افتتح الاستاذ عمر ابوهو الكاتب العام لفرع الحزب الاشتراكي الموحد بورزازات اللقاء بكلمة رحب فيها بالقيادة المركزية للحزب وكل الرفاق اعضاء مكاتب الفروع الوافدة من المناطق وجميع الحضور مذكرا بمجموعة من المحطات النضالية التي واجه من خلالها مناضلو الحزب المؤامرات المدبرة المحبوكة في محاكمات صورية و اعتقالات تعسفية من اجل النيل من حرية وكرامة الشرفاء الذين ضحوا بكل ما يملكون فيما ما عرفته هذه المدينة من احداث مؤلمة والتي تترجم بالملموس ان الدولة المغربية لازالت على حال وزمان الفترة الرصاصية ، ولم يفته تقاسم فرحة براءة الرفيق مجدي مع الرفاق والرفيقات وكذلك مطالبته الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحما على الرفيق الشباني . كانت الدعوة عامة ، ولكن الشعارات التقدمية التي تهتز لها الحناجر بين الفينة والأخرى وحدت القاعة التي امتلأت عن اخرها :مامفكينش ضد الحكرة والاستبداد - ضد الفساد مامفكينش – سننتصر ونحطم قيود الرجعية – ابن سعيد يارفيق لازلنا على الطريق – القمع لايرهبنا والقتل لايفنينا الجماهير الشعبية تذكني النضال فينا ... وبعده اكدت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحدالدكتورة نبيلة منيب في مستهل عرضها الذي نظم مساء 52/05/2013 بمقر بلدية ورزازات ابتداء من الساعة السادسة مساء ،أن الوضع السياسي الذي يعيشه بلادنا حاليا يعرف ردة غير مسبوقة ، و أضافت بان ألحكومة الحالية اعتمدت ثلاثة تدابير أدت إلى تأزم الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و هي : الرفع من أسعار المحروقات ، المديونية و كذا تسليط سيف القمع و الانتقام من المحتجين الغاضبين جراء هذه الأوضاع : العصا الغليضة ، و استطردت في كلامها أن الحكومة الحالية تدلي بمبررات واهية بهدف إقناع المواطن و منها ( ضعف التساقطات المطرية مما أدى إلى ضعف الموسم ألفلاحي ، الأزمة المالية التي يشهدها العالم ...) ، و أضافت بان النهوض ببلادنا يحتاج إلى مشروع بديل يضع من بين أولوياته التوزيع العادل للثروات و إصلاح القضاء و محاسبة المفسدين ، وليس عفى الله عما سلف كما استرسلت في ذات المحاضرة أن الحزب الاشتراكي الموحد محاصر بين أصولية المخزن و بين التيارات الأصولي. وفي سرد للتاريخ السياسي المغربي تحدثت الدكتورة منيب انطلاقا من المقاومة ضد الاستعمار مرورا بمرحلة الاستقلال و الدستور الممنوح وطبيعة النظام التي خضعت لمنطق البيعة بدلا من منطق التعاقد . وما عرفته السياسة المغربية من عمليات تفريخ احزاب السيادة والمساندة لبرامج التقويم الهيكلي وتفقير الشعب ، فلم يتوقف كفاح الشعب من التحرر من كل اشكال القيود وفضح الاملاءات الخارجية واقتصاد الريع وخوصصة الخدمات العمومية والإخفاقات المتوالية في كل القطاعات الصحة والتعليم والعدل ...لينتهي مصير الشعب المغربي في حلقة بئيسة من مسلسل بئيس وهو حال الحكومة الحالية حكومة الاخطاء الخمسة القاتلة . و قد وصفت الامينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب الاداء الحكومي الحالي بالباهت ، كما اكدت في مداخلتها في نفس السياق وكاجابة لموضوع :" الوضع السياسي الراهن بالمغرب وآفاق التحول الديمقراطي " أن الحكومة الحالية تتمتع بهامش تدبيري و سياسي ضعيف ، و انها تخلت حتى على بعض الصلاحيات المخولة لها لفائدة حكومة الظل التي تصيغ السياسة الحالية و تتحكم في دواليب التدبير ببلادنا على حد وصفها، مشيرة الا ان محاربة الفساد لا يتم فقط بالإعلان عن اسماء المستفيدين في امتيازات الريع " الكريمات "، كما اكدت ان الحكومة الحالية اخطأت كثيرا حين تعيينها لوزيرة واحدة ضمن التشكيلة الحكومية الحالية ،الشيء الذي اعاد فتح نقاش وطرح مجموعة من التساؤلات حول دور المرأة في تدبير الشأن العام ببلادنا. وقد انتقدت كذلك الوضع السياسي الحالي مشيرة الى ان الديمقراطية مدخلها الاساسي هو الاصلاح السياسي الشيء الذي لا يكرسه الدستور الحالي ، كما ان الداخلية هي التي تتحكم في الخريطة السياسية على حد تعبيرها ، وصرحت كذلك بان نسبة المشاركة في الانتخابات الاخيرة التي لم تتعدى 25 بالمائة عند احتساب اكثر من 7 مليون من المواطنين غير المسجلين اصلا ،لا تعطي اية شرعية للحكومة الحالية و للوضع السياسي الراهن . و بخصوص مجال التعليم صرحت بأن المغرب يعرف ردة غير مسبوقة تتجلى في تهميش المدرسة العمومية و تشجيع التعليم الخصوصي ، مشيرة ان ثورة الشعوب لابد ان تصاحبها ثورة ثقافية، و لن يتأتى ذلك الا بتوفير تعليم عمومي، شعبي و ديمقراطي . و بالنسبة لوضعية الحزب حاليا ،اكدت أنه محاصر بين اصولية المخزن و اصولية التيارات الاسلامية التي تستغل الدين في السياسة و تعتمد على ثقافة الصدقة و الاتكال ، بدل ثقافة الحقوق و الواجبات . كما وجهت دعوة الى كافة المكونات اليسارية الى توحيد الصفوف قصد بناء جسم يساري موحد مفاده النهوض بمغرب ديمقراطي . مؤكدة انه لابديل لخوض المعركة ضد الفساد من اجل تحقيق الكرامة وصيانة حقوق المواطنين في كل انحاء المغرب مستدلة بما نال مجموعة الرفاق في كل من ازيلال وتاونات ومصير 20 فبراير ،مما يذكر بسنوات الرصاص وفي مناطق اخرى لازالت تخترق فيها حقوق الانسان بالجملة وخاصة في الشمال المغربي . سجلت خلال هذا العرض السياسي 20 مداخلة وسؤال لامس من خلالها المتدخلون : الوضع الحقوقي والسياسي محليا –منطق التحالف السياسي بالمغرب – الاختيارات الكبرى و افاق التحول الديمقراطي – مستقبل السيار المغربي – موقع الحزب الاشتراكي الموحد في مجموعة من القضايا الوطنية : قضية الوحدة الترابية – التضامن _ الانتخابات – علاقة الحزب بالقصر – التداول – تحالف بعض الاحزاب المغربية ... مسالة تقويم اليسار المغربي ... ردت الدكتورة منيب بكل مصداقية و شفافية على الاسئلة المطروحة متحدثة عن تجربتها الشخصية ومركزة على ان ملف الصحراء يهم الشعب المغربي بكامله وقد اتنهى عهد الرعايا المستضعفين ، وان تحقيق العدالة الاجتماعية رهين بامتلاك السلطة في اطار ملكية برلمانية بالمعايير الدولية ترنكز على الاركان الثلاثة : كرامة حرية وعدالة اجتماعية .ولن يتاتى ذلك الا بالنضال السياسي مع النضال الجماهيري. وقد التجاوب مع الاجوبة بترديد الشعارات المعبرة عن ترسيخ ثقافة الترافع الحضاري على الملفات الكبرى ذات الصلة بهموم الساكنة محليا . وبعد ازيد من اربع ساعات من النقاش السياسي التقدمي ، الشحنة النضالية لمواجهة التحديات المخزنية – على حد تعبير مناضل – انتقل اعضاء المكتب المحلي ومكاتب الفروع المشاركة الى مقر ال ك د ش رفقة الرفيقة منيب والرفاق اعضاء المكتب السياسي المرافق لها وتم التداول في مجموعة من النقاط ذات العلاقة بالمسائل التنظيمية الداخلية .