في عودتي لملف المحاربة الشرسة للميكا – و لا تقولو لي بأن" صنادل الميكا التي يلبسها أهل البوادي" من النوع الجيد و الصحي – و أؤكد قبل البدأ بأنني من بين المؤيدين لهذا القرار، لكنني أستغرب للطريقة التي تم اتباعها لتبيان مساوئها المفاجئة، خصوصا بعدما تعاقبت التحليلات و الشروحات التي أظهرت موادها المسرطنة والرديئة التي تدخل في تركيبها. والحلول البديلة للاستغناء عنها بربورطاجات توحي بأننا من الدول المتقدمة و لا نتبضع إلا من المحلات الراقية التي تستعمل الأكياس البديلة أي "الميكا بيو" او حللا زجاجية تحافظ على المنتوجات من التلف. "على من كيكذبو هذو"؟؟؟ هل تناسوا بأن أغلب أسواقنا تفترش الأزقة و الشوارع و الساحات الجرداء التي تحدث زوابع رملية حتى في الأوساط الحضرية؟ و هل تناسوا بأن جيوب المغاربة خالية حتى من درهم إضافي سيزداد حتما في مصروفه إن اتبع طرق هذه الحرب؟ و هل يحاولون تضليلنا على كون الحلل البلاستيكية التي سيضعونها بديلا لن تكون إلا من نفس نوع البلاستيك لأن ما يصطلح عليه ب"البيوديكردابل" او "الغذائي" الذي يدخل في الخانة الصحية مكلف جدا؟ ثم كيف لنا أن نستغني بصفة نهائية عن مجموعة من المنتجات التي أصبحت بين ليلة وضحاها محضورة و نحن لا نملك قدرة شراء ما يصطلح عليه الآن ب"الصحي"؟ ولعل أبسط مثال على ما أقول بهذا المجال هو بعض مقتنيات الضعاف منا في المغرب العميق واحتياجاتهم التي لن تخلو بتات مما أصبح فجأة مواد مسرطنة، فهل سيتم التخلي عن "الصنادل د الميكة" مثلا و يتم تعويضها بأحذية جلدية لأهلنا من الفقراء بالمغرب المنسي؟؟؟ موعدنا غدا بحول الله مع "مغرب بلا ميكا" فليستعد مستعمل هذه "المجرمة" للعقوبات المنصوص عليها و التي صيغت في زمن قياسي، كي لا تترك مجالا للفراغات القانونية بهذا الباب على غرارما حدث بملفات اعتبرت أقل خطورة كتشغيل القاصرات و تعنيف المرأة وزيد وزيد … و سيعتبر كل مروج لها أو مستعملها طرفا فاسدا، و كل من ساعده متستر على الجريمة!!!. طباعة المقال أو إرساله لصديق