استضافت مكتبة بيت الحكمة يوم الجمعة 24 رمضان 1434 الموافق ل 2 غشت 2013 هرما من أهرام تطوان و وجها بارزا من وجوهها، الوطني الغيور، كبير المؤرخين المغاربة، الأستاذ الجليل محمد بن عزوز حكيم. هذا الحفل الذي انطلق في حدود العاشرة و النصف ليلا شارك فيه الأساتذة رضوان احدادو، عبد العزيز السعود و رشيد المصطفى. افتتح اللقاء بكلمة لمنسق اللقاء، المسرحي المتميز رضوان احدادو الذي نوّه بالجهة المنظمة و بالمحتفى به الذي أعطى للمدينة و لبلده أكثر مما أخذ. أعقبه تدخل لمدير مكتبة بيت الحكمة السيد أحمد البقالي الذي تحدث عن ظروف هذا اللقاء شاكرا المشاركين على مساهمتهم و الحضور على تلبيتهم الدعوة. بعدها أخذ الكلمة الدكتور عبد العزيز السعود الذي اعتبر ابن عزوز حكيم أستاذه و أباه الروحي و شيخه في مجال البحث التاريخي الذي لم يبخل عليه بمعلومة في أي وقت و حين، و ذلك ديدنه مع أي كان من داخل المغرب أو خارجه حتى أن بيته غدا قبلة للباحثين من الطلبة و الأساتذة من مختلف الشرائح الاجتماعية. و قد أشار في معرض كلمته بأنه سبق و أن شارك في تكريم أستاذه في أكثر من مناسبة، و قد خص بالذكر منها ذلك التكريم الذي نظمته جمعية تطاون أسمير بتاريخ 26 أكتوبر سنة 2002 و التي ضمت أنشطته في كتاب من منشوراتها يحمل عنوان "ستون عاما من البحث في تاريخ المغرب". قام المتدخل بقراءة جزء من كلمة المرحوم السيد عبد الوهاب بنمنصور في حق ابن عزوز حكيم. أما التكريم الآخر فقد أقيم بغرناطة سنة 2010 -و هو الثاني من نوعه الذي يعقد له بهذه المدينة بعد التكريم الأول الذي نظم له بساحة الأسود بقصر الحمراء تحت عنوان "علاقة إسبانيا و المغرب عبر التاريخ- حضر هذا التكريم الثاني رئيس جامعة غرناطة و عدد من العمداء و رجال الفكر و الأساتذة و المؤرخين. قدمت خلاله للمكرم ميدالية اعترافا بمجهوداته العلمية و دعمه للعلاقات بين الضفتين. كما أشاد المتدخل في كلمته بالدور البارز للمكرم في الدفاع عن منطقتي وادي الذهب و سيدي إفني و الجيوب المحتلة في الشمال مساندا و مدعما المطالب المغربية بالحجة و البرهان معتمدا في ذلك على ما تتوفر عليه خزانته -التي تعتبر من أضخم الخزانات الشخصية- من مخطوطات و وثائق و مستندات. إضافة إلى هذه المشاركات في حق أستاذه فقد سبق له أن دبج كتابه المعنون ب«La imagen de España en la historiografía marroquí de los siglos XVI, XVII y XVIII » بالإهداء التالي: "إلى أستاذي ابن عزوز حكيم كعربون على امتناني و اعترافي الخالص بالجميل"، هذا الكتاب الذي صدر سنة 2009 وضع مقدمته ابن عزوز حكيم. تجدر الإشارة إلى أن كلمة الأستاذ عبد العزيز السعود كانت مصحوبة بعرض صور من حفل التكريم الذي أقيم بمدينة غرناطة و الذي شارك فيه شخصيا بكلمة بالمناسبة. بعدها تحدث المسرحي الرائد الأستاذ رضوان احدادو عن دور المحتفى به لصالح الحركة الوطنية قبل الاستقلال و بعده و كيف ساهم بمشاركة الزعيم المرحوم عبد الخالق الطريس في نقل مجموعة من الوثائق من الأرشيف الإسباني إلى المغرب عن طريق سبتة… و هو بعمله هذا يشهد له التاريخ بحفاظه عليها من التلف و الضياع، رافضا رفضا باتا أن يسلم أي وثيقة على تفاهتها لأية جهة كانت. و زيادة في حرصه الشديد عليها-يضيف السيد احدادو- فقد وضعها في مكان أمين، لا توجد في بيته سوى نسخ من المخطوطات و الوثائق التي يشتغل عليها، رغم ذلك –يختم كلمته- لم يسلم مركبه من كثير من التهم و المؤامرات و الدسائس. بعدها تناول الأستاذ رشيد المصطفى الكلمة ليعرض في مداخلته التي عنونها "المؤرخ ابن عزوز حكيم شخصية الوفاء" جوانب من العلاقات التي كانت تربط عائلته منذ عهد بعيد بعائلة آل ابن عزوز مشيدا بخصاله المتعددة و بغزارة إنتاجه و دوره في الدفاع عن المورسكيين و عن الهوية و الأراضي المغربية على وجه الخصوص، سلاحه مئات الآلاف من الوثائق و الحجج باللغتين العربية و الإسبانية. عنيد و مصر و رابط الجأش دائما في اتجاه الغايات. يبقى السؤال الأخير -حسب الأستاذ رضوان احدادو- ما مصير هذه الوثائق؟ أي مستقبل ينتظرها؟ هل سيتم استغلالها؟ و كيف؟ الجواب: مستقبل ضبابي حسب تعبيره. كان من الواجب على الدولة قبل غيرها الاهتمام بهذا الزخم الهائل من الوثائق بأن توضع في متحف يحمل اسمه. أن يكون له كرسي في أكاديمية المملكة، أن تخرج إلى النور الأجزاء المتبقية من أعماله، هو الذي باع أملاكا من أجل طبعها و نشرها باعتبار أنه عمل فوق طاقة فرد واحد. مختتما تدخله بقوله "إنه بحق باب من أبواب مدينة تطوان السبعة". في الأخير أعطيت الكلمة للمكرم الذي نظرا لظروفه الصحية جاءت كلمته مقتضبة عكس ما عهدناه عليه في مداخلاته السابقة، شكر فيها بالخصوص الجهة المنظمة و الأساتذة المشاركون و الحضور على تلبيتهم الدعوة. و في الأخير قدم مدير بيت الحكمة هدية تذكارية بالمناسبة للمحتفى به، و بذلك يسدل الستار عن السمر الرمضاني الثالث و الأخير الذي احتضنه فضاء مكتبة بيت الحكمة بمناسبة شهر رمضان الفضيل. تجدر الإشارة إلى أن السمر الأول كان عبارة عن لقاء مفتوح مع المسرحي رضوان احدادو بتاريخ 16 رمضان 1434، للاحتفاء بتجربته الإبداعية المتميزة، تنظيم فرع تطوان لاتحاد كتاب المغرب بتنسيق مع مكتبة بيت الحكمة، و اللقاء الثاني شمل حفل قراءة و توقيع رواية "أرض المدامع" للروائي البشير الدامون بتاريخ 23 رمضان تنظيم فرع تطوان لاتحاد كتاب المغرب و مكتبة بيت الحكمة. نبذة عن حياة المؤرخ الباحث محمد ابن عزوز حكيم - مجلة الوثائق الوطنية (تعني بنشر وثائق الحركة الوطنية). - مجلة تطوان (تعني بتاريخ شمال المغرب). - مجلة الجيوب المغتصبة (تعني بالجيوب المغتصبة) بالعربية و الإسبانية. - مجلة Alcazaba Cuadernos de(دفاتر القصبة) بالإسبانية و العربية. - مؤسس و مدير جريدة الحياة باللغتين العربية و الإسبانية تعنى بشؤون الشمال.