ينطبق المثل الشعبي " المزوق من على برى أش خبارك من الداخل " على القطاع السياحي بطنجة مطابقة الحافر للحافر، فمن المعلوم في القطاع السياحي من الضرورة للمرشد،وجوب اخذ الزينة عند كل رسو لباخرة بميناء طنجة ،مع الابتسامة في وجوه السياح ،وإن كانوا لا يساوون " بصلة" ،ومما يجب إرتداؤه جلباب تقليدي و طربوش أحمر على الرأس في الصيف والشتاء كما في فصل الخريف والربيع ،وإنتعال بلغة صفراء فاقعة اللون لتسر السياح أحيانا يتم غض البصر حول لباس المرشد السياحي،وفجأة يتم تطبيق القانون "بالكانة " على حسب مزاجية المندوب أو من يقوم مقامه ،ولكن هناك مشاكل أكبر من الهندام، بل يبقى الجلباب وماجاوره من الطربوش والبغلة عفوا البلغة شيئا تافها لايستحق التنبيه عليه ،فكيف بالمرشد السياحي بالهندام وحسن المنظر والمظهروالأبهة كما يقول إخواننا المصريين، وهو بالكاد ينتزع مصروفه اليومي بشق الأرواح وليس الأنفس من فم الأسد إن مشاكل القطاع السياحي لم تكن يوما في الهندام ،بل مشاكل القطاع السياحي أولا وقبل كل شيء في العمل على توفير الضمان الإجتماعي، والتغطية الصحية لهذه الفئة ،فلا يعقل أن تموت عائلات لمرشدين سياحيين جوعا، في حال وفاة رب الأسرة ،فقرار إلغاء حق استفادة الزوجة أو الأسرة ،من إستغلال رخصة الإرشاد لسنتين من وفاة الزوج،وهو القرار الذي كان ساريا وجاريا به العمل منذ تأسيس أول جمعية في تاريخ المغرب وهي جمعية المرشدين السياحيين بطنجة، قرار مجحف وهو بمثابة إعلان موت جماعي بطيء لأسربأكملها ،علما أن هناك مرشدين تركوا أطفال صغار لا معيل لهم من مشاكل القطاع السياحي والتي طفت على الجسم السياحي مؤخرا، منع المرشدين السياحين من ولوج الميناء ،والوقوف أمام البواخرالسياحية لإستقبال السياح، وهي من المكتسبات الطبيعية التي كان يستفيد منها المرشد منذ تأسيس جمعية المرشدين السياحيين أي لأكثر من خمسين سنة ، فلا يعقل أن يعامل خريجو المعاهد العليا للمملكة خصوصا خريجي المعاهد السياحية " كالحراكة" الذين يتحينون الفرصة من أعين الجمارك والكلاب المدربة للاختباء تحت أول حافلة لنقل البضائع بعد إجتيازها لجهاز السكانير لو واصلت سرد مشاكل القطاع السياحي بالمدينة ،فربما يتطلب مني مايفوق عدد الحلقات المكسيكية المدبلجة، بمعنى لن ننتهي من عرض المشاكل ،ولكن نتمنى من المندوب الجديد للقطاع السياحي بطنجة ،أن يعطي إضافة نوعية ملموسة للقطاع ،خصوصا أن طنجة في طريقها نحو أول قطب إقتصادي بالمغرب وعودة للهندام ووجوب الجلباب والطربوش للمرشد ،فإن الخوض في "الخاوي " في خضم المشاكل الجوهرية التي يعاني منها القطاع ،يعد ضربا من الجنون وصاحب مثل هذه الدعوى يجب ان تخصص له غرفة بالمرستان أي بمستشفى بني مكادة