لا يختلف إثنان على أن السياحة في مدينة طنجة، قد عرفت خلال السنوات القليلة الاخيرة تراجعا ملحوظا من حيث عدد السياح الوافدين، وبالتالي تأثر قطاع السياحة الذي يعد أحد الدعائم القوية للرواج والانتعاش الاقتصادي للمدينة. العوامل التي أدت إلى تراجع السياحة بطنجة عديدة، لكن ما لا ينتبه اليه الكثيرون، هو أن أحد أقوى العوامل التي أثرت سلبا على قطاع السياحة، هم العاملون في هذا القطاع والذين تعد السياحة مورد رزقهم الاول. وفي بحث استطلاعي قامت به "طنجة 24" على المواقع والمنتديات العالمية المهتمة بالسياحة، يظهر أن أغلب المواقف والنصائح المتعلقة بمدينة طنجة التي ينشرها سياح سبقوا أن زاروا المدينة تحمل في طياتها العديد من الإشارات السلبية. سائح يحمل اسم "باري" على الموقع العالمي "فيرتويال توريست" يحذر في تعليقيه من المرشدين المزيفين، " إنهم يتحلقون حولك فور وصولك إلى المدينة، يجب أن تحذر منهم حتى لو كانوا يعرفون المكان الذي تقصده، إذ لا تعرف إن كانوا صادقين في ذلك أم لا". في السياق ذاته، يقص "جاك" على الموقع ذاته " إن طنجة تعج بالمرشدين السياحيين المخادعين، ذات يوم زرت طنجة، ووثقت في أحدهم وكنت أريد أحد دور الضيافة بالمدينة القديمة، فقادني بين عدة دروب حتى وجدت نفسي في زقاق مغلق وهناك كان صديق ذلك المرشد المخادع ينتظرني، فقاما معا بسلبي تحت التهديد بسلاح أبيض كل الأوروهات التي كانت بحوزتي". سائح آخر يحمل اسم "سباتو" في موقع عالمي اخر يسمى "تشريب ادفيسور" يحذر السياح الراغبين في زيارة طنجة من جشع تجار البازارات وبائعي المنتوجات التقليدية" إنهم يطلبون أثمنة خيالية وكأنهم يبيعون منتوجات تعود إلى حقبة الفراعنة، يجب ألا تستسلم امام إلحاحهم اللجوج، إذا لم يعجبك المنتوج فلا تتردد بقول لا وتخرج من المحل". والتعليقات التي تسير على منوال تعليق "سباتو" تعج بها المواقع والمنتديات السياحية العالمية، ووصف الجشع يتردد بشكل كبير، ولا يتوقف عند أصحاب البازارات، بل يتعده إلى أثمنة وسائل النقل، حيث حذر أكثر من سائح من جشع أصحاب "الطكسيات". كما أن أثمنة الفنادق والمطاعم "هي جد مرتفعة مقارنة بأوربا" تشير سائحة تدعى "كرميلا" على موقع "ترافل أند ليسور" مضيفة في السياق ذاته، أن قضاء أكثر يوم بالمدينة يكلف أكثر مما يكلف في اسبانيا أو فرنسا على سبيل المثال. وعلى العموم فإن تعليقات مماثلة كثيرة تعج بها المواقع العالمية المختصة في السياحة حول مدينة طنجة، وللأسف فإن أغلبها يشير إلى مساوئ زيارة هذه المدينة، وتحذر السياح أكثر مما تشجعهم، وبالتالي فإن اللوم يعود إلى العاملين في هذا القطاع وليس على السياح، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل لهذه المعضلة "المشوهة " بسمعة طنجة في قطاع السياحة على المستوى العالمي.