دعا كبير المؤرخين المغاربة محمد ابن عزوز حكيم إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب، وأعلن لأول مرة أنه حصل على حقائق تاريخية طال البحث عنها أزيد من 50 سنة تتعلق بالمأساة الأندلسية. وأخبر حكيم الذي كان يتحدث أول أمس السبت في محاضرة نظمها مركز الدراسات والأبحاث بمؤسسة خالد الحسن بالرباط حول: مأساة الموريسكيين بمناسبة مرور 400 سنة على طرد الموريسكيين من بلدهم الأصلي الأندلس، أنه حصل عبر صفقة مع نحاث إسبان على ما بين 60 و70 صكا سريا للغاية لم ينشر منها أي شيء، وهي صكوك تكذب كل ما كتب عن مأساة الأندلس، وهي وثائق كان الفاتيكان حريصا على سريتها، وكانت مدفونة بأوامر من جميع البابوات، بل منهم من قال إنها يجب أن تمحى بالمرة لأنها تدين الكنيسة التي كان على رأسها ست أو سبع بابوات. وعلق ابن عزوز حكيم بالقول: إن كل من قرأ هذه الوثائق يجد نفسه أمام مؤامرة من الفاتيكان ضد إمارة المؤمنين بالأندلس. ولم يخف ابن عزوز أنه سلم للإسبان وثائق تهم تاريخهم مقابل الحصول على وثائق الفاتيكان التي تخص تاريخ المغرب من صكوك بابوية والملف السري جدا، هذه الوثائق لم يصدق حكيم ما قرأه فيها ووصفه بالشيء الرهيب، لأن مأساة الأندلسيين كانت نكبة أساسها الخيانة، وتحكي عن الخونة الذين كانوا يحيطون بالملك ابن الأحمر الذي تم اتهامه في كتب التاريخ بأنه باع غرناطة. وقال المؤرخ المغربي وهو يسرد تفاصيل عديدة عن مأساة الأنلدس التي اعتبر حضارتها أرقى حضارة عرفتها البشرية، إنه يرفض تسمية الموريسكيين، ويفضل تسمية الأندلسيين، لأنها الاسم الحقيقي والمناسب للمتحدرين من الأندلس المطرودين إلى المغرب وعائلته منهم. وسرد ابن عزوز بعض التفاصيل عن الهجرات الخمس التي تعرض لها الأندلسيون إلى المغرب، وكانت أولاها من ألميرية سنة 1483 حيث توجه جل المهاجرين إلى الشاون شمال المغرب، والهجرة الثانية سنة 1493 والثالثة سنة 1502 والهجرة الرابعة سنة 1591 أما الخامسة فكانت ما بين 1609 و 1610 وكل هجرة تحمل بين ثناياها صنوف التعذيب النفسي والمادي الذي تعرض له المسلمون الأندلوسيون اضطر معها البعض إلى التظاهر بالتنصر. وعلى هامش المحاضرة اطلع الحاضرون على جزء من الأبحاث العديدة للمؤرخ ابن عزوز محمد حكيم التي بلغت 300 لمؤرخ يعتبر أهم أرشيف مغربي يتوفر على حوالي مليون وثيقة. ويذكر أن محمد ابن عزوز من مواليد 1924 بتطوان، وهو كبير مؤرخي المغرب، عمل مترجما رسميا للملكين الراحلين محمد الخامس ونجله الحسن الثاني، وصدر له أخيرا كتاب: أطلس مأساة الأندلس من سنة 1483 إلى سنة 1609 بمناسبة مرور 400 سنة على طرد آخر فوج من المسلمين الأندلسيين على غلافه صورة ملك غرناطة على رقبته سلسلة الإذلال.