احتضنت مدينة فاس أول أمس الثلاثاء 24 مارس الجاري، فعاليات الدورة الأولى لليوم الوطني للمرشدين السياحيين تحت شعار « دور المرشد ومساهمته في القطاع السياحي»، حيث قدمت الوزارة الوصية على القطاع دراسة استراتيجية حول مهنة المرشد السياحي بمختلف أصنافه، والتي تروم تحديد الاولويات ومحاور إعادة هيكلة القطاع وعلى رأسها وضع إطار قانوني جديد كذلك الذي يوجد حاليا في طور المصادقة بعد أن تمت دراسته من قبل مجلس الحكومة في 26 فبراير 2009.ويهدف هذا القانون التنظيمي إلى تأهيل مهن الإرشاد عن طريق تحسن شروط الولوج، ووضع آليات جديدة للتكوين وفق المعايير الدولية للجودة، وتحديث مزاولة مهنة الإرشاد السياحي عبر خلق شركات للمرشدين داخل مقاولات مختصة، وتبسيط مزاولة المهنة من خلال اعتماد تصنيف جديد يراعي تخصصين اثنين هما مرشدو المدن والمدارات السياحية ومرشدو الفضاءات الطبيعية. هذا وقد شكل موضوع هيكلة وتحسين أداء المهن والأنشطة السياحية باعتبارها إحدى الرافعات الاستراتيجية لضمان جودة الخدمات السياحية، ورفع تحدي التنافسية وجودة تموقع وجهة المغرب السياحية،أهم الموضوعات التي عرفت نقاشا ساخنا والتي ساقت والي جهة فاس بولمان محمد الغرابي إلى اتهام المرشدين السياحيين بكونهم احد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء الإخفاقات التي تحول دون تسويق صورة فاس السياحية، وتراجع إقبال السياح على المدينة في إشارة واضحة إلى مجموعة من الممارسات التي تؤثر على الصورة التي يكونها السائح الأجنبي عن المواقع السياحية و المدارات التي يزورها. فيما رد رئيس الفيدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين، شكيب القباج في تصريح خص به جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بان المرشدين السياحيين غير المرخصين هم الذين يتسببون بالمشاكل للسياحة بمدينة فاس، وأن وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية الكاملة في إبقاء دار لقمان على حالها لأنها لو أرادت ان تقضي على هذه الظاهرة لفعلت، متسائلا كيف أنه لا يوجد طبيب غير مرخص، مهندس غير مرخص، محام غير مرخص...فيما نجد مرشدين غير مرخصين؟من هنا طالب شكيب القباج الوزارة الوصية و باقي المتدخلين بالعمل الجدي والمسؤول من اجل رد الاعتبار للمرشد السياحي، وتمكينه من كل الوسائل ليلعب دوره الأساسي في تثمين وتنمية التراث الطبيعي و الثقافي الوطني ومواكبة التطورات والمتطلبات المتزايدة للسياح. وقد شكلت الجلسة المسائية لهذا اليوم الوطني الخاص بالمرشدين السياحيين مناسبة للتأكيد على ضرورة دعم ومساندة مهنة الإرشاد السياحي، وذلك بوضع برنامج للتكوين المستمر الإجباري كأداة فعالة للمحافظة على جودة الخدمات المتطلبة لممارسة المهنة.ومن جهة أخرى شهدت فعاليات هذه الدورة الأولى، التوقيع على اتفاقية إطار بين الفدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين و وكالة التأمين wafa assurance حول مشروع يتعلق بالتغطية الصحية للمرشدين السياحيين والذي قال عنه الوكيل المعتمد لشركة التأمين المتعاقد معها نور الدين الإدريسي في تصريح للجريدة:« ان المجهودات الكبيرة لحكومة السي عبد الرحمان اليوسفي التي أبدعت في ميلاد التغطية الصحية الإجبارية قد مكنت اليوم شريحة المرشدين السياحيين المنخرطين بالجمعيات المهنية للقطاع باعتبارهم غير مسجلين بالضمان الاجتماعي من الاستفادة من هذه الالتفاتة التي أطلقها اليوم الفاعلون في قطاع التأمين و قطاع التغطية الصحية من خلال الاتفاقية الإطار الموقعة من اجل تغطية الأمراض البسيطة للمرشدين وتأمين ولوجهم للعلاج داخل المغرب وخارجه بأثمان جد مناسبة». يذكر أن عدد المرشدين السياحيين الممارسين حاليا بالتراب الوطني بلغ ما يقارب 2600 مرشد،75 بالمائة منهم حصلوا على تكوين جامعي.حيث تحتل مدينة مراكش الرتبة الأولى على الصعيد الوطني ب817 مرشدا منهم324 مرافقا سياحيا و 354مرشدا سياحيا و 139 من مرشدي الجبال ،فيما تعود الرتبة الثانية لمدينة فاس ب456 مرشدا منهم منهم249 مرافقا سياحيا و 202مرشد سياحي و 5 من مرشدي الجبال.