منعدمة أو ستخرج من جيب المواطن البسيط إذا ما توجه للمتاجر الراقية. هذا الأمر يسترعي الانتباه بحدة في أسواق ما نسميه ب"قلب شقلب" و كنت اليوم شاهدة على المنظر بسوق سانية الرمل الشهير ببيع ملابس "الماركة" بأثمنة زهيدة، نظرا لوجود بعض الأعطاب بها و التي لا يسمح بتسويقها في البلدان الأوروبية إذا ما ثبتت قلة جودتها- هذا الصيت دفع بالعديد من زوار هذه المدينة للتبضع من سوق أصبح يطلق علية بسوق "اسبانيا د الرمل" -الواقعة هي أن سيدة اشترت العديد من الملابس بمبلغ جد محترم لكن عندما أرادت جمعها لم تجد كيسا بلاستيكيا لحملها فكان عليها أن تجمعها كلها في "ربطة" واحدة و كأنها جمعت الغسيل من السطح و حملتها فوق ظهرها لغاية سيارة الأجرة و هي تلعن و تسب مرددة " الله يشوه بهذا اللي قطعلنا الميكة كيف شوهنا".. طباعة المقال أو إرساله لصديق