شكل موضوع آفة الشغب في الفضاءات الرياضية، مساء الجمعة بمدينة طنجة، محور ندوة إعلامية جمعت إعلاميين وخبراء وأكاديميين. وانكب المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمه “المركز الاعلامي المتوسطي” في إطار فعاليات أيام الاعلام الرياضي، على مساءلة دور وسائل الاعلام في الحد من هذه الظاهرة التي تنخر قطاع الرياضة في الملاعب المغربية. الباحث في علم الاجتماع، فؤاد بلمير، رفض في مداخلته توصيف الظاهرة ب”الشغب”، التي تعتبر ترجمة لمفردة “الهوليغانز” في المعجم الانجليزي، لكنه صنفها في خانة العنف، مسجلا آن هذه الآفة ليست وليدة اليوم ولكنها كانت مرافقة للممارسة الرياضية في دول عديدة منذ وقت بعيد. وبحسب بلمير، فإن الظاهرة تطرح أكثر من تساؤل حول أسبابها خلال السنوات الأخيرة، على اعتبار ان المجتمع المغربي هو مجتمع غير ميال للعنف. ورأى الخبير السوسيولوجي، أن العنف الممارس داخل الفضاءات الرياضية، هو ردة فعل على عنف من نوع آخر حتى وان كان رمزيا، بقي كامنا في “اللاوعي الجماهيري”. نفس الطرح تبناه الصحفي بدر الدين الادريسي، رئيس تحرير جريدة “المنتخب”، عندما اشار الى الظروف التي يمر بها المتفرج اثناء ولوجه للملعب، مستحضرا الوضعية التنظيمية والبنيوية المتردية التي كانت المنشآت الرياضية الى حدود وقت قريب. وخلص الادريسي في مداخلته، الى ان “جميع ظروف الاحتقان زرعناها في المتفرج”. من جهته، استعرض العميد الممتاز، يونس الولهاني، مختلف المقاربات التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني، إزاء ظاهرة “الشغب الرياضي”، بداية من تنظيم ورشات تكوينية لفائدة موظفي سلك الشرطة تحت اشراف خبراء في المجالات الاجتماعية والنفسية، وليس انتهاء بالتدابير الميدانية. ولفت الولهاني في مداخلته، الى التكلفة الباهظة التي يتطلبها تأمين التظاهرات الرياضية، مسجلا على سبيل المثال ان فترة البطولة الوطنية الاحترافية وحدها، تتطلب تعبئة ما يزيد عن 120 عنصر أمني، بمعدل ازيد من 2000 شرطي في كل مباراة. وأشار المسؤول الأمني الذي يشغل وظيفة تواصلية على مستوى ولاية أمن طنجة، إلى ان المديرية العامة للأمن الوطني، تبنت خيار الانفتاح على مختلف الفاعلين والمتدخلين في المجال الرياضي أفقيا وعموديا. وحسب نفس المتحدث، فإن هذه الآلية التواصلية شملت وسائل الاعلام من خلال التفاعل المتواصل مع المنابر الاعلامية، وكذا التواصل المباشر مع الجمهور.