رويترز قال مسؤول في المعارضة الليبية إن المدارس ستفتح أبوابها من جديد منتصف سبتمبر أيلول رغم الدمار الذي لحق ببعضها جراء القصف وقلة وسائل النقل في البلاد ورغم وجود منهج دراسي ظل حتى وقت قريب مثقلا بالاراء الغريبة للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. ويتعرض المعارضون وهم الحكام الفعليون الان لليبيا لضغوط متزايدة لفرض الأمن والنظام واستعادة الخدمات الحكومية الأساسية مثل التعليم في البلد بعد الانتصار على قوات القذافي في العاصمة في طرابلس الشهر الماضي. وقال سليمان الساحلي مسؤول التعليم في المعارضة الليبية في مقابلة إن المعارضين انتهوا من حذف كل المواد المتعلقة بالقذافي من المنهج الدراسي مثل الكتاب الأخضر وكتاب المجتمع الجماهيري. وأضاف أن العديد من الموضوعات كانت إجبارية على الطلاب وكانت تهدف إلى تمجيد القذافي. وذكر أن الدراسة ستبدأ يوم 17 سبتمبر أيلول. ومنذ تولي القذافي السلطة قبل أربعة عقود عمل على نشر ثقافة تمجيد الحاكم التي هيمنت على الحياة اليومية لليبيين بما في ذلك كتبهم الدراسية. وكان الكتاب الاخضر الذي ألفه القذافي يأتي على رأس قائمة القراءة في ليبيا ويعرض الكتاب فلسفة مستلهمة من الاشتراكية والاسلام والقومية العربية. ويرجح أن يتم حرق هذا الكتاب في شرق ليبيا بعد الاطاحة بالقذافي وليس تدريسه. وقال الساحلي إنه وبعد شهور من بدء الاحتجاجات المناهضة للقذافي في فبراير شباط شكل المعارضون الليبيون لجنة من خبراء التعليم لحذف نظريات القذافي من المنهج والاعداد لفصل دراسي جديد بدون الزعيم المخلوع. ومن المقرر إجراء المزيد من التغييرات. وكان يتم اختيار المدرسين في عهد القذافي وفقا لمعيار الولاء وليس الكفاءة وقال الساحلي إن المجلس الوطني الانتقالي الليبي يريد تغيير هذا الأمر أيضا. وأضاف أن المدرسين في عصر القذافي لم يتمتعوا بالكفاءة وإن معظمهم كان من اللجان الثورية أو من أقارب القذافي. وقال إن سياسة تعيين المدرسين ستركز الان على التخصص والخبرة والمؤهلات. وذكر أن المدارس سيسمح لها بتدريس المزيد من اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والانجليزية وكانت قيود تفرض على تدريس اللغات أو يحظر تدريسها ضمن المنهج الدراسي في عهد القذافي. وفي إطار سعيه لتوسيع نفوذه في منطقة افريقيا جنوب الصحراء قال الساحلي إن القذافي حاول تعليم الطلاب في ليبيا لغة الهاوسا واللغة السواحلية قبل عامين لكن المبادرة فشلت لعدم وجود عدد يكفي من المدرسين. ومن غير المرجح أن يتم إحياء هذا المسعى الان. وتغيير الكتب الدراسية في ليبيا من بين التحديات التي تواجه الزعماء الجدد للبلاد والذين يسعون للظهور كحكومة ذات مصداقية ويكسبون ثقة الليبيين الذين يتوقون لاستئناف حياتهم العادية. وتسير شاحنات عليها أسلحة إلى جانب سيارات المدنيين في مدينة بنغازي أما في المدن الغربية مثل مصراتة التي عانت من حصار استمر شهورا فإن الضرر كبير وسيحتاج إلى وقت لاصلاحه. وقال الساحلي إن هناك مدارس دمرت بالكامل في مصراتة والزاوية والزنتان وأضاف أن المعارضين في بنغازي بحاجة إلى أموال لاصلاح المباني وأن هذا الامر لن يؤثر على استئناف الدراسة. وأضاف أن المجلس سيحتاج إلى قدر أكبر من الاموال لتوفير وسائل نقل للتلاميذ ودفع الرواتب للمدرسين. ويفرج زعماء العالم عن أموال ليبيا المجمدة في الخارج ببطء وأعلنوا يوم الخميس الافراج عن 15 مليار دولار من الأموال الليبية. وقال الساحلي إن نقص التمويل كان من المشاكل التي تعاني منها المدارس الليبية حتى قبل الثورة على حكم القذافي. وأضاف أن المدرسين كانوا يعانون من وضع مالي صعب للغاية لدرجة أنهم كانوا يضطرون للعمل في مجالات أخرى غير التعليم ووصل الامر إلى حد إطلاق النكات تهكما على وضع المدرسين.