"لظاهرة شغب الملاعب التي تنخر الفضاءات الرياضية المغربية، تبعات وخسائر مادية ومعنوية جسيمة، كثيرا ما تتسبب في إزهاق أرواح بريئة"، حقيقة مؤلمة انكب ثلة من المسؤولين والخبراء على تشخيصها ومقاربتها من زوايا، ضمن ندوة احتضنها مدينة ىطنجة، بداية هذا الأسبوع. الندوة، التي نظمتها الثانوية الإعدادية الساقية الحمراء بمدينة طنجة، ضمن فعاليات مهرجانها الثقافي السنوي في نسخته التاسعة، أكد خلالها المتدخلون على مسؤولية الجميع في بروز هذا الظاهرة، داعين إلى مقاربات تضمن التوفر على فضاءات يسودها الأمن والروح الرياضية. "في كثير من الأحيان نضطر للقول في قراراة أنفسنا (ما عندنا ما نعملو بمباريات كرة القدم"، بهذه الكلمات وصف الإعلامي بإذاعة طنجة، محمد سعيد الصمدي، حالة السخط التي باتت تثيرها المباريات الكروية بالمغرب، بسبب الأحداث اللارياضية التي تشهدها الملاعب بين الفينة والأخرى. وتساءل الصمدي في هذا الإطار " كيف يمكن لمشجعي فريق واحد أن يقتتلوا فيما بينهم"، في سياق حديثه عن الأحداث التي أعقبت مباراة بين الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي. محملا المسؤولية المباشرة في ما وقع إلى الجمهور وليس إلى أية جهة أخرى. العميد يونس الولهاني، رئيس خلية الأمن الرياضي بولاية أمن طنجة، أشار ضمن مداخلته، إلى أنه من الناحية المبدئية، فإن رجال الشرطة يمنع عليهم ولوج الفضاءات الرياضية، بموجب قوانين "الفيفا"، غير أن الأمن المغربي يضطر إلى مخالفة هذا المقتضى، بالنظر لما تمليه ضرورة حماية سلامة وأرواح المواطنين. وحسب العميد الولهاني، فإن هذا الباعث، هو ذاته الذي يفرض في كثير من الأحيان، منع تنقل الجماهير من مدينة إلى أخرى، رافضا اعتبار ذلك خرقا لحرية التنقل المنصوص عليه دستوريا. مشيرا إلى أنه قبل لقاء "الكلاسيكو الشمالي" الأخير في تطوان، توصلت الأجهزة الأمنية، بسيل من المعلومات التي تفيد أن مشجعين معينين يهددون يتقتيل مشجعي الطرف الآخر، مؤكدا أنه لو لم يتم منع تنقل الجماهير إلى هناك لوقعت خسائر كبيرة في الأرواح. ولفت ذات المسؤول الأمني، إلى أن هاجس الشغب، بات يكلف كما كبيرا من الموارد المادية والبشرية من أجل تأمين المباريات، وهي إمكانيات كان من الممكن توجيهها لمجالات يمكن أن تفيد الرياضة الوطنية في أكثر من ناحية. من جانبه، أبرز الخبير في علم النفس الاجتماعي، محمود جعفر، أن ظاهرة العنف و الشغب ما هو الا نتيجة لعوامل نفسية لشباب يعيش الضغط و الإحباط، فانعدام المرافق العمومية و عدم لعب مؤسسة الأسرة دورها الحقيقي، يكون سبب رئيسي في الشغب. وحمل جعفر، الأسرة جانبا من مسؤولية هذه الظاهرة "فهي التي تسمح لطفل في الثامنة من العمر بدخول الملاعب بمفرده ليكون عرضة لمختلف السلوكات غير السليمة، وبعدها يتم اتهامه بالشغب"، يقول الخبير النفسي، الذي أكد أنه قبل محاكمة هذا الطفل، يجل أن تتحمل الأطراف الأخرى، على رأسها الأسرة، مسؤوليتها، على اعتبار دورها في التنشئة الاجتماعية. أما الكاتب العام السابق لنادي الاتحاد الرياضي، حسن بلخيضر، فاستعرض خلال مداخلته جوانب من معاناة مسؤولي الفريق مع ظاهرة الشغب منذ مرحلة القسم الثاني، موضحا أن مسيري الفريق طالما تلقوا تهديدات خطيرة من بعض أفراد مجموعات المحبين، ما شكل ضغطا نفسيا عليهم انضاف إلى عبئ التسيير. ودعا بلخيضر، إلى ابتكار أساليب جديدة للحد من الشغب، معطيا بذلك المثال بمباريات اتحاد طنجة اتحاد طنجة التي اتم خلالها تخصيص دعوات للأسر و النساء و الجمعيات، الشيء الذي جعل باقي المشجعين، يقيمون وزنا لهذا الحضور النوعي وتفادي الإقدام على سلوكات منافية للأخلاق والنظام داخل الملعب.