أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أمس الاثنين، أن الائتلاف الدولي شن هجوما صاروخيا على مقر للقذافي في (باب العزيزية)، في طرابلس كان يؤوي مركز قيادة وتحكم للقوات الليبية. ليبيون يحفرون قبورا في طرابلس (أ ف ب) وأضافت أن الائتلاف الدولي المؤلف من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا مازال يواصل العمل بقرار مجلس الأمن رقم (1973 ) الخاص باستهداف مواقع تشكل خطرا مباشرا على الشعب الليبي وتعيق إقامة منطقة الحظر الجوي. وقالت (بي.بي.سي) إن انفجارات قوية هزت العاصمة الليبية، الليلة الماضية، احدها في منطقة (باب العزيزية)، حيث يقيم القذافي وتصاعدت سحب الدخان فيما سمع دوي المضادات الأرضية. وتستعد قوات التحالف الدولي لمرحلة جديدة في هجومها على ليبيا، الذي بدأ بتفويض من الأممالمتحدة. وأعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال (مايكل مولن)، أن المرحلة الأولى من الحملة حققت "نجاحا" وسمحت بإقامة منطقة للحظر الجوي. وكان أعلن مسؤول رفيع في البنتاغون أن قدرات الدفاع الجوي الليبي "أصيبت بأضرار كبيرة" جراء الضربات التي وجهها التحالف الدولي, ما أتاح فرض منطقة الحظر الجوي "في شكل فعلي". وقال الأميرال، بيل غورتني، نائب مدير الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي إن "الضربات كانت فاعلة جدا وأصابت أنظمة الدفاع الجوي لنظام" معمر القذافي "بأضرار كبيرة". وأوضح أن التهديد الرئيسي للطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، التي تدخلت حتى الآن في ليبيا تشكله صواريخ (اس ايه 5 ) (أرض جو) بعيدة المدى, ولكن "جرى تقليص قدرة (قوات القذافي) على إطلاقها بشكل كبير". وأضاف غورتني أنه لم تصدر من القوات الجوية الليبية إشارات تحرك, لافتا إلى أن إشارات الرادار لرصد الطائرات العدوة توقفت في مواقع الدفاع الجوي، التي استهدفتها الضربات. وأطلقت القوات الأميركية والبريطانية، السبت الماضي، ما مجموعه 124 صاروخا من طراز توماهوك على هذه المواقع. وأكد غورتني أن تدمير غالبية أنظمة الدفاع الجوي الليبي أتاح فرض منطقة الحظر الجوي في شكل فعلي. وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، عارض، ليلة أول أمس الأحد، أي ضربة عسكرية تستهدف الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وحول إمكانية استهداف قوات الائتلاف الدولي مباشرة القذافي بعد تدمير قدراته العسكرية, اعتبر غيتس أن على الائتلاف احترام قرار مجلس الأمن الدولي، الذي سمح باستخدام القوة لحماية المدنيين في ليبيا. وقال لصحافيين كانوا يرافقونه في طائرة أقلته إلى روسيا حيث من المقرر أن يقوم بزيارة رسمية "أرى من المهم التحرك ضمن إطار تفويض قرار مجلس الأمن الدولي". وأشار إلى أن التدخل ضد ليبيا قاده "ائتلاف متنوع جدا" وتوسيع أهداف هذا التدخل قد يؤثر على الإجماع الذي حظي به حتى الآن قرار مجلس الأمن. وأضاف "إذا ما بدأنا بزيادة الأهداف, أعتقد أن هذا الأمر سيطرح مشاكل (...) سيكون من الخطأ وضع أهداف لن نتمكن حكما من تحقيقها". من جهة أخرى، أعربت الحكومة الكوبية عن إدانتها القوية للتدخل العسكري الأجنبي "في النزاع الليبي الداخلي". ودعت الحكومة الكوبية في بيان صدر، أول أمس الأحد، إلى الحوار والتفاوض مشيرة إلى "حق الشعب الليبي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره دون تدخل خارجي" . واتهمت وزارة الخارجية الكوبية القوى الغربية بخلق ظروف "مهدت لهذا العدوان العسكري", معتبرة أن ما حدث في ليبيا "يمثل تلاعبا خطيرا بميثاق الأممالمتحدة وسلطة مجلس الأمن الدولي".