العقيد يهدد وخارجيته تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن تحذير فنزويلي وروسي وتأسف صيني وتنديد إفريقي طلبت ليبيا صباح أمس الأحد عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد ما وصفته بالعدوان الفرنسي البريطاني الأميركي الذي وقع عليها باعتبارها دولة مستقلة عضوا في الأممالمتحدة. وأصدرت وزارة الخارجية الليبية بيانا قالت فيه «تطلب الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد وقوع عدوان فرنسي بريطاني أميركي على ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأممالمتحدة، وهو أمر يهدد الأمن والسلم الدوليين». وذكر البيان «بهذا العدوان الجوي والبحري الصاروخي الفرنسي البريطاني الأميركي الذي استهدف عديد المناطق المدنية في غرب البلاد، وأوقع ضحايا مدنيين وألحق أضرارا بمرافق مدنية من بينها طرق ومستشفيات ومطارات. انتهى مفعول القرار 1973 الخاص بفرض منطقة حظر جوي، وأصبح من حق ليبيا أن تستخدم الطيران العسكري والمدني دفاعا عن النفس بعد أن أسقطت فرنسا منطقة الحظر الجوي». القذافي يهدد وكان العقيد الليبي معر القذافي أكد أول أمس السبت أنه سيسلح المدنيين للدفاع عن ليبيا إزاء ما وصفه «بالعدوان الاستعماري الصليبي» الذي تشنه دول غربية وجهت مساء أمس ضربات جوية إلى أهداف عسكرية تابعة للنظام الليبي. وقال القذافي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي بعد ساعات من بدء الهجمات «يجب الآن فتح المخازن وتسليح كل الجماهير بكل أنواع الأسلحة دفاعا عن استقلال ليبيا ووحدتها وشرفها». وأضاف أن «ليبيا ستمارس حق الدفاع عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة». وتابع «ندعو شعوب ومواطني الأمة العربية والإسلامية وآسيا وأفريقيا للوقوف مع الشعب الليبي البطل لتصديه لهذا العدوان الذي لا يزيد الشعب الليبي إلا قوة وصلابة ووحدة في جبهة وطنية متحدة». وهدد القذافي بأن منطقة «البحر المتوسط وشمال أفريقيا أصبحت الآن ساحة معركة»، وقال إن «مصالح الدول في المنطقة ستكون في خطر من الآن فصاعدا». وكانت اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي (وزارة الخارجية) قد حذرت مساء السبت من أن الأهداف البحرية والجوية «المعادية» في البحر الأبيض المتوسط ستكون عرضة لعمليات عسكرية، بعد قصف التحالف الغربي لمواقع تابعة لنظام القذافي. وقالت اللجنة في بيان لها «إنه بعد قيام فرنسا بقصف أهداف مدنية في الجماهيرية العظمى، وجب التنبيه إلى أن الأهداف البحرية والجوية المعادية وكذلك الرحلات الجوية في البحر المتوسط، ستصبح في خطر وعرضة للعمليات العسكرية الجارية». دعوة إفريقية دعت مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى «الوقف الفوري» للعمليات العسكرية في ليبيا، مشيرة إلى أنها لم تحصل على الإذن بزيارة ليبيا أمس الأحد. ودعت اللجنة رفيعة المستوى التي كلفها الاتحاد الأفريقي بحل الأزمة في ليبيا في بيان لها عقب اجتماعها في موريتانيا، السلطات الليبية إلى ضمان وصول المعونات الإنسانية إلى المحتاجين، وضمان سلامة الأجانب بمن فيهم الأفارقة الذين يعيشون في ليبيا. وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن السبت معارضته «لأي تدخل عسكري أجنبي أيا كانت صيغته في ليبيا». وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز باسم الاتحاد الإفريقي في كلمة افتتح بها أعمال اجتماع اللجنة «إن حل الأزمة الليبية يجب أن ينسجم مع تعلقنا باحترام وحدة وسلامة الحوزة الترابية لليبيا، ومع رفضنا لكل تدخل عسكري أجنبي أيا كانت صيغته، وهذا ما عبرنا عنه في بيان الاجتماع رقم 265 لمجلس السلم والأمن الأفريقي». ويرأس ولد عبد العزيز لجنة الرؤساء التي شكلها الاتحاد يوم 10 مارس الجاري في ختام اجتماع لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول الوضع في ليبيا. انتقادات روسية وصينية وفنزويلية من جهة أخرى انتقد رئيس فنزويلا هوغو شافيز التدخل العسكري المدعوم من مجلس الأمن في ليبيا، واصفا إياه بأنه من أعمال «الإمبراطورية» الأميركية في محاولة للاستيلاء على النفط، في حين أعربت روسيا عن أسفها لذلك الهجوم. وندد شافيز بقوة خلال تجمع جماهيري في كراكاس بهذا العمل، قائلا إنه سيسفر عن سقوط المزيد من القتلى ونشوب المزيد من الحروب، وقال «هؤلاء هم أمراء الحرب». كما انتقد الأممالمتحدة لدورها في إضفاء الشرعية على ذلك التدخل العسكري، واقترح الاضطلاع بجهود وساطة عبر «مجموعة من أصدقاء ليبيا» بهدف الوصول إلى مخرج من هذا النزاع. يأتي ذلك بينما قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أول أمس السبت إن روسيا تدعو مجددا وبإلحاح جميع الأطراف الليبية وكذلك المشاركين في العملية العسكرية ضد ليبيا، إلى عمل كل شيء من أجل تجنب إلحاق الأذى بالسكان المدنيين، ووقف إطلاق النار والعنف في أسرع وقت ممكن. وطالبت روسيا باتخاذ كل التدابير من أجل ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية وموظفيها في ليبيا. كما طالبت بإصرار بضمان حصانة السفارة الروسية في طرابلس والمواطنين الروس في ليبيا، كما جاء في بيان لوكاشيفيتش الذي نشر في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية على الإنترنت. وأبدت الخارجية الصينية أسفها حيال بدء تنفيذ قرار العمليات العسكرية ضد نظام العقيد وأعربت عن أملها أن لا يؤدي هذا الصراع إلى تصعيد الأوضاع على نحو يفضي إلى مزيد من الخسائر البشرية. وشددت الخارجية الصينية في بيان رسمي صدر اليوم الأحد على ضرورة إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا بأسرع وقت ممكن. يشار إلى أن الصين أحجمت عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على القرار 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي يجيز استخدام القوة العسكرية إذا شكلت دولة ما تهديدا للأمن والسلم العالميين. الجيش الفرنسي ينفي إسقاط إحدى طائراته في ليبيا نفت قيادة أركان الجيش الفرنسي مساء أول أمس السبت إسقاط إحدى طائراتها في ليبيا، وذلك اثر معلومات في هذا الصدد أوردها التلفزيون الرسمي الليبي. وقال المتحدث باسم قيادة الأركان الفرنسية الكولونيل تييري بوركهارد «إننا ننفي هذا الأمر، كل الطائرات التي أقلعت اليوم عادت» سالمة. وأكد التلفزيون الليبي في وقت سابق أن الدفاع الجوي الليبي قام بإسقاط طائرة فرنسية فوق طرابلس. وكان مسؤول عسكري أميركي كبير أعلن أن الولاياتالمتحدة أطلقت السبت صواريخ عابرة من نوع توماهوك على مواقع لاسلحة ليبية مضادة للطيران لتسهيل قيام قوات التحالف بفرض منطقة الحظر الجوي في ليبيا. وقال هذا المسؤول الكبير رافضا الكشف عن هويته «أن القسم الأكبر من الضربات الأولى استهدف الساحل لان أنظمة الدفاع الجوي تتواجد هناك». نساء وأطفال تشكل دروعا بشرية لحماة القذافي مع بدء العملية العسكرية الدولية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، نقلت وسائل الإعلام الليبية والعالمية تقارير تظهر قيام العشرات من الليبيين بالتجمع مع أطفالهم أمام مقر إقامة العقيد معمر القذافي في العاصمة طرابلس وعدد من المنشآت والمطارات المدنية والعسكرية في مدن مختلفة، مشكلين دروعاً بشرية لحمايتها من القصف. ووصل عدد كبير من الليبيين بعد ظهر أول أمس إلى مقر القذافي في منطقة باب العزيزية في طرابلس، وانضمت إليهم عائشة ابنة القذافي، كما سُمعت أصوات مكبرات الصوت وهي تبث أغاني تمجد القذافي. وعرض المئات من أنصار القذافي أنفسهم كدروع بشرية لحماية الزعيم الذي يعشونه وهم يرقصون على أغنية «زنقة زنقة» المقتبسة من كلمة أدلى بها الزعيم الليبي في مطلع الانتفاضة الشعبية في 17 فبراير الماضي تمكن خلالها المحتجون من احتلال مدن عدة. وقال الحشد، وبينهم نساء وأطفال، أنهم جاءوا لحماية مقر العقيد من قصف محتمل كدروع بشرية قائلين: «إذا أرادوا ضرب معمر القذافي فعليهم ضربنا أولاً فنحن كلنا معمر قذافي». كما أطلق المتجمعون الألعاب النارية في السماء، واتجه بعضهم إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء تحدياً للعملية العسكرية التي بدأتها قوات الحلفاء عقب شن الطائرات الحربية غارات جوية في الشرق الليبي لوقف تقدم القوات التابعة للقذافي لمهاجمة مدينة بنغازي التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون. ونقل موفد قناة روسيا اليوم عن سكان طرابلس أملهم عدم توجيه أي ضربات، وأنهم يعتبرون قرار التدخل العسكرى فى بلادهم غير مبرر، وسيؤدى إلى سفك الدماء. وتوجه الليبيون أيضاً إلى عدد من المطارات في طرابلس وسرت وغدامس وسبها والجفرة وشكلوا سلاسل دروع بشرية في محاولة استباقية منهم لمنع فرنسا من قصف هذه الأهداف. وكان مصدر ليبي مسؤول قال ليونايتد برس إنترناشونال أن هذه الدروع البشرية ستتشكل خارج وداخل هذه المطارات والمواقع التي يستعمل البعض منه كمطارات مدنية وعسكرية في آن. وقال المصدر أن باب العزيزية كان أحد الأماكن التي توجه إليها الليبيون رجالا ونساء وشيوخ وأطفال وهم يحملون صور القذافي ويرددون الهتافات المؤيدة له والمؤكدة على استعدادها لحمايته والدفاع عنه وعن بلادهم في مواجهة التدخل الأجنبي في شؤونها. وتقوم الفضائية الليبية بين الحين والآخر بنقل مباشر لهذه الحشود الموجودة في الأماكن المذكورة. وفي تاجورا البلدة المجاورة للعاصمة طرابلس والتي تعد موطن الانتفاضة المناهضة للقذافي، تذمر أحد السكان أنه رغم حظر الطيران فان المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الطيران الليبي، تقلع من قاعدة عسكرية مجاورة وتتجه نحو الجبهة الشرقية حيث المتمردين. قتلى وجرحى في العمليات العسكرية كان البنتاغون قد أعلن إن قوات بريطانية وأميركية أطلقت 110 من صواريخ البر الهجومي من طراز «توماهوك» وبدعم من ضربة جوية فرنسية استهدفت دبابات وعربات مدرعة ليبية فيما وصف بالمرحلة «الحركة» من عملية القصف التي تستهدف شل الدفاعات الجوية الليبية. كما نفدت طائرات بريطانية من طراز «تورنادو» GR4، ومقرها قاعدة سلاح الجو الملكي في نورفولك، عمليات خلال الليل، فتفاصيل عملية استهداف البني التحتية للجيش الليبي جرى رسمها طيلة الأسبوع باستخدام صور الأقمار الصناعية وطلعات استكشافية نفذتها طائرات مراقبة أميركية وبريطانية، لرصد ومراقبة تحركات واتصالات كتائب القذافي. وكان الأدميرال صامويل لوكلير، قائد قوات التحالف المشتركة الأميركية، ومقرها نابلس في إيطاليا، الذي عين قائداً لقوات التحالف قد أعطى أوامره بسحق الماكينة العسكرية للعقيد القذافي وخلق منطقة حظر طيران عقب قمة باريس، وتدمير أنظمة الرادار والدفاعات الجوية الليبية هي أول مرحلة من تلك العملية. وأعلن التلفزيون الليبي أن 48 شخصاً قتلوا في تلك الهجمات، وهي مزاعم لا يمكن التأكد منها بصورة مستقلة. وقد تعهد القذافي مساء أمس بالدفاع عن بلاده ضد ما أسماه ب»العدوان الصليبي» وحذر من أن القوات الدولية ستعرض منطقة المتوسط وشمال أفريقا للخطر وتهدد المدنيين. دعوة لإحترام القانون الدولي الإنساني في إطار متصل حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول أمس السبت من المخاطر التي يواجهها المدنيون في ليبيا حيث تدور معارك عنيفة، ودعت كل أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي. وقالت اللجنة التي تتخذ من جنيف مقرا في بيان «في حين تشن القوات الدولية أولى ضرباتها الجوية، تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل الأطراف-القوات الدولية وقوات الحكومة الليبية والمعارضة إلى الامتثال بشكل صارم لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني». وعملا بتفويضها، تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف إلى العمل خصوصا بما يؤدي إلى التمييز في كل الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، وذكرت بان استخدام دروع بشرية محرم بتاتا. وقال ايف داكور مدير عام اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البيان إن «القانون الدولي الإنساني يحظر بشكل صارم كل هجوم يستهدف السكان المدنيين مباشرة». وأضاف أن «هذا الجزء من القانون يمنع أيضا استخدام دروع بشرية». وطلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا «بإلحاح من أطراف النزاع السماح للمنظمات الإنسانية بالتوجه بكل أمان إلى مناطق المعارك والسماح للعاملين في المجال الصحي وسيارات الإسعاف بالوصول إلى الجرحى». واللجنة موجودة في شرق ليبيا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعيد اندلاع اعمال العنف قبل شهر. هدوء ببنغازي وطرابلس توقفت عمليات القصف التي ينفذها التحالف الدولي ضد أهداف عسكرية ليبية صباح أمس الأحد في طرابلس وبنغازي معقل الثورة في شرق ليبيا. وكانت اعمال القصف قد توقفت مع مطلع النهار في طرابلس ومحيطها. وساد هدوء في بنغازي في الصباح، وبدأ السكان بالعودة إليها بعد أن فروا منها السبت بسبب القصف العنيف الذي نفذته قوات العقيد معمر القذافي. وبدأ التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا قصفا جويا وبحريا عنيفا بعد ظهر السبت على أهداف عسكرية تابعة لقوات القذافي. وقد سمع دوي المدافع المضادة للطائرات في العاصمة الليبية طرابلس فجر الأحد. وقالت وكالة رويترز إن دوي المدافع تبعته عدة انفجارات وإطلاق نار. وقال التلفزيون الليبي في وقت لاحق إن قوات «العدو الصليبي» (وهي كنية للتحالف الغربي) قصفت في الساعات الأولى لأمس الأحد بالطائرات والصواريخ عدة أهداف في العاصمة الليبية. وكان مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي قد قال في وقت متأخر من يوم السبت إن القصف الصاروخي الذي شنته القوات الأميركية والبريطانية في وقت سابق قد أعطب إلى حد بعيد منظومة الدفاع الجوي الليبية. وقال المسؤول في تصريح نقلته وكالة رويترز «إن منظومة الدفاع الجوي التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي قد أصيبت بالشلل، ولكنه من السابق لأوانه التكهن بما سيفعل القذافي وقواته الأرضية للرد على ضربات السبت.» وكانت كل من الولاياتالمتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، قد بدأت هجوماً على ليبيا عصر السبت تطبيقاً لقرار الأممالمتحدة بفرض حظر جوي على ليبيا. وأعلن مسؤول عسكري أميركي بارز في واشنطن أن القوات الأميركية والبريطانية أطلقت ليلة السبت أكثر من 110 صواريخ كروز من طراز توماهوك على أهداف في ليبيا. وقال الأميرال وليام جورتني للصحفيين في البنتاجون إنه «في وقت سابق من عصر اليوم، استهدفت أكثر من 110 صواريخ كروز من طراز توماهوك أطلقتها سفن وغواصات أميركية وبريطانية 20 منشأة ليبية للدفاع الجوي في البر الليبي.»