شكل موضوع "النسيج: الانتقال من التصنيع إلى الصناعة المستدامة" محو ندوة نظمها الأربعاء بطنجة الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشراكة مع الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة. وشكل هذا الحدث، المنعقد بمقر الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بطنجة بحضور فاعلين وشركاء لقطاع النسيج والألبسة، في إطار لقاءات "الكتاب الأبيض" للاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يتضمن مقترحات المؤسسة من أجل تفعيل وأجرأة النموذج التنموي الجديد. في كلمة بالمناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، محمد بوبوح، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتقاسم رؤية الجمعية من أجل تطوير قطاع النسيج خلال السنوات المقبلة مع جميع الفاعلين، بغاية تبويئه مكانة متميزة على الساحة الدولية ورفع تحدي إزالة الكربون عن هذه الصناعة. وتابع بوبوح أن "إزالة الكربون عن صناعة النسيج المغربية لم يعد خيارا وإنما ضرورة"، مؤكدا على ضرورة الانخراط في مقاربة الاستدامة هاته من أجل ضمان استدامتها ومواكبة مختلف التحولات التي تعرفها هذه الصناعة. من جهته، أفاد جليل الصقلي، نائب رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، بأنه يتعين على المغرب حاليا إعادة النظر في الاستثمار في المواد الأولية لقطاع النسيج، مضيفا أنه "حان الوقت لتحويل الأزمة الحالية إلى فرصة حقيقية لإعادة الاستثمار في المواد الأولية للنسيج، من أجل تطوير مواد أولية نظيفة تتيح للمملكة احتلال موقع متميز على الساحة الدولية ". لهذه الغاية، تابع المتحدث أنه من الضروري تسخير الوسائل المالية اللازمة لإطلاق وحدات صناعية جديدة واتخاذ تدابير ملموسة لتحفيز الاستثمار، مشيرا إلى أن رؤية الجمعية في أفق سنة 2030 تروم إحداث ثورة في قطاع النسيج والألبسة من شأنها المساهمة في تلبية متطلبات مقدمي الطلبات والأسواق المستهدفة. من جهته، أشار ممثل وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي إلى أن قطاع النسيج في المغرب يواجه اليوم عدة تحديات، من بينها منافسة المنتجات الأجنبية، وإزالة الكربون عن المنتجات الموجهة للتصدير، مسجلا أن هذه التحديات يمكن أن تشكل فرصة لتعزيز العرض المغربي وتقوية مكانته الدولية. وأوضح المسؤول أن المواد الأولية لقطاع النسيج تشكل محورا استراتيجيا توليه الوزارة اهتماما خاصا، مشيرا إلى أن المستثمرين الوطنيين والأجانب يعبرون عن اهتمام حقيقي إزاء هذا القطاع. أما باقي المداخلات فأكدت على أهمية هذا القطاع، الذي يعتبر أول مشغل صناعي بالمغرب، مشددة على ضرورة تعزيز وتقوية استدامة صناعة النسيج، حتى تتماشى مع المعايير الأوروبية الجديدة بهذا الخصوص. وسلط المتدخلون الضوء على الفرص التي ت فتح اليوم لصناعة النسيج المغربية والتحديات الرئيسية المطروحة أمامها، من أجل استعادة مكانها في السوق المحلية، وتعزيز تموقع العرض المغربي في الأسواق الجديدة.