يبدو أن الوصي على القطاع السياحي بطنجة، يغرد خارج السرب وكأنه غير معني بما يجري بدواليب القطاع السياحي بالمدينة، وكأن القطاع موكل على تسييره غيره وليس هو، حتى أن شعار "وللسياحة رب يحميها" أجده هو الشعار الأنسب لمرحلة دقيقة من تاريخ طنجة أو بالأحرى طنجة الكبرى، التي تتجه مع رؤية صاحب الجلالة لتكون القطب السياحي الاقتصادي الثاني بعد الدارالبيضاء، طبعا بانخراط جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة السياحة من أجل إنجاح مشروع الميناء الترفيهي طنجةالمدينة. يكفي سعادة المندوب، أن تنقر نقرتان لتلج المواقع العالمية المهتمة بالسياحة أمثال فيتوريال وتشريب أدفيسور، كيت يور، تور بيلوكال، وتور بلوس، لتقرأ ما يرويه السياح عندما يزورون طنجة ويعودون مساءها هذا إذا بقوا حتى المساء، لتوضع أما المشهد السياحي ولتقف على ما يعانيه القطاع الذي تسهر عليه من فوضى لترمم ما يجيب ترميمه قبل فوات الأوان. وعملا بقول الفقهاء ناقل الكفر ليس بكافر، أنقل لك بعضا من التعليقات المدرجة على هذه المواقع العالمية لتعرف أن القطاع غارق حتى أذنيه بل حتى راسه في الفوضى. يقص "جاك" البريطاني سعادة المندوب على الموقع تشريب أدفيسور قائلا "إن طنجة تعج بالمرشدين السياحيين المخادعين". أما باري الأمريكي الذي قرأ عن طنجة من خلال كتابات شكري أهمها الخبز الحافي، وجاء يقتفي الأماكن التي مر ذكرها في الخبز الحافي يصرح على الموقع العالمي أخر وهو فيرتويال توريست يحذر في تعليقيه من المرشدين السياحيين قائلا : "إنهم يتحلقون حولك فور وصولك إلى المدينة، يجب أن تحذر منهم حتى لو كانوا يعرفون المكان الذي تقصده، إذ لا تعرف إن كانوا صادقين في ذلك أم لا". طبعا ليس كل المرشدين مخادعين، بل منهم خريجي المعاهد الدولية للسياحة وبميزات عالية جدا لا يستحقون أن يجاوروا بعضا من هؤلاء المخادعين أصلا، ولكن سيرا على المثل الدارج "حوتة واحدة كتخنز الشواري". قد يعقب علي المندوب قائلا "هكذا الواقع وجدته" وهو محق في ذلك والأمر يتجاوزه أكيد، ولكن إذا تعذرنا بهذه الاسباب فالواقع لن يرتفع، وستبقى السياحة بين مرشدين سياحيين مخادعيين، فكيف نستأمن طنجة الكبرى، بمينائها الترفهي الأول من نوعه في إفريقيا والعالم العربي بين يدي هؤلاء المخادعين كما وصفهم باري ‼ كيف نستأمن طنجة الكبرى التي يشرفها الملك سلمان أيما تشريف ليقضي فيه إجازته السنوية وهي دعاية سياحية لا تقدر بثمن، والسياحة بطنجة بين أيدي مرشدين أمثال جحا لا يتوفرون على أدنى شروط لمزاولة المهنة، فكيف يمكن أن نطور أو حتى نتكلم عن منتوج سياحي و الحلقة الأساس مفقودة وهو "المرشد"، فإذا طالب خريجو الجامعات سعادة رئيس الحكومة بحق التوظيف المباشر حق لهم ذلك، فكيف بمرشد لا يتوفر على شهادة ابتدائية يربح مبالغ لا تتماشى مع مستواه المعرفي والتحصيلي في حين لا يجد الطالب الجامعي موجز في الادب الانجليزي بعد تخرجه سوى الهراوات فوق ظهره وهو الاولى بمهنة الارشاد السياحي. يجب على الحكومة في شخص وزير السياحة إعادة مأسسة القطاع السياحي، فإذا كانت بعض القطاعات الحيوية قد تم هيكلتها ومأسستها من جديد مثل قطاع المالية والاقتصاد وتم إعادة إمتحان المحاسبين المعتمدين من جديد، فإن إعادة إمتحان بعض المرشدين بالقطاع السياحي أمثال جحا أولى وضرورة ملحة، حتى لا يستشري الورم بالقطاع السياحي وكل هذا من أجل إنجاح رؤية صاحب الجلالة "طنجة الكبرى" يتبع ...