أشارت صحيفة «لوباريزيان»، في عددها المؤرخ بفاتح أكتوبر، إلى أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مصاب بحالة من الاكتئاب الحاد. «لم يعد يبدي أي اهتمام بالحياة السياسية ولا حتى بالمؤسسة التي يرأسها، مؤسسة «من أجل الحوار بين الثقافات». وتابعت الصحيفة أنه لا حديث داخل الصالونات إلا عن الوضعية الصحية والنفسية للرئيس السابق. وعزت «لوباريزيان» هذا الاكتئاب إلى الفراغ الذي يشعر به ويعيشه منذ مغادرته لقصر الإليزيه في 16 مايو 2007. فالرئيس السابق، الذي سيبلغ من العمر 78 سنة في 29 من نوفمبر القادم، لم يعد يتحمل حياته كمتقاعد. على النقيض من بعض الرؤساء الذين يجوبون العالم لإلقاء محاضرات أو توقيع كتبهم، أمثال جيمي كارتر وتوني بلير، خلد شيراك إلى الروتين. كما أنه لم يحسم بعد في شأن بعض الرحلات التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى الصين أو اليابان أو رام الله. لكن «أشهر متقاعد في العالم» لا يوجد في الحقيقة في عزلة تامة، بما أنه تلقى مؤخرا عدة زيارات من طرف دومينيك دو فيلبان وميشال آليو ماري، وزيرة العدل، وكذا من طرف بعض المقربين والأصدقاء. وليست التداعيات السيكولوجية لفضيحة الوظائف الشبحية التي تورط فيها شيراك، والتي بلغ عددها 21 وظيفة، بغريبة على حالته النفسية العسيرة، إذ على الرغم من الاتفاق الذي أبرمه «التجمع من أجل حركة شعبية» مع مجلس بلدية باريس، والذي يدفع بموجبه شيراك تعويضا للبلدية بقيمة 2,95 مليون دولار مقابل إسقاط دعواها ضده، فإنه يشعر بعدم الارتياح، بل بالإهانة في حالة مثوله أمام المحكمة. وقد وجهت إلى شيراك تهم قضائية بالمحاباة والفساد لها علاقة برئاسته لبلدية باريس بين سنتي 1977 و1995، وهي جنحة يعاقب عليها القانون بعشر سنوات سجنا وغرامة قدرها 15000 أورو. وإن أزالت الصفقة بين حزب «التجمع من أجل حركة شعبية» ومجلس بلدية باريس أحد الادعاءات البارزة فإنها لن تلغيه نهائيا، إذ حددت محكمة الجنايات في يوم الجمعة الماضي تاريخ عقد المحاكمة بين 7 مارس و8 أبريل 2011. وقد استبق جان-لوي دوبري، رئيس المجلس الدستوري وأحد المقربين من الرئيس السابق، قرار الإعلان عن تاريخ المحاكمة مصرحا على القناة الثانية بقوله: «لا نفهم مثول شيراك أمام محكمة الجنايات. أعتقد أنه من غير النافع بالنسبة إليه وبالنسبة إلى فرنسا إجراء هذه المحاكمة»، أما البعض الآخر من أصدقاء الرئيس فقد خمن إعفاءه منها. بعد قرار مثول دومينيك دوفيلبان وشيراك أمام المحكمة، ألسنا أمام محاكمة رمزية ومحبوكة للشيراكية وللديغولية عموما؟