- كيف تقيم الوضعية السياحية بأكادير خلال السنوات الأخيرة؟ < لاشك أن السياحة بأكادير عرفت تطورا ملحوظا مع استراتيجية 2010 الخاصة بعشرة ملايين سائح. أكادير كباقي المدن المغربية لديها خطة عمل تساير هذا المشروع. ومنذ خمس سنوات نشطت المشاريع الاستثمارية بالمدينة وارتفع معها عدد الأسرة في الفنادق لتستجيب للطلب حيث بلغ عددها حوالي 26600 سرير. من جهة أخرى تم افتتاح مدراس جديدة للتكوين لتوظيف كفاءات محلية في مجال الفندقة. وفي مجال النقل الجوي حصل مطار أكادير المسيرة قبل أيام على علامة الجودة، مما يعكس تحسن الخدمات السياحية التي توفرها المدينة للسياح. ساهم في هذا أيضا قيام السلطات بحل إشكالية الوعاء العقاري مما خلق دينامية جديدة بالمدينة. في ما يتعلق بالمشاريع السياحية الكبرى انتعشت الدينامية السياحية بشمال أكادير. حيث من المتوقع إقامة مشروع تغازوت في إطار المخطط الأزرق. - هل البنيات السياحية بالمدينة قادرة على المساهمة في إنجاح استراتيجية 2010؟ < أعتقد أنه إذا ما استمرت الدينامية التي تشهدها السياحية حاليا ستنجح الاستراتيجية الخاصة ب2010، رغم أنه الآن أصبح السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف بإمكاننا أن نجعل هذه السياحة مستدامة لتستجيب لمتطلبات الأجيال القادمة، وهو ما يجب أن يفكر فيه الفاعلون السياحيون لتقييم الاستثمارات السياحية ومدى نجاحها على المدى الطويل. - ما هو التقييم الأولي لفضاء الاستقبال السياحي بإيموزار اداوتنان-شمال أكادير؟ < هذا الفضاء السياحي أقيم سنة 2002 لتنظيم العرض ولتنظيم القطاع السياحي في المنطقة. إنه بطبيعة الحال يستجيب لمجموعة من المعايير ولخطط العمل وللاقتراحات السياحية الجديدة التي أبانت عن نجاحها. كما ترتقب إقامة مجموعة من المشاريع والممرات السياحية ومراكز الاستقبال وجمعية الفضاء السياحي. هناك انتظارات كثيرة للناس في منطقة إداوتنان. إنهم يأملون أن يجنوا ثمار هذه الخطط السياحية في حياتهم اليومية من خلال الازدهار السياحي المتوقع. - أين يمكن تصنيف جهة سوس ماسة درعة في ما يخص السياحة القروية؟ < تزخر هذه المنطقة بمقومات طبيعية واجتماعية واقتصادية متنوعة وموروث ثقافي وتاريخي لا يستهان به، وهذا ما يتبين اليوم من خلال الدراسات التي تم القيام بها. لقد تبين أن هناك طلبا على هذا النوع من السياحة وفق دراسة قام بها المجلس الجهوي للسياحة سنة 2002. هذه الدراسة أثبتت أن السياح الوافدين على أكادير يفضلون أكثر استكشاف ضواحيها والتعرف على ثقافتها المحلية. وأفادت دراسة أخرى أنجزتها وزارة السياحية، بتعاون مع المنظمة الدولية للسياحة وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية سنة 2002، أن أكثر من 59 بالمائة من السياح الذين يزورون المغرب يبحثون عن سياحة قروية، ويفضلون فضاءات أخرى غير فضاء المدينة. وفي العالم يوجد 150 مليون سائح شغوفون بالسياحة القروية. المشكلة أن العرض في المغرب لا يواكب الطلب، إضافة إلى ضعف البنيات التحتية، ولا تزال رحلات الكثير من وكالات الأسفار كلاسيكية. الاستثمار في العالم القروي عليه أن يكون مندمجا بوجود فضاءات للإيواء ومدارات سياحية تحافظ على البيئة بعيدا عن التلوث، وهي مسألة لا يجب إغفالها. - ما هو التصور المفترض لتنمية هذه السياحة؟ < أتصور أن يتم تعميم فكرة الفضاء السياحي لتشكيل مناطق سياحية أخرى مثل تارودانت والمجال القروي لاشتوكة آيت باها. السياحة أصبحت في جهة سوس قطاعا قادرا على خلق التنمية لتجاوز مشكل الجفاف، شريطة أن تكون سياحة مستدامة تحترم الإنسان والثقافة المحلية والبيئة وتستفيد منها الساكنة المحلية اقتصاديا واجتماعيا. - ما هو الدور الذي تضطلع به جمعية المرشدين السياحيين؟ < تأسست هذه الجمعية بأكادير منذ ما يقارب عشرين سنة لتنظيم مهنة المرشد السياحي. يمكن إيجاز دور الجمعية في حماية حقوق المرشدين السياحيين المرخصين والمساهمة في تنشيط المدينة سياحيا بالتعامل مع كافة الفاعلين في القطاع. - ما هي المعيقات التي تواجه عمل المرشدين السياحيين بأكادير؟ < هناك العديد من المعيقات أهمها التطفل على المهنة من طرف أشخاص مستواهم الدراسي ضعيف جدا وثقافتهم هزيلة مما يضر بصورة المدينة وبالعامل البشري الذي يعد من ركائز التنمية السياحية. عدد كبير من المرشدين لا يتوفرون على تغطية صحية واجتماعية ولا يتمتعون بأنظمة التقاعد وأجورهم منخفضة لا تشجع المرشد على القيام بمهنته على أكمل وجه. * الرئيس السابق لجمعية المرشدين السياحيين بأكادير