ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار الكامل لمحمد عبادي الأمين العام ل"الجماعة "مع "المساء"
نشر في صوت بلادي يوم 16 - 03 - 2013

في أول خُروج إعلامي له بعد إنتخابه أمينا عاما لجماعة العدل والإحسان، خص محمد عبادي خليفة عبد السلام ياسين جريدة المساء بحوار حصري، إليكم في ما يلي نصه الكامل:
الديموقراطية لا تجيب عن الأسئلة الجوهرية
- هل يؤشر انتخابك ثم تسميتك أمينا عاما وليس مُرشدا لجماعة العدل والإحسان على انتهاء مفهوم المشيخة ذات الحمولة الصوفية وأن الجماعة تتوجه أكثر نحو إختيارات أكثر انفتاحا على التنوع والإختلاف؟
الأستاذ المرشدعبد السلام ياسين رحمه الله تعالى كان يقول:"نحن لسنا صوفية ولن نستطيع أن نكون صوفية لأنهم ابتكروا قواعد للسلوك خاصة بهم ونحن نريد أن نرجع إلى السنة النبوية الصافية ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم في سيرنا إلى الله عز وجل
- مفهوم المشيخة ذات الحمولة الصوفية لم يكن واردا إطلاقا عند جماعة العدل والإحسان فهي منذ نشأتها قامت على مفهوم المنهاج النبوي وظلت تدعو إلى ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام قولا وفعلا وحالا، الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى كان يقول:”نحن لسنا صوفية ولن نستطيع أن نكون صوفية لأنهم ابتكروا قواعد للسلوك خاصة بهم ونحن نريد أن نرجع إلى السنة النبوية الصافية ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم في سيرنا إلى الله عز وجل لذلك فعلاقتنا بالأستاذ المرشد رحمه الله ليست علاقة مريدين بشيخهم وإنما هي صحبة ومحبة وتقدير واعتراف بمكانة الرجل وجهاده وعلمه وفكره وصدقه وصفائه وتقواه فضلا عن كونه مؤسسا ومُرشدا لجماعتنا ومدرستنا في الدعوة والتربية والتغيير لإقامة العدل في الأر والإهتمام بأمر المُسلمين ونُصرة المُستضعفين، وقد كان رحمه الله في لقاءاته معنا يستعرض آراء الإخوان فإذا وجد أن اكثر من نصف المجلس مال إلى رأي مُعين تنازل على رأيه وبارك رأي الأغلبية.
- برر نائبك فتح الله أرسلان في حوار سابق عدم إعلان جماعة العدل والإحسان عن تفاصيل وأرقام عملية انتخاب الأمين العام لدواعي أمنية، أليست هذه مُجرد هواجس مُبالغ فيها؟
محمد العبادي رفقة عبد السلام ياسين رحمه الله
- هذه ليست هواجس بل حقائق ووقائع تعيشها جماعتنا وأعضاؤها باستمرار فالنظام مازال يُحاصر الجماعة ويُضايقها ويُحصي أنفاسها، ويسعى إلى استغلال أي معلومة عنها في تقييد حركتها ونشاطها وقد تابع الجميع كيف تم توقيف عدد من خطباء الجُمعة بعضهم لا ينتمي إلى الجماعة فقط لأنهم ترحموا ودعوا للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى برحمة واسعة الذي أجمع كُل الفُضلاء في الداخل والخارج على أنه مفخرة لبلدنا ولامتنا فنحن ليس لدينا ما نُخفيه عن الرأي العام لكننا نُقدر الآن أن الترذي الحُقوقي والسياسي الذي تعيشه بلادنا واستهداف النظام المخزني لنا يحُول دون إعلان أي رقم تنظيمي حول الجماعة.
- ألى ترون أن لُجوئكم للانتخاب كان مُجرد تسويق خارجي بأنكم تعتمدون الديموقراطية الداخلية في اختيار قادتكم ومواقفكم؟
- عمل العُقلاء مُنزه عن العبث والجماعة التي تأسست على مُناهضة الإستبداد لا يُمكن أن يقبل أعضاؤها ممارسة الإستبداد داخلها فمشروعنا قائم على مُحاربة الإستئثار بالسُلطة وبالمسؤولية دون إرادة الأمة التي لها الحق في اختيار من يقودها كما أن الشورى عندنا عقيدة وعبادة قبل أن تكون أسلوبا في التدبير والتسيير واختيار المسؤولين وممارستها تقرب إلى الله تعالى وليست تسويقا خارجيا ومن ذلك أن الإنتخابات مُعتمدة داخل الجماعة على جميع المُستويات والوظائف والمجالس المسؤولة.
- بعد وفاة الشيخ عبد السلام ياسين هل يٌمكن الحديث عن جماعة العدل والإحسان واضحة ومُنسجمة في المواقف والرؤى والعلاقات التنظيمية؟
قبر عبد السلام ياسين
- الوضوح مبدأ من المبادئ التي تأسست عليها الجماعة وستبقى إن شاء الله مُحافظة عليه والإنسجام حاصل ولله الحمد تؤمنه روابط الحب في الله ثم النصيحة والشورى ثم الطاعة وهذا لا يعني غياب الإختلاف في التقديرات وزوايا النظر لكن عندما تحسم الشورى الأمر في اتجاه مُعين تجتمع عليه العُقول والقلوب ويُصبح رأي الجماعة وموقفها وليس رأي أفراد منها.
- ألم يكن يُشوش عليكم مثلا موقف الشيخ عبد السلام ياسين المُسبق والسلبي من الديموقراطية وموقع ندية ياسين من النظام الجمهورية ؟
- لا، لا وجود لأي تشويش فيما ذكرت، كما أن موقف الأستاذ المرشد رحمه الله من الديموقراطية ليس سلبيا بالمُطلق فهو يقول بتبني آليات الديموقراطية باعتبارها حكمة بشرية وانتاج العقل لتدبير الإختلاف بين الناس والحكمة ضالة المُؤمن أنى وجدها فهو أحق بها ومأخذه الجوهري على الديموقراطية ليس من قبيل الكيف، لكن من قبيل المعنى خاصة عندما يسمح الإنسان لنفسه أن يُنازع الله تعالى في تشريعه فضلا عن كون الديموقراطية تُحاول أن تُعطي للإنسان حقه في الحياة ولكنها لا تستطيع أن تُجيبه عن الأسئلة الجوهرية، لا تجيبه عن من هو؟، ومن أين أتى؟، وما غايته في هذا الوُجود؟ وإلى أين مصيره؟ وهذا مما تختص به الشورى ويختص به الإسلام.
نقبل التداول على الحُكم مع العلمانيين
- الديمقراطية بقدر ما هي آلية إجرائية لا حُمولة قيمية لها غير تدبير إختلاف الفرقاء بقدر ما هي جوهر قوامه النسبية وعدم اليقينية وهو أمر يصعب توفره في تنظيم مثل العدل والإحسان، يُؤمن بأن القومة والخلافة على منهاج النبوة آتية لا ريب وأن أي اجتهاد إنساني في التشريع لا يعدو كونه مُنازعة لله في تشريعه كما قُلت أنت قبل قليل؟
الجماعة لها أسس وأصول قامت عليها تُشكل هُويتها وماهيتها، وانتماء أي عُضو إليها يكون بناء على اقتناعه وتبنيه لهذه الأصول. فكيف يستقيم أن أنتمي إلى مشروع اختلف معه في مبادئه المُؤسسة؟ إنما يكون الإختلاف حول التفاصيل والتدابير، وهذا أمر واقع وموجود في جماعتنا يُدبره بقواعد الشورى.
- ما قصدته بمُنازعة الله عز وجل هو إلغاء النُصوص الصحيحة الصريحة وتعويضها بآراء بشرية وإلا فإن التطورات المُتلاحقة التي تعرفها الإنسانية تحتاج إلى مواكبة شرعية واجتهادات تستحضر مُقتضيات العصر وحاجياته لكن للإجتهاد ضوابط بها نحفظ للدين مقاصده وجوهر من جهة أخرى كثيرا ما يتم التشويش على بعض المفاهيم التي نستعملها فيتم تداولها بشكل قدحي يُوحي بانغلاقنا المطلق فالأساس مثلا في الخلافة على منهاج النبوة هو اجتماع الأمة الإسلامية في كيان موحد ينبني على روح العدل والشورى والحكم الراشد الذي يُؤدي للناس حُقوقهم ويُحررهم لعبادة الله تعالى وتبقى الأشكال قابلة للتطوير والتغيير والإجتهاد، والتطورات من حولنا تُفيد بأن العالم ينحو نحو تقوية الكيانات البشرية والجغرافية الكُبرى لأن الكيانات الصغيرة لا صوت لها يٌسمع ولا تأثير لها في المحافل الدولية ولنا في تجربة الإتحاد الأوربي خير مثال، اما القومة عندنا فليست لحظة انتفاضة جماهيرية بل هي قبل ذلك ومعه وبعد وعي وسُلوك ممتدان في الزمان ومُتحرران من الخُضوع والركون والاستسلام، هي استرجاع الأمة لزمام المُبادرة لتقرير مصيرها بإراداتها الحُرة وأعتقد أن الهبة التي باتت الأمة العربية والإسلامية جعلت من القومة بهذا المفهوم واقعا مُمكنا وليست دعوة مثالية.
- عندما كانت الصحافة تتحدث عن وُجود اختلافات داخل الجماعة كُنتم تنفون ذلك، كما لو أن الإختلاف نقيصة ألى ترون ان التطابق داخل أي تنظيم أو أي جسم هو محض إطمئنان سلبي يقود إلى الموت؟
- إذا كان الناس كُلهم مسلوبي الإرادة ويخضعون لرأي واحد فهذا يُؤدي إلى الموت حتما فالإختلاف سنة كونية ذلك أن الله تعالى خلق الإنسان مُتفاوتا في كُل شيء، في الفهم وفي الإدراك وفي الإرادة، وهذا ينتج عنه الإختلاف. لكن الجماعة لها أسس وأصول قامت عليها تُشكل هُويتها وماهيتها، وانتماء أي عُضو إليها يكون بناء على اقتناعه وتبنيه لهذه الأصول. فكيف يستقيم أن أنتمي إلى مشروع اختلف معه في مبادئه المُؤسسة؟ إنما يكون الإختلاف حول التفاصيل والتدابير، وهذا أمر واقع وموجود في جماعتنا يُدبره بقواعد الشورى.
- سبق لك أن صرحت بعد تعيينك أمينا عاما بأن جماعة العدل والإحسان تسعى إلى تأسيس مُجتمع العمران الأخوي الذي يتفوق على مُجتمع الديموقراطية، هل أنتم ديموقراطيون حتى تتجاوزو الديموقراطية؟
- العمران الأخوي يختلف عن النظام الديموقراطي. فهذا الأخير يسعى لأن يضمن لكل ذي حق حقه وأن يرفع الظلم عن الناس ولكنه يفتقد العلاقة الأخوية بين الأفراد القائمة على التكافل والتعاون والتواد والتراحم. وقد أشرت سابقا إلى احترامنا لآليات الديموقراطية في صفنا وتبنينا للشُورى منهجا في الحسم والقرار ونسعى جاهدين لنشر روح المحبة والأخوة والتآزر بين أعضاء الجماعة تربية وسُلوكا.
- مُجتمع العُمران الاخوي يقوم على ما يُسميه عبد السلام ياسين بالوطن الإيماني “المُشترك وهو وطن “يوطوبي” وليس واقعيا على اعتبار أن منطق التاريخ وحتميته تُؤكد أن البشرية تزداد تنوعا واختلافا وتناقضا وان أمر المُجتمعات الحديثة لا يُمكن تدبيره إلا من خلال الدولة الديموقراطية التي تكفل حق مُمارسة الإختلاف والتداول على الحُكم وفق أسس وضعية ومدنية وليس إيمانية.
محمد العبادي وفتح الله أرسلان
- ومن قال إن شورى تُصادر حق الإختلاف والتداول على الحُكم؟ فمهما اختلف الناس ستظل هُناك دائما أمور كثيرة مُشتركة بينهم منها الإنسانية. فلا يٌمكن للإنسان أن يعيش بدون قيم إنسانية تُلبي حاجياته الوجدانية ومن صميم الواقعية ان نُدرك ذلك ونعي أن القوانين ضرورية ولا غنى عنها لكن العلاقات البشرية لن تنجح فقط عبرها مهما بلغت دقتها، فلابد من إشباع الإنسان خاصة من تلك العلاقات البسيطة التي تُشكل إحتكاكا يوميا للمُواطن مع مُحيطه القريب. وهذا لا يتنافى مع الحق في الإختلاف والتداول على السُلطة وفق أسس مدنية، بل إنه يحتويه ويتجاوزه. باختصار لا يُمكن للإجتماع البشري أن ينحصر في أمور مادية صرفة تُلغي الجانب القيمي والمعنوي.
- هل تقبل جماعة العدل والإحسان أن تتداول على الحُكم ديموقراطيا مع احزاب علمانية إشتراكية وليبيرالية؟
- نعم، نحن ندعو الجميع للاحتكام إلى صناديق الإقتراع نزيهة وشفافة، ومن أفرزته هذه الصناديق نحفظ له حقه في امتلاك السُلطة وتطبيق برنامجه. كما أن العديد من هذه الأحزاب وإن كانت تتبنى إديولوجيات مُخالفة لما نراه تجمعنا بها الكثير من القواسم المُشتركة التي تهم الصالح العام وبناء دولة الحق والقانون. من جهة أخرى فنحن لا نعتبر الأحزاب السياسية كائنا غريبا على مُجتمعنا حتى نُمارس الإقصاء في حقها فهم أبناء هذا الوطن ولهم كامل الحق في الوُجود والفعل والتداول على السُلطة وفق آليات الديموقراطية المُتعارف عليها. ومهما كان الإختلاف بيننا علينا أن نبني وطننا يتسع للجميع.
20 فبراير لم تُحطم القوالب الجاهزة
- يُعاب على فصيل طلبة العدل والإحسان بالجامعات احتكار العمل الطُلابي وتخوين الخارجين عنه ما صحة ذلك؟
- الإحتكار ليس من مبادئنا والتخوين واتهام الناس بما ليس فيهم ليس من أخلاقنا، فصيلنا الطلابي إنما نال تعاطف الطلبة وتأييدهم بحُضوره إلى جانبهم في الميدان وبذله جُهدا في تبني قضاياهم والدفاع عنها ومن أجل ذلك يُعتقل طلبتنا ويُحاكمون. وآخر فُصول ذلك اعتقال ومُحاكمة ستة منهم بفاس يُتابعون الآن بتٌهم مُلفقة.
- هل هُناك إمكانية لعودة جماعة العدل والإحسان إلى صُفوف حركة 20 فبراير. وما هي شروطكم لذلك؟
- حركة 20 فبراير كانت تعبيرا شعبيا جمع أطيافا مُختلفة من المُجتمع المغربي في سياق حركة الشُعوب العربية لمُناهضة الفساد والإستبداد فهي وسيلة من بين وسائل أخرى لتحقيق هدف إحقاق الحق وإقامة نظام عادل. وأداء شبيبة العدل والإحسان من داخل هذه الحركة كان مُشرفا حيث قدمت التضحيات وتحملت العبئ الكثير وأبانت عن قيم التعايش والتشارك والقبول بالآخر التي تربت عليها في صُفوف الجماعة. وفي وقت من الأوقات لم تعد أجواء وشُروط العمل مُواتية للإستمرار. لكن الجماعة وشبيبتها لن تتخلف عن دعم أي تحرك اجتماعي يتبنى السلمية ويُعبر عن مطالب الشعب في الحرية والكرامة والعدل ويٌناهض الفساد والإستبداد فنحن سنُسانده وندعمه حتى يسترجع الشعب حقه وافرا غير منقوص.
- حركة 20 فبراير تتبنى السلمية وتُعبر عن مطالب الشعب في الحُرية والكرامة والعدل، وتُناهض الفساد والإستبداد لكنكم تخلفتم عنها وهي في عز قُوتها الشيء الذي آخذكم عليه العديد من “المُناضلين” والمُلاحظين؟
إحدى مظاهرات حركة 20 فبراير
- قوة الحركة كانت في قُدرتها على استيعاب جميع التوجهات والآراء والقبول بكل الأطراف الداعمة كما هي دن اشتراطات مُسبقة ولا مقاسات مُحددة فهذه حراك مُجتمعي شعبي مُهمته الضغط الإحتجاجي، ساهم الجميع في بناءه وتقويته وبالتالي ينبغي أن يجد الجميع ذاته فيه. والوظيفة التي كان ينبغي أن يلتزم بها الجميع هي تقديم الدعم التنظيمي “اللوجيستيكي” والغطاء السياسي مهما اختلفت مُقارباته وحُدوده، وفسح المجال لشباب الحركة ومن خلفه الشعب المغربي ليختار ويُمارس ضغطه بدون قوالب جاهزة أو سقوف جامدة أو أشكال رتيبة وهذا ما لم تنجح الحركة في تأمينه.
- ما حكاية جهاز التنصت الذي سبق أن عثرت عليه في بيتك بمدينة وجدة؟
- هذا أحد الأدلة على لا أخلاقية النظام إذ أنه يعمل على لسق أجهزة للتنصت على أخص خصائص الإنسان العائلية في بيته وهذا السُلوك مُشين ومدين ولا أخلاقي تمجه الانفس السوية للأفراد العاديين فكيف بدولة مسؤولة على مُجتمع. اما عن الواقعة فأذكر أن البيت كان في اللمسات الأخيرة من البناء وجاء رجال المخابرات وهم يلبسون لباس الكهربائيين وأرغموا العمال ووضعوا جهاز التنصت في رُكن من أركان البيت وغطوا عليه بالإسمنت. وبعد مُرور شُهور عن إقامتي في البيت شاء الله تعالى أن يفتضح أمر هذا الجهاز لا أقول من وكيف حتى لا أعرض أُناسا لمُضايقات ولكن أكتشف الأمر فكانت الضجة التي أثارتها هذه الفضيحة.
- قُل لنا فقط كيف تم اكتشاف الجهاز وكيف تم تفكيكه؟
- سنُفصح عن ذلك عندما تكون الظروف مناسبة.
- أين وصلت قضية تشميع منزلك؟
- قبل تشميع البيت كان هُناك نهب لبعض أثاثه وإتلاف للبعض الآخر والأمر مازال مُعلقا رغم أننا رفعنا دعوة بالمحكمة وطرقنا أبواب كُل المسؤولين، الكُل يتنصل من هذه الفعلة. الملف عند النظام، وهو الذي ينبغي أن يجد له حلا، وإلا فستبقى هذه البُيوت المُشمعة وصمة عار على جبينه شاهدة على أن المغرب مازال على حاله وعلى وأن الشعارات البراقة التي تُرفع في هذا البلد من الشفافية والديموقراطية والعهد الجديد والدستور الجديد تتكسر كُلها على صخرة جماعة العدل والإحسان فتفقد مصداقيتها.
لهذا تدعم الدولة الطرق الصُوفية
- هل لكم مُلاحظات على “الهوية الإسلامية المغربية” أساسا في شقها المالكي والصُوفي على طريقة الإمام الجُنيد؟
عبد السلام ياسين وشيخه الحاج العباس
- لا نُنكر على مذهب الإمام مالك شيئا ولكن نُنكر على من نتباناه على أن يتعامل معه بشكل انتقائي، يأخذ منه ما يتماشى مع هواه ويتجاهل ما لا يُعجبه. أين نحن من رأي الإمام مالك في قضايا البيعة والسياسة وتدبير شؤون الأمة؟ إن هذه الإنتقائية طعن في المذهب ولعب به. أما نحن فنُريدها إن شاء الله تعالى هُوية إسلامية صرفة، فأمتنا مُمزقة إلى أقطار ومذاهب ومشارب ومشروعنا يطمح لتوحيد الأمة لا لتمزيقها لذلك لا نرتاح لأن يصطبغ الإسلام بُقطرية أو حزبية أو مذهبية، هو الإسلام وكفى، وإجتهادات عُلمائه وأئمته ارث لكل المُسلمين في كُل زمان ومكان. وأما في ما يخُص المدرسة التربوية التي أسسها الإمام الجُنيد رحمه الله تعالى وتقبل منه فالمفروض أن يرجع تلامذتها إلى ما كان عليه الأمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يليق بمُسلم في هذا العصر وهو يرى ما عليه الأمة من تمزق وتشتت وضياع للدين أن يكون همه الفردي وخلاصه هو شُغله الشاغل ويترك أمر الامة للضياع، فلابد من الإهتمام بمطلب العدل لتحقيق شُمولية الإسلام فنحن نسعى للعودة إلى السنة النبوية الصافية في كل شيء وندعو غيرنا إلى ذلك.
- كيف تنظرون إلى المد الصوفي الطرقي الذي يشهد انتعاشا مطردا في المغرب؟
- هذا المد له عوامل مُتعددة منها الجوعة الروحية التي بات الإنسان المُسلم يستشعرها في عصر الماديات هذا، والتي يعجز الشأن الديني الرسمي عن إشباعها. ثم هُناك عامل ثاني مُرتبط بالرعاية والدعم المادي الذي وفرته الدلة لهذه الحركات ضمانا لولائها واستعطافا لها مما يُساعد على مدها. كما ان الإنسان في انتمائه لهذه الطرق الصوفية يستقيل من هم الشأن العام فلا يٌكلف نفسه جهادا ولا عناء ولا مشقة. هذه الأسباب هي التي جعلت هذه التيارات الصوفية تنتشر بهذا الشكل الواسع ليس فقط بالمغرب بل في كُل الدول بما فيها دول أوروبا.
ملف العدل والإحسان ليس في مُتناول الحُكومة
- تُبررون عدم مُبادرتكم لتأسيس حزب سياسي بالرفض الذي قوبل به طلبكم سنة 1981 مع أن ذلك المنع كان في سنوات تُعرف بسنوات الرصاص؟
رغم توفر الجماعة على وثائق رسمية تُثبت قانونيتها مازال الإعلام المخزني يصفها بالجماعة المحظورة ويُمنع أعضاؤها من حق الظهور في الإعلام العُمومي الذي يُمول من جُيوب الشعب ويُحاكمون بتُهمة الإنتماء إلى جماعة غير مُرخص لها
- مهما يبدو في الظاهر أن صفحة سنوات الرصاص قد طُويت فإن استبداد المخزن مازال قائما يتلون بتلون الازمان وحقيقة ذلك تعكسها بشكل جلي طريقة تعاطيه مع مُعارضيه، فالمخزن لم يستجب لطلبنا بتأسيس حزب سياسي ومازال يرفض ويكفي مُؤشرا على ذلك أنه ورغم توفر الجماعة على وثائق رسمية تُثبت قانونيتها مازال الإعلام المخزني يصفها بالجماعة المحظورة ويُمنع أعضاؤها من حق الظهور في الإعلام العُمومي الذي يُمول من جُيوب الشعب ويُحاكمون بتُهمة الإنتماء إلى جماعة غير مُرخص لها بل إن السلطات تمتنع عن تسليم وصل إيداع ملف تأسيس أي جمعية مهما كان نشاطها محصورا في حي من الاحياء أو في تنشيط الأطفال حتى، بمُجرد وُجود عُضو لجماعة العدل والإحسان في مكتبها المُسير، فكيف يكون هذا الأمر لو طلبنا تأسيس حزب سياسي؟ إن الإستبداد واقع لا يرتفع والشمس لا يحجبها الغربال.
- لماذا لا تُحرجون حُكومة أصدقائكم الإسلاميين بإعادة وضع ملف تأسيس حزب؟
عبد الإله بنكيران يقبل كتف عبد السلام ياسين
- ليس للحكومة من الأمر شيء، فملف العدل والإحسان فوق الأحزاب وفوق الحُكومات لا قبل لها به ولا تستطيع أن تقول فيه شئا ويكفي مثالا أن مُعتقلي العدل والإحسان السبعة بفاس تلقوا وُعودا وزارية بإرجاعهم لوظائفهم لكن الأمر مازال مُعلقا ومثال البيوت المُشمعة التي رفع المُحامون بشأنها رسائل لجميع المسؤولين في الداخلية وفي العدل وفي غيرها من الوزارات والمُؤسسات وما من مُجيب، لماذا؟ لأن ملف العدل والإحسان ليس في مُتناول الحكومة.
- تمت قياديون في حزب العدالة والتنمية يقترحون التوسط بينكم وبين الدولة، هل تستجيبون لهذه الدعوة؟
- التوسط هو مُحاولة الصُلح بين طرفين مُتخاصمين فيتدخل الوسيط لإصلاح ذات البين والوضع بيننا وبين النظام المخزني ليس كذلك لاننا لسنا خصما له وإنما نحن حركة مُجتمعية سلمية واضحة نحمل مشروعا نعتقد أنه قادر على تحقيق السعادة لأهل بلدنا في الدنيا والآخرة فقام المخزن يُمارس ضدنا كُل أشكال الظُلم والقهر هكذا هو الوضع على حقيقته وعلى من يُرشح نفسه للتوسط أن يُطالب أولا برفع الظلم عن المظلوم.
العدالة والتنمية تُحاول إصلاح بناء مُنهار
- سبق لنائبك فتح الله أرسلان أن صرح بأن الدولة تُريد إخضاع جماعة العدل والإحسان لخُطوط حُمر لا وُجود لها في القوانين ولا في الدستور. هل أنتم مُستعدون للعمل السياسي – الحزبي، إذا أعطيت لكم ضمانات باحترام الدستور والقوانين؟
- نحن نُمارس العمل السياسي من داخل الجماعة، وهي إطار قانوني، ومع ذلك نتعرض لأصناف من التضييق والمنع غير القانوني بسبب مواقفنا وآرائنا السياسية، ولا أعتقد أن الإطار الحزبي سيُغير من الأمر شيئا، لذلك لا أستبعد أن تكون هناك أي ضمانات حقيقية في ظل حكم مُستبد، يقوم على خنق من يُعارضه ليستأثر بكُل السلطات، فالعقلية المخزنية قائمة على الخُطوط الحمراء والتحكم السياسي والإخضاع ولن تقبل بإنشاء حزب ذي إرادة مستقلة.
- تبدون مطمئنين لوضع تُسلمون فيه سلفا، ودائما، بوجود نظام مُستبد، لن يعطيكم أي ضمانات لمشاركته في الحكم، مع أن الهوامش الكبرى موجودة اليوم لم يكن أحد يحلم بها عندما كان الحسن الثاني يحكم المغرب بقبضة من حديد، وهذه دلالة على أن هامش الحرية والديمقراطية والشفافية يمكن توسيعها بالنضال كما بالتفاوض، وليس بانتظار القومة؟
الحسن الثاني
- لا لسنا انتظاريين، هذا توصيف مُجانب للحقيقة. لا ينكر مُتتبع منصف نضال الجماعة وسعيها ومُساهمتها في تطوير الحياة السياسية ببلادنا، وهي دفعت ثمن ذلك وما تزال، سجون وإعتقالات ومحاكمات وتضييقات بالجملة وحرمان من أبسط الحقوق. ومع ذلك ظلت تمثل صوت المُعارضة الضاغطة الرافضة لتلاعبات المخزن والتفافاته، وفضحها إلى جانب أطراف سياسية وحقوقية واجتماعية أخرى. وأعتقد أن هذا الضغط أكثر تأثيرا من التسليم بقواعد الإستبداد فهرولة النظام المخزني مثلا للتعديل الدستوري الأخير الذي يعده البعض فتحا كبيرا لم يكون بسبب ضغط الأحزاب المُشاركة في الإنتخابات التي كانت مُجمعة على تأجيل النقاش الدستوري، بل جاء نتيجة ضغط مورس من خارج المُؤسسات الإنتخابية الفاقدة للمصداقية الشعبية، لذلك لا شيء يُغري في تجارب الجهات التي تفاوضت واستفادت من الهوامش الكبرى كما سميتها، فالجميع تابع ويُتابع أن الهوامش أصغر بكثير مما يتم ترويجه.
- رفضتم الإعتراف بالملكية التنفيذية وترفضون الآن الملكية البرلمانية، لماذا تخرجون على “الإجماع المغربي”؟
مهما حاول الإخوة في العدالة والتنمية الإصلاح من داخل بُنيان مُنهار مُتهالك، وترميم شُقوقه وتغيير بعض اللمسات الديكورية فيه فإن ذلك لن يُجدي نفعا ولن يُؤسس لدولة تقوم على عقد متين ثابت صلب يضمن الحقوق والكرامة للجميع.
- هذه مجرد أسماء لمضمون واحد وإلا من يُصدق اليوم أننا نعيش في ظل ملكية برلمانية كما يتعارف عليها فقهاء القانون؟ ألم نعش سنوات الرصاص في ظل “الديموقراطية الحسنية”؟ لا ينبغي أن تلهينا المُسميات عن حقيقة المُسمى. ثم أي إجماع هذا الذي تُشير إليه لا أتذكر في حياتي أن المغاربة استفتوا يوما عن نوعية نظام الحكم الذي يريدونه استفتاء نزيها شفافا دون ترهيب ولا وعيد. إن ما يهمنا أساسا هو أن يكون نظام الحكم قائما على العدل والشورى والرشد والحق والقانون والكرامة الإنسانية والتداول الحقيقي على السُلطة واحترام إرادة الشعب ثم فليسميه الناس ما شاؤوا فالعبرة ليست بالمُصطلحات وإنما العبرة بالمضمون.
- استشهدت بعد انتخابك أمينا عاما للعدل والإحسان بمقولة لأبي الأعلى المودودي يقول فيها “أكبر رئيس دولة لا يصلح أن يكون بوابا في الدولة التي ننشدها”، أليس هذا تعاليا لمشروعكم الإفتراضي ووثوقية أنانية؟
محمد العبادي
- إن الأفكار العميقة لا يتسع صدر الإعلام أحيانا لتفصيلها وشرحها وحُسن عرضها نظرا لضيق المجال فالمقصود هنا هو أن رجال الدولة التي ننشدها يجب أن لا يتمتعوا فقط بصفات القُوة والأمانة التي تُمكنهم من ضمان حُقوق الناس المادية وأدائها بل عليهم أن يحملوا أيضا هم آخرة الناس فيدلونهم على الله ويربطونهم بالله ويُذكرونهم بالله سبحانه وتعالى، وهنا الإختلاف بين وظيفة المسؤولين في الدولة الغربية مهما علت وظيفة المسؤولين في دولتنا المنشودة مهما كانت بسيطة، وأود بهذه المُناسبة أن أقول لكل من راجعني في هذا الموضوع مُعترضا أو مُستنكرا أو مُستشهدا بأداء بعض رؤساء وزراء الدول الغربية وطريقة مُمارستهم للحكم إننا نُقدر أهل المٌروئة ونعترف بأهل الفضل ولا يُمكننا أن نبخس الناس أشيائهم لكن مطمحنا أكبر من تحقيق سعادة الدنيا.
- لا تتفقون مع وجود حزب العدالة والتنمية في الحكومة، وتعتبرون بأنه ليس هو من يحكم، إلى ترى بأنه من الأجدى أن تُساهم ولو قليلا في التغيير وأن تُشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام؟
- صحيح، إذا أشعلنا شمعة في بيت مُظلم قد تٌضيء بعض جوانبه ولكن أن تشعل هذه الشمعة وسط رياح مُزمجرة وظلام دامس فلن تشتعل أكثر من ثانية لتُصبح جُزءا منه، فمهما حاول الإخوة في العدالة والتنمية الإصلاح من داخل بُنيان مُنهار مُتهالك، وترميم شُقوقه وتغيير بعض اللمسات الديكورية فيه فإن ذلك لن يُجدي نفعا ولن يُؤسس لدولة تقوم على عقد متين ثابت صلب يضمن الحقوق والكرامة للجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.