مراكش "مغارب كم": كريم الوافي يعيش أرباب المحلات التجارية والبازارات بالمدينة العتيقة بمراكش خلال هده الأيام حالة من الإحتقان، بسبب انخفاض الحركة التجارية بأسواق المدينة وساحة جامع الفناء خلال هذا الموسم بشكل لافت، واحتكار أحد أصحاب البازارات للقوافل السياحية التي تستقبلها مدينة مراكش أمام صمت الوزارة الوصية في شخص مندوب السياحة الدي اكتفى بدور المتفرج. ويكاد يجمع المراكشيون على اختلاف شرائحهم وانتماءاتهم، على أن الأزمة الإقتصادية العالمية والإعتداء الإرهابي الدي استهدف مقهى "أركانة" بساحة جامع الفناء القلب النابض لمدينة مراكش وتداعياتها الاقتصادية الخطيرة، تركت آثارا سلبية لا تخفى على حياة أرباب المحلات التجارية والبازارات المتخصصة في بيع منتوجات الصناعة التقليدية وفاقمت النفقات والأعباء الملقاة على عاتقهم، ليبقى السؤال المطروح بإلحاح هذه الأيام داخل أوساط التجار دون أن تتوفر له إجابة، هو متى ستنجلي هذه الأزمة التجارية الخانقة وتعود الحياة إلى طبيعتها. وعبر العديد من أرباب المحلات التجارية الدين يعتزمون تصعيد إحتجاجهم على إحتكار السوق من طرف بعض البازارات التي أصبحت معروفة لدى العام والخاص، عن خشيتهم من استمرارالكساد التجاري الدي أربك حساباتهم مما يؤثر في نظرهم سلبا على مداخيل محلاتهم، وإلتزامهم بأداء الضرائب ورسوم مختلفة للدولة . وقال أحد التجار المتضررين المتخصصين في بيع المنتوجات التقليدية، بأن الهاجس الوحيد الذي يحمله أرباب المحلات التجارية هو حماية أرزاقهم التي تضررت بفعل الإكتساح الغير المسبوق لبعض البازارات التي تعمل على استدراج السياح الأجانب بفضل علاقتهم المشبوهة مع بعض المرشدين السياحيين الدين يستفيدون مقابل الخدمة التي يقدمونها من "الجعبة"، لكونها انعكست بشكل سلبي على التاجر الذي يعيش أزمات خانقة بسبب حالة الكساد واستمرار أدائه واجبات الضرائب في غياب أي مدخول، مؤكدا على ضرورة تدخل الجهات الوصية على القطاع لوضع حد لمتل هده التصرقات حتى لاتضيع مصالح التجار الدين أصبحوا ملزمين أمام الإدارة بتأدية الضرائب التي تتقل كاهلهم. ودعا إلى ضرورة فتح حوار عبر جميع المؤسسات لبحث سبل دعم وتحريك وتيرة التنمية السياحية بالمدينة الحمراء، خاصة بعد الإعتداء الإرهابي الذي استهدف ساحة جامع الفناء، واتخاذ قرار الإعفاء الضريبي على اعتبار أن سنة 2011 كانت سنة بيضاء على المستوى السياحي. وبنبرة يطبعها الحسرة والحزن على الوضعية التي آلت إليها الحركة التجارية والسياحية بالمدينة العتيقة، يقول احد التجار بإن هناك حلقة "مافياوية" تبدأ بوكالات الأسفار وتنتهي بالمرشدين السياحيين وعدد من المحتكرين في السوق تدير القطاع السياحي بالمدينة العتيقة وقد لعبت دورا مباشرا في تردي الوضع الحالي بعد الإعتداء الإرهابي الدي استهدف ساحة جامع الفناء التي جرى تصنيفها كثراث شفوي للإنسانية،ويلخص ما يذهب إليه العديد من التجار الصغار بالمدينة العتيقة والذين يعانون من الكساد التجاري خلال هده الأيام. وأمام رفوف مملوءة بالتحف والسلع التقليدية يقول صاحب بازار من داخل متجره الخالي من السياح بالمدينة العتيقة أن المردود التجاري سجل انخفاضا لا يقل عن سبعين في المائة مقارنة بنفس الفترة من الأعوام الماضية،ليكشف بدلك عن واقع غير سليم كان يعيشه غالبية التجار الصغار بسبب احتكار النشاط التجاري بالسوق في المدينة العتيقة من طرف . وأمام الوضعية الحالية للقطاع التجاري والسياحي، قررت جمعية تجار ومصدري منتوجات الصناعة التقليدية بمدينة سبعة رجال، توجيه رسالة في الموضوع إلى محمد امهيدية والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، يطالبون من خلالها بضرورة إيجاد حل للأزمة التي شلت حركة الرواج الاقتصادي لشريحة عريضة من التجار والحرفيين الذين تعتمد تجارتهم على تسويق منتوجاتهم للقوافل السياحية التي تزور مدينة مراكش. وأوضحت الرسالة التي حصلت "مغارب كم"على نسخة منها، بأن أرباب بازارات ساحة جامع لفنا والمدينة العتيقة أصبحوا يعانون احتكار وهيمنة ما وصفتها الرسالة ب "مافيا السياحة" على القوافل السياحية التي تستقبلها المدينة، وتوجيهها بطرق ملتوية ولاقانونية تسببت في كساد وركود تجاري بفعل التحكم في العمليات السياحية التي تفد على مدينة مراكش من طرف أحد أصحاب البازارات الذي أصبح يستحوذ على السوق السياحية بدعم من رئيس جمعية المرشدين السياحيين مما أثر بشكل سلبي على المداخيل اليومية للبازارات والمحلات التجارية وتسبب في أضرار وخيمة لمنتسبي هذا القطاع في غياب أي تدخل من الجهة الوصية على السياحة في شخص مندوب وزارة السياحة بمدينة مراكش، ما أصبح يهدد كثير منهم بالإفلاس. واستطاع محمد امهيدية والي مراكش من امتصاص غضب أرباب البازارات والمحلات التجارية المتخصصة في بيع منتوجات الصناعة التقليدية المتضررة من عملية إحتكار السوق وبعث الأمل في نفوسهم، بعد استقبالهم بمكتبه للإستماع إلى معاناتهم وتدارس الوضعية الحالية للقطاع السياحي والأزمة التي يمر منها القطاع والأسباب الكامنة وراء ذلك، قبل أن يقرر بضرورة إيفاد لجنة لتقصي الحقائق وفتح تحقيق في الموضوع حماية لحقوق التجار وقطع الطريق أمام محتكري السوق، في الوقت الدي أصبح أرباب البازارات وتجارالمحلات التجارية المتخصصة في ترويج منتوجات الصناعة التقليدية بمدينة مراكش، يطالبون برحيل مندوب وزارة السياحة بالمدينة الحمراء لعجزه عن وقف النزيف الذي تتعرض له السياحة بسبب تنامي عملية إحتكار القوافل السياحية التي تستقبلها ساحة جامع الفناء من طرف أحد البازارات بدعم وتشجيع من رئيس المرشدين السياحين، وعدم اكتراثه بهده الوضعية واعتماده سياسة التسويف والمماطلة والهروب الى الأمام بعد مجموعة من اللقاءات التي تتسم بعدم الجدية في الحوار وانعدام الرغبة في إيجاد للمشاكل العالقة.