يقوم حسن بجولة مع مجموعة من السياح عبر أزقة فاس القديمة، الرصيف والملاح وبوجلود(أبي الجنود) والطالعة، يقدم الشروحات ويتوقف قليلا في أماكن عمرت قرون خلت، وتحمل حمولة ثقافية وحضارية. في اليوم الموالي يرافق حسن مجموعة أخرى من السياح في حافلة سياحية، حيث تستغرق الرحلة أسبوعا كاملا، ويعمل حسن على التحدث بثلاث لغات لكون المجموعة تضم فرنسيين وإسبانيين وبريطانيين. إنه مقتطف من عمل مرشد سياحي من بين العديد منهم المتواجدين في المدن السياحية. إلا أنه بقدر ما يجهل المغاربة طريقة عمل هذه الشريحة بقدر ما تخفي هذه المهنة العديد من المفاجآت والصعوبات والفرص. هذا مرشد سياحي يعمل على توفير قوت عيشه في ظل العمال الموسمي، وذاك مرشد سياحي لم يجد حتى فرصة للجلوس مع أهله بسبب كثرة الرحلات برفقه السياح، وبين هذا وذاك توجد أمثلة لمرشدين سياحيين هاجروا إلى الخارج بعد تعرفهم على أجانب أو مرشدين استطاعوا الاستثمار في السياحة بعد علاقات مع أجانب. مشاكل ومخاوف أكد بعض المرشدين السياحيين أن القطاع يعرف العديد من الصعوبات والمشاكل، ابتداء من غياب القانون المؤطر ومرورا بالعمل الموسمي ومنافسة المرشدين غير مرخص بهم، ووصولا إلى المشاكل الاجتماعية التي يعيش على وقعها المرشد السياحي. وأكد الحاج القباج رئيس الفيدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين أن اللقاء الأخير مع الوزارة تمخض عن مجموعة من النتائج مرتبطة أساسا بالتحفظ على مادتين في مشروع القانون، المادة 4 التي تنص على إعطاء المرشد الحق في العمل على مجموع التراب الوطني بدل الجهوي، والفدرالية ترفض لأن الأمر يمكن أن يتحول إلى فوضى. والمادة 31 تنص على أن بإمكان الوزارة أن يحق لها بعد سنتين من صدور هذا القانون على تنظيم مباراة للولوج إلى المهنة للذين لا يتوفرون على الشواهد أو الكفاءات. وهو ما يعني أن الوزارة تريد أن تعمل مباراة للمرشدين غير مرخص لهم، ولا يمكن أن يتم تقديم شواهد لل"فوكيد". واعتبر القباج أن الظروف الاجتماعية للمرشدين السياحيين جد قاسية، على اعتبار تداعيات الأزمة على القطاع السياحي. وطالب بتحرير أسعار المرشدين، وأكد أنه بعد التوصل من الوزارة بمذكرة تؤكد على ضرورة أن تحدد كل جمعية تسعيرة الخاصة بالجهة، فإن المرشد هو الذي يحدد التسعيرة انطلاقا من اقتراح الجمعية، واعتبر أنه في القريب سيتم تحديد التسعيرة التي يجب اعتمادها. وقال إن عمل المرشد يعرف العديد من الصعوبات. إذ إن المرشد يبحث على عمله وأن الأمر ليس سهلا. ففي السابق كان هناك توزيع للمرشدين السياحيين في عدد من النقاط المهمة بكل م نفاس وطنحة ومراكش وأكداير والآن الأمر اختلف. وانتقد أن عمل المرشد لا يتم وفق عقدة عمل سواء مع الفنادق أو وكالات الأسفار، وأنهم ينتمون إلى الوزارة بالاسم فقط. حقوق لا يستفيد المرشدون من الحقوق الاجتماعية مثل التغطية الصحية والتقاعد، وهو ما يشكل هاجس لدى العديد منهم. و اعتبر حسن وهو مرشد سياحي أن المرشد السياحي لا يتوفر على التغطية الصحية والتقاعد، والعمل في هذا المجال يتم بشكل موسمي. وانتقد العشوائية التي تطبع القطاع خصوصا أن بعض المرشدين السياحيين يستفيدون أكثر من غيرهم خصوصا لدى الفنادق المشهورة بكل من فاس أو مراكش. من جهته، اعتبر القباج أن الفيدرالية توصلت مع إحدى شركات التأمين من أجل توفير التأمين على المرض، موضحا أن الموظفين يتم اقتطاع نسبة من أجورهم من أجل الاستفادة من التغطية الصحية والتقاعد، ومن ثم فإن المرشدين مدعوون إلى الانخراط في هذه الوكالة. واعتبر القباج أن الإرشاد السياحي مهنة حرة، وتتطلب علاقات وقدرات.وأكد حسن أن العديد من المرشدين السياحيين يعملون من أجل سد لقمة العيش. استثمار اعتبر حسن أن بعض المرشدين السياحيين استطاعوا أن يستثمروا في القطاع السياحي بعد تعرفهم على أجانب أو تزوجهم بأجنبيات، ولكن هذا الأمر بدأ يتراجع في الآونة الأخيرة.وبخصوص المرشدين غير المرخص لهم، فإن عددهم يتجاوز المرخص لهم في فاس مثلا، وأن السلطات تكتفي بأخذ الغرامكات وليست هناك عقوبات زجرية. وانتقد عدم الاهتمامم بالفضاءات السياحية خصوصا في المدن العتيقة حيث مضاهر البؤس والتهميش وهو من يجعل الأجانب ينقلون صورة سيئة عن المغرب التكوين أكد أحد المرشدين السياحيين أنه في السابق كان يتخرج المرشدون السياحيون من مدرسة طنجة والرباط بنسبة 80 و90في المائة. ومنذ 1996 أدخلت الوزارة أصحاب الشهادات في اللغات بعد اجتياز مباراة وتكوين يستغرق مدة قصيرة. وينخرط المرشدون ضمن جمعيات وكل مدينة تظم جمعية. وهناك فدرالية على مستوى الوطني تضم هذه الجمعيات. وبعدما يعمل المرشد مثلا مع وكالة للأسفار لمدة أسبوع أو أسبوعين تقدم له الأجر بشكل عشوائي، حسب حسن الذي أكد أن للوزارة القدرة على تشغيل 10 مرشدين لكنها تقتصر على 3 مرشدين، أو تشغل سائقا ويعمل في نفس الوقت مرشدا. و أضاف أنه في السابق الوزارة كانت تحدد نصف يوم ب250 درهم ويوم كامل ب350 درهم ولكن 80 في المائة من المتدخلين في القطاع لا يحترمون هذه التسعيرة. **** قرب مناقشة مشروع قانون يتعلق بتنظيم مهنة المرشدين السياحيين تدارس مجلس الحكومة خلال منتصف شهر فبراير و صادق على مشروع قانون رقم 62_ 10 تقدم به وزير السياحة يتعلق بتنظيم مهنة المرشدين السياحيين الذين يتجاوز عددهم 2700مرشد . و يهدف هذا المشروع إلى تأهيل الإرشاد السياحي عن طريق تحسين شروط الولوج و وضع آليات للتكوين وفق المعايير الدولية للجودة. كما يرمي إلى تحديث مزاولة المهنة عبر إحداث شركات للإرشاد وتبسيط مزاولة هذه المهنة عبر تصنيف جديد واعتماد مدونة أخلاقيات للمهنة. وسبق أن صادق مجلس النواب، يوم الثلاثاء 23 ماي 2011 ، على مشروع قانون يتعلق بتنظيم مهنة المرشدين السياحيين. وينص مشروع القانون على نظام أساسي جديد لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي من خلال شركة للمرشدين (على شكل شركة للأشخاص)، تمكن المرشدين المرخص لهم من التكتل والمشاركة داخل مقاولة مختصة وتوحيد مجهوداتهم للحصول على تموقع أحسن ضمن المنظومة السياحية. ويقترح المشروع تدابير انتقالية في مقدمتها الحفاظ على المكتسبات الأولية للمرشدين السياحيين، حيث يدمج في فئة مرشدي المدن والمدارات السياحية المرشدون السياحيون والمرافقون السياحيون، كما يدمج في فئة مرشدي الفضاءات الطبيعية مرشدو الجبال، وتم وضع فترة انتقالية لمدة سنتين تمكن من تسليم الرخص لأشخاص يتوفرون على مؤهلات مكتسبة في الميدان ولكن لا يتوفرون على شروط التكوين والتأهيل المنصوص عليها في إطار مشروع القانون الحالي وعند نهاية هذه الفترة لا يسمح بأي ولوج للمهنة خارج الشروط المنصوص عليها في الإطار القانوني. وأكد وزير السياحة السابق، في معرض تقديمه لمشروع القانون المتعلق بتنظيم مهنة المرشدين السياحيين أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، أن المؤشر الذي يتوفر عليه المغرب يفوق المؤشر الدولي الذي يربط بين عدد المرشدين السياحيين وعدد السياح، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن المغرب يتوفر حاليا على 2698 مرشدا سياحيا مرخصا لحوالي _8,3 مليون سائح أي بمعدل مرشد سياحي لكل 3076 سائح (5500 مرشد لحوالي 82 مليون سائح بالنسبة لفرنسا). مرشدون سياحيون هاجروا وآخرون استثمروا بالمغرب إحالة أكثر من 1400 مرشد سياحي غير مرخص له على العدالة بفاس يعمل العديد من الشباب كمرشدين سياحين غير مرخص لهم، أو ما يصطلح عليه "فوكيد""fougide" (منتحلي صفة مرشد سياحي)، وامتهان هذه المهنة، حسب ما يروج في أوساط هؤلاء، لا يتطلب شهادة أو دبلوم بقدر ما يتطلب إتقان اللغات كالفرنسية أو الاسبانية والإيطالية والإنجليزية وأحيانا حتى اليابانية أو البرتغالية أو لغات أخرى. وفي الوقت الذي يجد فيه المرشدون السياحيون غير المرخص لهم صعوبات في العمل في بعض المدن مثل الصويرة مثلا فإن مدن أخرى لا تتوفر على المرشدين السياحيين المرخص لهم وهو ما يجعل العديد من الشباب ينخرطون في مرافقة السياح من أجل الحصول على أموال. وأحالت الفرقة السياحية التابعة لولاية الأمن بفاس، 1406 مرشدا سياحيا غير مرخص لهم على العدالة خلال السنة الماضية، بتهمة انتحال شخصية مرشد سياحي والنصب. وأفادت إحصائيات للفرقة السياحية التابعة لولاية الأمن بفاس أن عدد المرشدين السياحيين غير المرخص لهم عرف انخفاضا بنسبة 50 في المائة خلال سنة 2011 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2010. ويتوفر العديد من المرشدين السياحيين غير المرخص لهم على قدرة كبيرة على التواصل، وهو ما يجعلهم يتقنون طرق التعامل مع السياح بمختلف جنسياتهم. واستطاع عدد منهم أن ينجح في إقناع عدد من الأجانب بالاستثمار بالمغرب، وآخرين هاجروا إلى الخارج بعد تعرفهم على أجنبيات. وكثيرا ما يعلن المرشدون السياحيون المرخص لهم عن تخوفهم من عمل "فوكيد" بسبب المنافسة غير المشروعة في الوقت الذي يعتبر بعضهم أنه لم يجدوا بديلا، وهو ما جعلهم يتهجون إلى امتهان هذه المهنة. الارشاد السياحي أكدت وزارة السياحة أنه لا يمكن الحصول على صفة مرشد سياحي إلى بعد امتحان مهني مفتوح في وجه المرشحين الذين تتوفر فيهم الشروط التي تؤهلهم، وهي الشروط التي يحددها القانون رقم 96-30 بتاريخ 16 رمضان 1417 الموافق ل 25 يناير 1997بمثابة النظام الأساسي للمرافقين السياحيين والمرشدين السياحيين ومرشدي الجبال والتي هي كما يلي : مرافق سياحي : أن يكون المرشح حاصلا على شهادة السلك الثاني من المعهد العالي الدولي للسياحة أو من معهد عالي للتعليم الخاص في السياحة معتمد من قبل السلطات الوصية أو على شهادة الإجازة في العلوم الإنسانية أو شهادة معادلة معترف بها من قبل الإدارة مع شهادة في اللغات الأجنبية. مرشد سياحي : أن يكون المرشح حاصلا على شهادة السلك الأول من المعهد العالي الدولي للسياحة، تخصص » استقبال« أو من معهد وطني للسياحة أو على شهادة الدروس الجامعية العامة في العلوم الإنسانية أو على شهادة في العلوم الإنسانية معترف بمعادلتها من قبل الإدارة مع شهادة في اللغات الأجنبية. مرشد الجبال : أن يكون المرشح حاصلا على دبلوم من مركز للتكوين متخصص في تكوين مرشدي الجبال مع شهادة في اللغات الأجنبية.