يظل جاك شيراك رغم توديعه بصفة نهائية لقصر الإليزي و تطليقه للسياسة يشد الفرنسيين أكثر،وهو ما يفسر شعبية لدى مواطنيه،أكدتها بجلاء استطلاعات للرأي،إذ بينت أن أكثر من سبعين في المائة منهم يقدرون رئيسهم السابق بحرارة.وتأتي اليوم سيرته الذاتية لتضع الحصيلة الأولية من تجربته السياسية الحافلة لحدود سنة 1995....... فهذه السيرة الذاتية التي تنزل إلى المكتبات ،الخميس،خطت،تفيد القرءات الأولية،لدور سيد الإليزي سابقا في محطات كبرى شهدتها فرنسا،ابتداء من الدور الذي لعبه إلى جانب الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو،الذي يقول عنه أنه كان بالنسبة له "النموذج"،في إخماد الثورة الطلابية لسنة 1968.ثورة أجبرت الجنرال دوغول على التخلي عن السلطة. وعاد الرئيس الفرنسي السابق إلى الحديث عن خصومه السياسيين التقليديين إبان سعيه للظفر برئاسة فرنسا،من جملتهم الوزير الأول على عهده إدوار بلادور،الذي دخل سباق الرئاسيات في الجبهة المقابلة له مسنودا بالرئيس الحالي نيكولا ساركوزي،وزير الميزانية وقتها،ما استعصى عليه إدراك "خيانة" مقرب منه ظل "يضع فيه كل ثقته". و صادف صدور كتاب،"كل خطوة يجب أن تكون هدفا" لجاك شيراك،مع فتح العدالة الفرنسية لملف الموظفين الأشباح الذي ارتبط باسمه عندما كان يشغل منصب عمدة للعاصمة الفرنسية،قبيل توليه لرئاسة فرنسا حيث قضى 12 سنة،وتأكدت متابعته بالمنسوب إليه بعد أن أشر المدعي العام على الاستمرار في التحقيق مع الرئيس السابق في الموضوع. واختلفت الطبقة السياسية بقطبيها يمينا ويسارا حول الجدوى من جر رئيس سابق،في سابقة فرنسية،إلى القضاء بهكذا تهمة،وكان من بين المعارضين لذلك المرشحة السابقة للرئاسيات سيكولين روايال،فيما عبر جاك شيراك نفسه عن استعداده "للوقوف أمام العدالة كأيها المواطنين لتقديم الاستفسارات اللازمة"،وقال بهذا الشأن إنه "لا يطلب لا التسامح معه و لا الصفح". ويشغل الرئيس الفرنسي السابق،كما تنص عليه القوانين الفرنسية،عضوا في المجلس الدستوري،حيث تخول له صفته كرئيس سابق عضوية المجلس المذكور،إلى جانب الرئيس السابق جيسكار ديستتان.ويرأس المجلس أحد الاوفياء للخط الشيراكي،و رئيس الجمعية الوطنية سابقا جون لوي ديبري،الذي عينه شيراك نفسه في هذا المنصب قبيل مغادرته النهائية لقصر الاليزي.