من المرتقب أن تدخل العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي على ليبيا منعطفا جديدا عقب رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم الإثنين، استبعاد إمكانية استهداف الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في الضربات الجوية الموجهة ضد النظام الليبي. وتستعد قوات التحالف الدولي لبدء مرحلة جديدة في هجومها على ليبيا الذي بدأ أول أمس بتفويض من الأممالمتحدة ٍمن قبل قوات التحالف، بعد أن أكد وزير الخارجية البريطاني عدم استبعاد استهداف الزعيم الليبي، موضحا أن ذلك " يعتمد على الظروف" . وجاءت تصريحات وليام هيغ عقب إعلان وزير الدفاع اللبريطاني وليام فوكس، أن القذافي قد يكون هدفا شرعيا للحملة العسكرية الدولية التي بدأت، أول أمس السبت، لتنفيذ وقف إطلاق النار ومنطقة حظر طيران لحماية المدنيين الليبيين. وأكد وليام هيغ في تصريح لإذاعة ال( بي بي سي) "أن الاستهداف الذي نقوم به خلال هذه الضربات سيكون دائما متطابقا مع قرار الأممالمتحدة الذي يؤكد بالطبع على حماية السكان المدنيين". وأضاف "لا أريد الخوض في تفاصيل الأشياء أو الأشخاص الذين يمكن أن يستهدفوا". وردا على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا لديها تخويل بقتل القذافي إذا ما واصل مهاجمة شعبه، قال هيغ "لن أصدر تكهنات حول الأهداف .. كل شيء يعتمد على الظروف في وقتها". واستؤنفت اليوم الإثنين العمليات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على ليبيا بموجب القرار رقم (1973) القاضي باستهداف مواقع تشكل خطرا مباشرا على الشعب الليبي وإقامة منطقة حظر جوي في ليبيا . وأعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية العقيد تيري بوركار، عن استئناف العمليات الجوية الفرنسية في ليبيا، صباح اليوم الإثنين، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 القاضي بفرض منطقة حظر جوي في الأجواء الليبية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ. إف. ب) عن المتحدث قوله إن الطائرات الفرنسية لم تحلق في الأجواء الليبية طوال الليل، لكنها استأنفت عملياتها عند الصباح. وأضاف المتحدث أن تعزيز التحالف بمشاركة طائرات من دول أخرى يؤدي " إلى تقاسم المسؤوليات" في سير العمليات. من جهتها، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أن قوات الائتلاف الدولي أطلقت هجوما صاروخيا على مقر للعقيد معمر القذافي في (باب العزيزية) في طرابلس كان يؤوي مركز قيادة وتحكم للقوات الليبية. وأضافت أن الائتلاف الدولي المؤلف من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا مازال يواصل العمل بقرار مجلس الامن رقم (1973) المتعلق باستهداف مواقع تشكل خطرا مباشرا على الشعب الليبي وتعيق إقامة منطقة الحظر الجوي. وذكرت (بي.بي.سي) أن انفجارات قوية هزت العاصمة الليبية الليلة الماضية أحدها في منطقة (باب العزيزية)، حيث يقيم القذافي وتصاعدت سحب الدخان فيما سمع دوي المضادات الأرضية. وأعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال (مايكل مولن)، أمس الأحد، أن المرحلة الأولى من الحملة حققت "نجاحا" وسمحت بإقامة منطقة للحظر الجوي. وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات البريطانية شاركت أمس في "غارة منسقة على أنظمة الدفاعات الجوية الليبية" . وقال الجنرال جون لوريمر من هيئة أركان القوات المسلحة البريطانية في بيان صادر عن وزارة الدفاع "يمكنني التأكيد أن القوات المسلحة البريطانية شاركت في غارة جديدة منسقة ضد أنظمة الدفاع الجوي الليبي". وأضاف البيان "للمرة الأولى أطلقت المملكة المتحدة من المتوسط صواريخ توماهوك من غواصة من طراز ترافالغار في إطار خطة منسقة للائتلاف . وأعلن سلاح الجو الدانماركي أن أربع مقاتلات دانماركية من طراز "إف 16" شاركت أمس، في العمليات التي شنها الائتلاف الدولي في أجواء ليبيا وعادت إلى قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقلية جنوب إيطاليا. وقال لارس سكيولدان المتحدث باسم سلاح الجو الدانماركي، في تصريح صحفي، "كانت لدينا أربع (مقاتلات) إف 16 في سماء ليبيا، أمس، مهمتها كانت طويلة واستمرت نحو خمس ساعات". وأوضحت وزيرة الدفاع الدانماركية غيتي ليلوند بيك لوكالة الأنباء الدانماركية (ريتزاو) أن مهمة المقاتلات الأربع تكللت بالنجاح.