تسجل السياحة المغربية نتائج متباينة من مدينة لأخرى، بالرغم من المنحى العام المتجه نحو الارتفاع على الصعيد الوطني انسجاما مع الأهداف المتضمة في الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع «رؤية 2010». وبالرغم من الأزمة التي هبت على العالم في الشهور الأخيرة ولا تزال حدتها تمس مزيدا من الدول، فإن كل المؤشرات، وتصريحات المسؤولين المغاربة تبدو متفائلة جدا بخصوص النتائج التي تحققت حتى الآن، وإمكانية تحقيق كل الأهداف التي جاءت في الاستراتيجية وخاصة الوصول إلى السقف المحدد في استقطاب 10 مللايين سائح. وقد أعطت التدابير التي تم اتخاذها في سبيل إنجاح «رؤية 2010» سواء على مستوى إنجاز البنيات التحتية السياحية لاستيعاب التدفقات المرتقبة للسياح، أو على صعيد سياسات الترويج للمنتوج السياحي المغربي في الخارج. وفي هذا السياق تعرف تدفقات السياح البريطانيين ارتفاعات مهمة بعد أن كان عدد الوافدين على المغرب منهم ضئيلا مقارنة مع الأسواق التقليدية، وإضافة إلى الأرقام التي تقدمها وزارة السياحة والصناعة التقليدية، ما فتئت الصحافة البريطانية تتحدث عن المغرب كواحدة من الوجهات التي يفضلها السياح البريطانيون. وأفادت يومية (ذي دايلي تيليغراف) يوم الجمعة أن المغرب يوجد ضمن الوجهات التي يفضلها المسافرون البريطانيون لقضاء عطلهم الشتوية. وأوضحت الجريدة أن الانخفاض المتواصل لقيمة الجنيه الاسترليني مقارنة بالأورو حث السياح البريطانيين على البحث عن بدائل أخرى لتوجهاتهم التقليدية إلى أوروبا والولايات المتحدة مضيفة أن اختيار السياح البريطانيين ينصب أيضا، علاوة على المغرب، على بلدان أخرى تمنح الامتيازات ذاتها كتونس ومصر وتركيا. ولاحظت (ذو دايلي تيليغراف) أن انهيار قيمة العملة البريطانية أدى إلى انخفاض في عدد السياح البريطانيين المتوجهين إلى إسبانيا والولايات المتحدة. في المقابل وحسب إحصائيات لوزارة السياحة بخصوص حصيلة النشاط السياحي في بعض المدن المغربية فقد ارتفع عدد ليالي المبيت بولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى خلال شهر أكتوبر الماضي بالدارالبيضاء بنسبة41 بالمائة. وأكدت مندوبية وزارة السياحة والصناعة التقليدية أن هذا الارتفاع يعزى بالأساس للانتعاش الذي عرفته مختلف الأسواق السياحية على الصعيدين الوطني (زائد73 بالمائة) والدولي وخاصة منها السوق الفرنسية ( زائد47 بالمائة) والبلدان العربية (زائد33 بالمائة) وإسبانيا (زائد39 بالمائة) ثم إيطاليا (زائد62 بالمائة). وأوضحت المندوبية أن الفنادق المصنفة ضمن فئة4 و5 نجوم راكمت في مجملها خلال الفترة المذكورة61 بالمائة من ليالي المبيت. وسجلت فنادق4 نجوم لوحدها ارتفاعا بنسبة66 بالمائة في الوقت الذي لم تتزايد فيه ليالي المبيت بفنادق5 نجوم سوى1 بالمائة مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية. وأشارت إحصائيات المندوبية أن معدل استغلال الغرف المسخرة لإيواء السياح بالفنادق المصنفة بالدارالبيضاء شهدت ارتفاعا ب12 نقطة مقارنة مع شهر أكتوبر 2007 حيث انتقلت النسبة من47 بالمائة إلى59 بالمائة سنة2008 . وعلى العكس من ولاية الدارالبيضاء الكبرى سجل عدد السياح الذين توافدوا على مختلف الفنادق والإقامات والقرى السياحية المصنفة بمدينة أكادير خلال الشهور العشرة الأولى من سنة2008 انخفاضا بلغت نسبته ناقص3 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة2007 حيث تراجعت أعدادهم إلى631 ألف و373 سائحا حتى متم أكتوبر الماضي مقابل648 ألف و403 سائحا أواخر أكتوبر2007. واستنادا لإحصائيات وزراة السياحة فقد انخفضت نسبة المبيتات في مختلف المؤسسات السياحية بالمدينة بدورها خلال الفترة ذاتها بنسبة ناقص6 بالمائة إذ بلغت في المجموع أربعة ملايين و91 ألف و677 ليلة مقابل أربعة ملايين و355 ألف و773 ليلة خلال الشهور العشرة الأولى من السنة الماضية. ويأتي السياح الفرنسيون في مقدمة الوافدين على أكادير بما مجموعة203 آلاف و856 سائحا, متبوعين بالسياح المغاربة المقيمين في أرض الوطن الذين ارتفعت أعدادهم بنسبة7 بالمائة حيث وصل عدد الوافدين منهم137 ألف و262 سائحا حتى متم أكتوبر الماضي, مقابل128 ألف و301 من السياح خلال الفترة ذاتها من عام2007 . أما بخصوص السياح الألمان الذين يأتون في الرتبة الثالثة من حيث عدد الوافدين فقد تراجعت أعدادهم بنسبة ناقص10 بالمائة (59 ألف و614 سائحا حتى متم أكتوبر الماضي مقابل66 ألف و606 سائحا أواخر أكتوبر2007 ) وطبعت سمة الانخفاض أيضا السياح الوافدين على أكادير من السوق الانجليزية التي تراجعت بنسبة ناقص34 بالمائة (41 ألف و399 سائحا مقابل62 ألف و589 سائحا). وبالنسبة للمبيتات حسب مختلف جنسيات السياح الوافدين على وجهة أكادير فإن الفرنسيين يأتون في المقدمة بمجموع مليون و381 ألف و595 ليلة سياحية (مقابل مليون و423 ألف و330 ليلة في الشهور العشرة الأولى من سنة2007 ) أي بانخفاض بلغ معدله ناقص3 بالمائة. ويأتي السياح المقيمون في المغرب في المرتبة الثانية حيث سجلت فترة إقامتهم في أكادير تحسنا بمعدل5 بالمائة في الفترة ما بين فاتح يناير ومتم أكتوبر الماضي (518 ألف و230 ليلة مقابل492 ألف و271 ليلة مع نهاية أكتوبر2007 ), ثم السياح الألمان الذين قضوا536 ألف و16 ليلة, مقابل583 ألف و702 ليلة (أي بانخفاض بلغت نسبته ناقص8 في المائة). وطبع الانخفاض أيضا مجموع الليالي التي قضاها السياح الوافدون على أكادير من السوق الانجليزية وذلك بمعدل ناقص36 بالمائة والسوق البلجيكية التي تراجعت بدورها بنسبة ناقص14 بالمائة وكذلك الشأن بالنسبة للسوق الإيطالية التي تراجعت بنسبة ناقص11 بالمائة. بالمقابل طبعت ميزة الارتفاع عدد الليالي التي قضاها السياح البولونيين وذلك بمعدل52 بالمائة (135 ألف و502 ليلة عند نهاية أكتوبر الماضي مقابل89 ألف و312 ليلة حتى متم أكتوبر2007 ) كما سجل ارتفاع بمعدل57 بالمائة في عدد الليالي السياحية المحسوبة على السوق الهولندية وارتفاع بنسبة 16 بالمائة بالنسبة لأسواق الدول العربية (153 ألف و240 ليلة مقابل132 ألف و307 ليلة حتى نهاية أكتوبر2007 ). وقد سجل معدل اشتغال مختلف الفنادق والإقامات والقرى السياحية في أكادير مع متم أكتوبر الماضي نسبة59 بالمائة مقابل67 بالمائة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وتأتي القرى السياحية في مقدمة مؤسسات الإيواء السياحي التي سجلت أعلى نسبة ملء وذلك بمعدل72 بالمائة متبوعة بالفنادق من فئة أربع نجوم التي بلغ معدل اشتغالها 70 بالمائة ثم الفنادق الفاخرة من فئة خمس نجوم التي حققت نسبة ملء بمعدل56 بالمائة. وقد سجلت أعلى نسبة ملء في الفنادق المصنفة بأكادير منذ بداية السنة الحالية حتى متم أكتوبر الماضي خلال شهر غشت حيث بلغ معدل الملء87 بالمائة (691 ألف و191 ليلة), بينما سجلت أقل نسبة ملء خلال شهر يناير من السنة الجارية وذلك بمعدل49 بالمائة (311 ألف و954 ليلة).