الحكومة تعرض الحوار ائتلاف الثورة يرفض المبادرة والغرب يتحفظ أعلن ائتلاف «ثورة 17 فبراير» ومجالس الحكم المحلي بالمنطقة الغربية في ليبيا رفضهم أي حوار مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي يقضي ببقائه في السلطة أو يتيح لأي من أبنائه توليها، مجددين شروطهم بضرورة سحب القوات العسكرية من المدن وخارجها وفتح منافذ لهيئات الإغاثة والحرية التامة للشعب في التعبير. وقال الائتلاف في بيان ويحمل الرقم 2، «نعلن رفضنا القاطع والتام لأي شكل من أشكال الحوار مع النظام السابق الذي من شأنه أن يُفضي إلى بقائه أو استمراره في السلطة، وأن أي مُبادرة من هذا النوع ستقابل بالرفض التام من كل القوى الوطنية المشاركة» في الائتلاف أو المجالس المحلية. وأعلن البيان رفض هذه القوى «الكامل لكل المبادرات التي تروج لإمكانية تولي أو استلام أي من أبناء القذافي أو عائلته للسلطة أو أن يكون لهم أي دور في المستقبل السياسي لليبيا». وشدد أن لا حوار مع نظام القذافي إلا بعد «سحب جميع القوات العسكرية والميليشيات من داخل المدن وخارجها وعودتها إلى ثكناته، فتح منافذ ومعابر آمنة لهيئات الإغاثة وفرق المساعدات الطبية للمناطق المنكوبة وخاصة مدن وقرى الجبل الغربي ومدينة الزاوية وزواره ومصراته». كما اشترط «عدم التعرض للمظاهرات السلمية وترك الشعب يعبر عن رأيه بحرية تامة». وأكد البيان على تمسك الائتلاف والمجالس المحلية «الأبدي والمطلق بعُرى الوحدة الوطنية»، مستنكرا محاولات نظام القذافي التي يقوم بها عبر وسائل إعلامه وممارساته على أرض الواقع للمس والنيل من الوحدة الوطنية وضرب النسيج الاجتماعي المتلاحم». وحيا «انتفاضة شعبنا العظيم وصموده في وجه آلة القتل والفتك والتدمير والإرهاب المنظم من قبل عصابات ومرتزقة القذافي»، مؤكدا على دعم المجلس الوطني الانتقالي الموقت ك»ممثل شرعي وحيد للشعب الليبي في هذه المرحلة الانتقالية». وتعهد إئتلاف «ثورة 17 فبراير» ومجالس الحكم المحلية بالمنطقة الغربية بالعمل من أجل تحقيق «أهداف ثورة الشعب الليبي في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي وجميع أركانه وإرساء دولة مدنية حديثة يسودها الدستور، وحكم القانون، وكفالة الحريات العامة ومؤسسات المجتمع المدني على كافة الأراضي الليبية». وتشهد ليبيا منذ فبراير ثورة للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. ويسيطر المعارضون على غالبية الجزء الشرقي من البلاد، فيما تدخل قوات من تحالف دولي، بناء على قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973، لحمايتهم وحماية المدنيين من هجمات القوات النظامية التي كادت أن تنجح في إعادة السيطرة على بنغازي، شرق ليبيا، التي تشكل معقلاً للمعارضة. تدمير 30 في المائة من قوات القذافي أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أول أمس الثلاثاء إن الهجمات الجوية الدولية على ليبيا والتي بدأت منذ أكثر من أسبوعين أدت إلى تدمير 30 في المائة من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. لكن الحلف حذر من أن قوات القذافي تتخذ دروعا بشرية للحيلولة دون مزيد من الهجمات. وبدأت الهجمات الجوية على ليبيا في 19 مارس الماضي بعد قرار من الأممالمتحدة بالتفويض بالقيام بتحرك عسكري في ليبيا من أجل حماية المدنيين. وشن الهجمات في بادئ الأمر ائتلاف دولي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية مع فرنسا وبريطانيا. وتولي الناتو مهمة الهجمات الخميس الماضي مما سمح لأمريكا بالانسحاب من العمليات العسكرية الجوية أمس الاثنين . وقال البريجادير جنرال مارك فان أوم أحد كبار الضباط بالناتوفي مؤتمر صحفي في بروكسل «دمرنا 30 في المائة من القدرة العسكرية لقوات القذافي». وأضاف إن الليفتانت جنرال تشارلز بوشار قائد عمليات الناتو في ليبيا عرض هذا التقييم خلال اجتماع مع سفراء دول الحلف أول أمس الثلاثاء. ونفذت طائرات الناتو58 طلعة أمس الاثنين للقيام بعمليات قتالية إلا أنها ألقت ذخيرتها 14 مرة فقط بسبب صعوبة استهداف دبابات القذافي والأسلحة الثقيلة الأخرى وفق ما قاله «فان أوم». وأضاف: «لدينا تأكيد فعلي على أنه في مصراتة يتم تفريق الدبابات وإخفائها ويستخدم الناس دروعا بشرية من أجل الحيلولة دون تمكن طلعات الناتو من تحديد الأهداف». وأشار إلى أن مصراته -وهي مسرح أساسي للعمليات القتالية- كانت صاحبة «الأولوية الأولى في هجمات الناتو يوم الاثنين الماضي». وقال إنه تم أيضا تدمير منصة إطلاق صواريخ في مدينة البريقة أمس الاثنين مشيرا إلى أنه «في الأماكن الأخرى شملت الأهداف أماكن تخزين الذخيرة». يذكر أن مهمة عملية «الحامي الموحد» التي ينفذها الحلف في ليبيا هي فرض منطقة حظر جوي وحظر إدخال السلاح إلى القذافي عبر البحر إضافة إلى القيام بهجمات جوية ضد أهداف معينة. وأنكر فان أوم أن يكون انسحاب الولاياتالمتحدة من عمليات القتال الجوي حد من تلك العمليات. وقال: «لا أعتقد أن وتيرة «الهجمات» تراجعت. حققنا وتيرة سريعة جدا في العمليات» مشيرا إلى أن الطائرات الأمريكية لا تزال تسهم في أنشطة إعادة التزود بالوقود والمخابرات والاستطلاع. واعترف الناتو اليوم الثلاثاء بأن قواته قتلت ثوارا ومدنيين ليبيين بمدينة البريقة مطلع الأسبوع الجاري فيما وصفه الحلف بأنه «حادث مؤسف». وقال فان أوم، إن الهجوم وقع عندما قام البعض بإطلاق نيران احتفالية وظنت قوات الناتوخطأ أنها نيران معادية. أضاف: «قوات المعارضة أوضحت بالفعل أنه كان خطأهم أن قاموا بإطلاق نيران احتفالية في الهواء ما تسبب في ردة فعل». ولن يكشف مسئول الناتو عن جنسية الطائرة التي نفذت الهجوم . وقال فان أوم: «الثوار تعلموا الدرس بالفعل» حيث قاموا بإبعاد «الشباب المتحمسين جدا» بعيدا عن الخطوط الأمامية ودفعوا مكانهم بمقاتلين «أكثر خبرة» أعطيت لهم تعليمات بعدم إطلاق نيران أسلحتهم بغرض التعبير عن التحية بعد ذلك. كما اعترف فان أوم أيضاً بأن ليس كافة الإمكانات العسكرية في منطقة المتوسط تعمل تحت قيادة الناتو حيث تقوم بعض الدول باستخدام طائرات وسفن للقيام بحراسة عمليات عسكرية إنسانية. لكن المتحدثة باسم الناتو أوانا لونجيسكو استبعدت احتمالية حدوث أي غارات جوية خارج إطار الحلف. وقالت لونجيسكو: «نحن نتحدث عن العمليات العسكرية وحماية العمليات الإنسانية تحت مسئولية وطنية. نحن لا نتحدث عن طلعات جوية». الثوار يشتكون الناتو إلى مجلس الأمن انتقد اللواء عبد الفتاح يونس قائد أركان جيش التحرير الوطني الليبي بشدة العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو في ليبيا ووصفها بالبطء، في حين قال مسؤول كبير في الحلف إن الضربات الجوية دمرت ثلاثين في المائة من قدرات القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال يونس في مؤتمر صحفي في بنغازي إن «رد حلف الناتو بطيء جدا»، وتساءل «هل القوة المعادية المتقدمة تبقى تنتظر حتى يأتيها قصف (الناتو)... تكون قد دخلت المدينة وأشعلت فيها النار». وقال عبد الفتاح يونس إن مدينة مصراتة تتعرض لحرب إبادة حقيقية, مبديا خيبة أمله في حلف الناتو بسبب تردده في نجدة سكان مصراتة الذين يتعرضون لقصف يومي من قبل قوات القذافي. وقال «لو أراد الناتو أن يحرر مصراتة لفعل, لكنه لا يريد فعل ذلك بتعلله بتجنب قتل المدنيين». وطالب الحلف بأن يؤدي عمله بشكل صحيح وإلا فسيكون على المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن يحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي. وفي رده على سؤال حول صحة أنباء بوجود خلافات في صفوف الثوار وتشتت ولاءاتهم بينه وبين اللواء خليفة حفتر, نفى اللواء يونس وجود هذه الخلافات وقال إن حفتر زميل وصديق له وهو «مرحب به في أي وقت للمشاركة في المعركة». قتلى بمصراتة وانتقادات للناتو قال أحد الثوار الليبيين أمس الأربعاء إن شخصين قتلا و26 أصيبوا بجراح في قصف مدفعي شنته الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي على مدينة مصراته أمس. وأفاد الرجل الذي يدعى ناصر بمقتل شخصين وجرح 26 في هجمات بقذائف الهاون على مصراتة، موضحا «كنت في المستشفى ورأيت القتيلين وبعض المصابين» وأضاف أن طبيبا في المستشفى «أكد أيضا مقتل شخصين». وقال رجل آخر من الثوار «القوات الموالية للقذافي قصفت مصراتة لكن القصف توقف الآن.. الهجمات كانت أساسا حول الميناء ومنطقة شارع طرابلس قرب وسط المدينة». وأضاف الرجل، ويدعى عبد السلام في اتصال هاتفي مع رويترز، أن مصراتة قُصفت بنيران الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون بصفة أساسية في شارع طرابلس ومنطقة الميناء، مشيرا إلى أن القصف بدأ في العاشرة من صباح أمس وتوقف في الخامسة بعد ظهر اليوم نفسه. وأضاف عبد السلام أن الموقف يزداد سوءا كل يوم وأن عمليات حلف شمال الأطلسي كانت غير فعالة بمصراتة قائلا إن المدنيين يموتون كل يوم. وقال أيضا إنه يتعين على الحلف أن يجد سبيلا لإخراج «القناصة والعصابات المسلحة في السيارات المدنية الصغيرة». وأضاف أن الحلف يقول إن قوات القذافي تختبئ بين المدنيين وإنه لم يعد هناك مدنيون بعد في المناطق التي ترابط فيها قوات القذافي، وحث عبد السلام قوات الحلف على تدمير الممتلكات المدنية لإخراج القناصة وتلك العصابات. الحكومة الليبية تطرح حلا للأزمة أعلنت الحكومة الليبية أول أمس الثلاثاء استعدادها للقيام بإصلاحات سياسية، لكنها شددت في الوقت نفسه على بقاء العقيد معمر القذافي قائدا للبلاد للحفاظ على وحدتها وإطلاق أي تغييرات. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية إن الشعب الليبي وليس أي دول أخرى هو من يقرر مستقبل القذافي، مؤكدا أنه لا مانع في مشاركة حكومات أجنبية في حوار متبادل بشأن الإصلاحات في بلاده. وشدد إبراهم على استعداد الحكومة الليبية لحلول سياسية، حتى تلك العروض والمقترحات التي تطالب بأشياء تعتبر شأنا ليبيا خالصا يقرره الشعب الليبي. وبدأت الاحتجاجات في ليبيا منذ شهرين ضد حكم القذافي المستمر منذ 42 عاما تحولت إلى انتفاضة مسلحة سيطر خلالها الثوار على معظم مناطق شرق ليبيا، بينما لا تزال الحكومة تسيطر على العاصمة طرابلس ومناطق الغرب. وأكد إبراهيم استعداد بلاده للقيام بإصلاحات مثل انتخابات أو تغييرات ديمقراطية أو حرية الصحافة أو الشفافية، لكنه شدد على أنه يجب أن يقود القذافي هذا للأمام. وقال «نعتقد بأنه «القذافي» مهم للغاية لقيادة أي انتقال إلى نموذج ديمقراطي وشفاف». وكان التليفزيون الليبي قد بث في وقت سابق أمس صورا تلفزيونية ذكر إنها للقذافي وهو يحيي مؤيديه عبر سقف سيارة بيضاء تقله في مجمع باب العزيزية في طرابلس وحاول حراسه منعهم من التجمع حول السيارة. مسؤول أميركي ببنغازي قال مسؤول أمريكي أول أمس الثلاثاء إن مبعوثا أمريكيا وصل إلى بنغازي في محاولة لزيادة المعرفة بالمعارضة الليبية وبحث الطريقة التي يمكن بها للولايات المتحدة أن تساعدها في الوفاء بحاجاتها المالية. وتعكس زيارة كريس ستيفنز النائب السابق لرئيس البعثة في السفارة الأمريكية في طرابلس جهود الولاياتالمتحدة لتعميق اتصالاتها مع المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات العقيد الليبي معمر القذافي. وتحافظ القوة الجوية بقيادة حلف شمال الأطلسي على توازن القوى في ليبيا وتمنع قوات القذافي من التغلب على الانتفاضة المستمرة منذ سبعة أسابيع لكنها لم تتمكن في الوقت الراهن من منح المعارضين نصرا صريحا. ورغم أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اجتمعت مرتين مع مسؤول كبير من المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية فلم تحذ الولاياتالمتحدة حذو حليفتيها فرنسا وايطاليا في الاعتراف الرسمي بالمجلس. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم ما زالوا يجمعون معلومات عن المعارضة وأهدافها رغم أنهم أشادوا بالتزامها المعلن بالديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال المسؤول الأمريكي «انه «المبعوث» هناك للتعرف على أعضاء المجلس الوطني الانتقالي». وأضاف أن ستيفنز سيحاول التعرف على نوع النظام السياسي الذي تعتزم المعارضة إقامته وكيفية مساعدة المجلس الوطني الانتقالي على دفع المستحقات المالية في ظل العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. وتابع «نقر بأن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج للأموال لمواصلة عمله وسنبحث السبل التي نستطيع من خلالها مساعدته». وقال إن الفكرة تدور حول بحث القيام بذلك «من خلال المجتمع الدولي مع أخذ التحديات التي تمثلها العقوبات في الاعتبار». وأضاف إن ستيفن يعتزم أيضا بحث تقديم مساعدات إنسانية للمعارضة. أنباء تتحدث عن رفع علم الاستقلال بباب العزيزية قالت مصادر مؤكدة لصحيفة (ليبيا اليوم) أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت يوم الخميس الماضي (31 مارس) عملية نوعية لشباب 17 فبراير، حيث تطوع أحد شبابها ورفع علم الاستقلال أمام باب العزيزية (القيادة) فأطلق عليه حرس القيادة النار فهرب بسيارته، فلحقت به أربعة سيارات من كتائب حرس باب العزيزية وطاردوه حتى جرهم إلي أزقة المدينة ليجدوا كمين قد نصبه لهم الثوار فأطلقوا عليهم وابل من الرصاص فيقتل جميع أفراد حرس الكتائب واستولى الثوار على أسلحتهم، دون أن يصاب أحدهم. وأضاف المصدر أن شباب ثورة 17 فبراير قاموا يوم السبت الماضي بالهجوم على مقر للجان الثورية (المثابة الأم المقابل لجامع القدس) فأطلقوا الرصاص على حرس المقر وأجبروهم على الهروب واستولوا على ثلاثة بنادق كلاشنكوف وثلاثة دروع واقية من الرصاص. في سياق آخر، يبدو أن الممرضات الأوكرانيات اللاتي كن يعملن لدى الزعيم الليبي معمر القذافي لا زلن متعلقات به، خاصة وأنه كان يغدق عليهن الأموال للتسوق في المحلات الفخمة ويهديهن ساعات ذهبية، حسبما صرحت إحداهن. وقالت الممرضة أوكسانا بالينسكايا في تصريحات لصحيفة «كومسومولسكايا جازيتا» الروسية الصادرة أمس: «كل عام في يوم الفاتح من أيلول سبتمبر، ذكرى تولي القذافي - الحكم، يحصل كل موظف لديه على ساعة ذهبية إيطالية عليها صورته. وذكرت بالينسكايا أنه كان يعمل لدى القذافي ست ممرضات أوكرانيات عدن قبل بضعة أيام إلى موطنهن، موضحة أن رئيسة الممرضات لم تكن الأوكرانية غالينا كولوتنيتسكايا، التي قال عنها دبلوماسيون أميركيون إنها كانت «على علاقة رومانسية» بالقذافي، بل كانت صربية تدعى دراغا.