استهلت مجموعة اتصالات المغرب عام 2025 بمؤشرات نشاط وضعتها أمام تحدي الاستمرار في نهج تحسين الأداء الذي اعتمدته طوال 2024، رغم الظرفية التنافسية الشديدة. وأعلنت المجموعة أنها نجحت في الربع الأول من السنة الجارية في توسيع قاعدة عملائها بنسبة 3.6 في المائة، لتقترب من عتبة 80 مليون مشترك، وهو ما يعكس مدى قدرة اتصالات المغرب على جذب مستخدمين جدد إلى خدماتها المتنوعة، مع حفاظها على ولاء الزبائن الحاليين. وبالرغم من تراجع أنشطة الهاتف النقال وتقنية "ADSL" في السوق المغربية، إلا أن المجموعة عوضت هذا الانخفاض جزئيًا بنمو قاعدة مشتركي الألياف البصرية الثابتة (FTTH)، مما أسهم في استقرار رقم المعاملات الإجمالي. كما شهدت فروع "Moov Africa" ارتفاعًا في رقم المعاملات بنسبة 4.1 في المائة، مدفوعة بزخم استخدام البيانات عبر الهاتف النقال، وتوسع خدمات الألياف البصرية وخدمات الدفع عبر الهاتف (Mobile Money)، ما أتاح لهذه الفروع إفادة جديدة من أسواق شابة واعدة في القارة الإفريقية. وعلى صعيد الربحية، بلغ صافي الأرباح التشغيلية للمجموعة (EBITDA) نحو 4.4 مليارات درهم، محققًا هامشًا يقارب خمسين في المائة من رقم المعاملات، في مؤشرٍ واضحٍ على فعالية استراتيجية تحسين التكاليف ومراقبة النفقات التي عززت متانة النتائج المالية. وقد أكدت اتصالات المغرب أن الجهود المستمرة للترشيد المالي والدعائم التي وضعتها لخفض تكاليف التشغيل ستستمر لتعزيز هذا المستوى العالي من الربحية. وفي خطوة استراتيجية لتعجيل وتيرة الانتقال الرقمي في المملكة، وقّعت اتصالات المغرب شراكة هامة مع شركة إنوي، تروم إنشاء مشروعين مشتركين مملوكين بالتساوي (50-50): الأول يحمل اسم "FiberCo" ويُعنى بنشر الألياف البصرية، ويهدف إلى توفير مليون مقبس خلال عامين، و3 ملايين خلال خمس سنوات. أما المشروع الثاني "TowerCo" فيركز على تسريع نشر شبكة الجيل الخامس عبر بناء وتجديد 2000 برج خلال ثلاث سنوات، و6000 برج في عشر سنوات. ويُقدر حجم الاستثمار في المرحلة الأولى الممتدة لثلاث سنوات ب4.4 مليارات درهم، مع التزام بفتح هذه البنى التحتية السلبية أمام جميع المشغلين المرخصين، شريطة حصولها على ترخيص من الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات. كما تضمنت الاتفاقيات التنازل عن أي طعون قانونية أمام محكمة النقض، مع تخفيض مبلغ التعويض إلى 4.38 مليار درهم مقارنةً بتمكين إنوي من 6.38 مليار درهم في 2024، مما يؤسس لعهد جديد من التعاون بين أكبر مشغلي القطاع في المغرب. وتبقى اتصالات المغرب ماضية في سياستها الاستثمارية الهادفة إلى تعزيز انتشار الإنترنت عالي السرعة، وتجهيز شبكاتها المستقبلية تقنيًا لاستقبال خدمات الجيل الخامس، سواء على الصعيد المحلي أو عبر فروعها الدولية. ويؤكد القادة في المجموعة أن إطلاق منتجات وخدمات مبتكرة، إلى جانب الشراكات الكبرى، سيُعيد دينامية النمو إلى الأسواق الواعدة، ويعزز قدرات المجموعة التنافسية في مواجهة متطلبات الاقتصاد الرقمي المتسارع.