بن عزوز حكيم: كتب التاريخ المغربي لا تتضمن إلا 20 في المائة من الحقائق . وأكد أن الأمر يتعلق بوثائق سرية، حصل عليها بوسائل خاصة، وهي عبارة عن صكوك بابوية، تكشف بأن الكنيسة الكاتوليكية، هي التي كانت تقف وراء اضطهاد مسلمي الأندلس، وعلق قائلا "عندما قرأت الصكوك تساءلت هل هؤلاء بابوات أو شياطين". وأشار إلى أنه عكس ما يروج في بعض الكتب من أن ملك غرناطة ابن الأحمر هو الذي سلم المدينة للمسيحيين، فإنه في الواقع تعرض لخيانة من بعض مقربيه. وشكك بن عزوز حكيم فيما ورد في عدد من كتب التاريخ، حول مأساة مسلمي الأندلس، وقال إن معظمها يعتمد على مصادر مسيحية: برتغالية وإسبانية. كما شكك بن عزوز في كتب التاريخ المغربي، وقال إن " 80 في المائة من الحقائق التاريخية تبقى غائبة في هذه الكتب"، مشيرا إلى أنه لم يتم العثور على الوثائق والحجج لتصحيح التاريخ المغربي الذي شابته كثير من الشوائب. وقدم بنعزوز مثالا على هذه الشوائب بكتاب "الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى"، الذي ألفه المكي الناصري، وقال عنه "هذا الكتاب الذي يعتبره المغاربة كأنه قرآن في مجال التاريخ لجأ صاحبه إلى جمع ما نشر قبله ولم يأت بشيء جديد" وأضاف "مثلا في تناوله لموضوع المغتصب من تراب المغرب، نجده لم يعتمد على أي مصدر عربي أو مغربي سابق، بل لجأ إلى مصدرين أجنبيين، الأول كتاب ل"كاستيانو مانويل"، وهو راهب إسباني، وقام باعتماد ترجمة غير دقيقة لمضامينه. والثاني، هو الكاتب البرتغالي كورنيغا، والذي تناول الهجمات البرتغالية على المغرب. وقال بن عزوز إن الوثائق التاريخية بينت أن الملكة إيزابيل، وزوجها فيرناندو، منحا امتيازات عقارية، ورشاوى، إلى شخصين من مقربي الملك ابن الأحمر، هما أبو القاسم المليح، ويوسف بن قميسة، وعرض بنعزوز نص الاتفاق الذي ينص على منح تلك الامتيازات. وكانت مملكة غرناطة، قد استسلمت بموجب معاهدة علنية أبرمت في 25 نونبر 1491 بين الملك ابن الأحمر، وإيزابيل ملكة قشتالة، على أساس أن تحتفظ غرناطة التي كان يقطنها مليون ونصف نسمة، بكيانها ومؤسساتها الإسلامية، وأن يتمتع سكانها بجميع حقوقهم الدينية والدنيوية تحت نفوذ الدولة المسيحية. لكن لم يمر على المعاهدة سوى 88يوما، يقول بن عزوز، حتى طردت الملكة إيزابيل جميع يهود غرناطة، وبعدها قررت طرد جميع المسلمين من المدينة سنة 1502، وأمرت بهدم المساجد وإرغام المسلمين على اعتناق المسيحية أو التعرض للتنكيل. وتحدث بنعزوز عن الهجرات الخمسة التي قام بها مسلمو الأندلس إلى المغرب ما بين 1483 و1609، فرارا من البطش المسيحي، الأولى كانت سنة 1483، أي قبل سقوط غرناطة، حيث استقر مسلمو الأندلس بنواحي الريف، وغمارة، والهبط وجبالة. وفي مدينة شفشاون، احتضنهم الأمير مولاي علي بن راشد، و أحدثوا فيها حومتي الخرازين، وريف الصبانين. والهجرة الثانية كانت سنة 1493 إثر سقوط غرناطة، وكان ضمنها آخر ملوك المدينة، ابن الأحمر، الذي استقر في البداية في منطقة غساسة، ثم انتقل إلى فاس التي عاش بها إلى أن توفي. سنة 1534. وفي هذه المرحلة استوطنت المئات من القبائل الأندلسية في الريف،غمارة، الهبط، وجبالة. والهجرة الثالثة جرت بعد قرار الملكة إيزابيل طرد مسلمي الأندلس سنة 1502. والهجرة الرابعة وقعت سنة 1571 على إثر ثورة منطقة البشرات بغرناطة، حيث لجأت كثير من الأسر إلى شمال المغرب وبه أنشأت حومة الطرانكات بتطوان، وحومة السوق بشفشاون. أما الهجرة الخامسة والأخيرة فكانت ما بين سنتي 1609 و1610، حيث كان الملك فيليبي الثالث قد أصدر مراسيم لطرد بقية مسلمي إسبانيا.