الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    أخبار الساحة    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    أجماع يعرض جديد حروفياته بمدينة خنيفرة    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025        أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجآت الصراع على الساحة الليبية
تحديات المستقبل وأطماع قوى الاستعمار
نشر في العلم يوم 29 - 08 - 2011

يحتد مع مرور الأيام الجدل الذي يدور بين المحللين وأجهزة الرصد العالمية المختلفة حول التطورات الممكنة للوضع في ليبيا بعد تمكن القوات المعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي ليلة السبت الأحد 20 -21 أغسطس من السيطرة على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية طرابلس تحت غطاء الدعم الجوي لحلف شمال الأطلسي وبمساعدة مئات من جنود القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية والأمريكية ووحدات عسكرية أردنية وقطرية.
الخلاف بين المحللين يعود في جزء منه إلى عنصر المفاجأة الذي طبع الصراع الدائر في هذا الجزء من شمال أفريقيا.
فقبل شهر تقريبا كانت قيادات حلف شمال الاطلسي تتحدث عن المأزق الليبي وصعوبة الحسم، ولكن مع نهاية شهر أغسطس تبدلت الصورة، ودخلت قوات المعارضة طرابلس.
يوم الاثنين 25 يوليو 2011 أقر الاميرال الامريكي مايكل مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بأن الحلف الأطلسي يواجه «طريقا مسدودا» في حملته العسكرية في ليبيا
التي تحمل أسم عملية الحامي الموحد.
وصرح مولن، في موجز صحافي في واشنطن وصف أنه الأخير قبل تقاعده «نحن وبشكل عام نواجه طريقا مسدودا».
وفي اشارة الى الغارات التي يشنها الاطلسي، ذكر مولن ان الحلف «تمكن من اضعاف قوات القذافي بشكل كبير»، مشيرا أنه «تمت ممارسة مزيد من الضغوط»، وأضاف «على المدى الطويل اعتقد ان الاستراتيجية ستنجح.. في الاطاحة بالقذافي من السلطة».
في ذلك التوقيت وفي واشنطن ذكرت مصادر مقربة من البنتاغون أن الجنرال مارتن دمبسي الذي من المقرر أن يتولى رئاسة هيئة الاركان الاميركية المشتركة ابتداء من 30 سبتمبر 2011 يقدر أنه على حلف الاطلسي أن يتدخل عسكريا وبكثافة بقواته البرية في ليبيا، وأنه إن لم يمكن تحقيق ذلك فإنه من الأفضل أن تنفض واشنطن يدها كليا من الصراع في ليبيا.
التدخل البري
يوم الأربعاء 24 أغسطس كشف مسؤول في حلف شمال الأطلسي، لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن قوات خاصة من كل من بريطانيا، وفرنسا، والأردن، وقطر، موجودة على الأرض في ليبيا وأجرت عمليات في طرابلس والمدن الأخرى لمساعدة قوات المعارضة.
وذكر المسؤول أن «القوات البريطانية، على وجه الخصوص،» ساعدت وحدات المقاتلين في «تنظيم أنفسهم بشكل أفضل للقيام بعمليات،» بينما ساعدت القوات القطرية والفرنسية في عملية «التسلح».
وقد تنقل أفراد في هذه القوات الدولية مع وحدات المقاتلين عبر المدن في مختلف أنحاء ليبيا وأثناء تقدم المعارضة إلى طرابلس.
ورفض المسؤول الكشف عن اسمه بسبب حساسة المعلومات الاستخبارية، وأضاف أن تلك القوات «وفرت أيضا معلومات للطائرات الحربية التي تجري غارات جوية وتقوم بمهمات استطلاعية في طرابلس
وتابع «لقد كان لهذا أهمية خاصة في الأيام الأخيرة في العاصمة، بعدما تجمع المقاتلون باتجاه طرابلس.. لقد ساعدت القوات الثوار في مجال الاتصالات قبل أن تشن الهجوم على العاصمة».
مصادر ليبية ذكرت أن طائرات أمريكية مزودة بأحدث معدات التعتيم الإلكتروني وتمهيدا للهجوم على طرابلس شوشت على اتصالات القوات النظامية الليبية وبعثت أخبارا مضللة على الهواتف وشبكات الاتصال. في نفس الوقت قامت سفن إنزال تابعة للحلف بنقل مقاتلين إلى سواحل قريبة من طرابلس وخلف خطوطها الدفاعية.
وأفاد سكان في طرابلس ليلة هجوم المعارضة، ان شبكة الانترنت عادت فجأة للعمل بشكل طبيعي للعموم في المدينة للمرة الاولى منذ انطلاق اعمال العنف في منتصف فبراير،
وقال أحد سكان حي تاجوراء شرق طرابلس «لفرانس برس» ان خدمة الانترنت السريع «تعمل مجددا في كل الحي».
19877 غارة جوية
يوم الإثنين 22 أغسطس اعلنت وزارة الدفاع الامريكية الاثنين ان الولايات المتحدة نفذت 5316 طلعة جوية في ليبيا منذ بداية العمليات العسكرية رسميا في هذا البلد في 19مارس 2011، ما يشكل نحو 27 في المئة من مهمات الحلف الاطلسي.
واوضح البنتاغون انه من أصل 19 الفا و877 طلعة جوية للحلف، نفذت الطائرات الامريكية 5316 طلعة حتى 22 اغسطس بينها نحو 400 خلال الايام ال12 الاخيرة.
ووصل عدد الضربات الجوية الى 1210 القت خلالها الطائرات 262 قنبلة او صاروخا بينها 101 من طائرات بدون طيار «بريداتور».
واوضح العسكريون الامريكيون انهم استهدفوا خصوصا المراكز الدفاعية المضادة للطائرات. ونشرت فوق ليبيا بشكل دائم اربع طائرات بدون طيار من طراز بريداتور وطائرة بدون طيار للاستطلاع من طراز غلوبال هوك.
واوضح البنتاغون ان كلفة العمليات بالنسبة الى الولايات المتحدة ارتفعت الى 896 مليون دولار في 31 يوليو.
كما شملت المساعدة الامريكية تسليم قطع غيار وذخائر ومحروقات لبعض الحلفاء الذين شاركوا في العملية بقيمة اجمالية وصلت الى 222 مليون دولار.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة يوم الأحد 21 أغسطس ان الولايات المتحدة كثفت في الايام الاخيرة نشاطاتها الجوية حول طرابلس مستخدمة طائرات بدون طيار مزودة باسلحة مما ساهم في ترجيح الكفة لمصلحة المتمردين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تحددهم ان الطيران الأمريكي فرض في الايام الاخيرة مراقبة دائمة فوق وحول المناطق التي كانت تسيطر عليه القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.
واضافت ان هذه الغارات لم تدمر فقط البنى التحتية العسكرية للنظام بل قلصت قدرة الضباط الموالين للقذافي على قيادة قواتهم، موضحة ان وحدات موالية وجدت نفسها عاجزة عن التنقل والحصول على امدادات وشن عمليات.
واعترف وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس يوم الخميس 25 أغسطس في حديث لقناة «سكاي نيوز» الخاصة بان الحلف الاطلسي يشارك في تعقب العقيد القذافي بتقديم «معلومات استخباراتيه ومعدات استطلاع».
في حين ذكرت صحيفة «الديلي تلغراف» ان عناصر في القوات الخاصة البريطانية «قاموا بدور رئيسي في التنسيق لمعركة طرابلس».
ورسميا وحتى الثلث الأخير من شهر أغسطس كانت كل من لندن وباريس تؤكدان أنه «لا توجد قوات خاصة فرنسية أو بريطانية على الارض» في ليبيا وقد أكد ذلك حتى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
لكن مع مرور الوقت واستمرار النزاع لم يعد وجودهم سرا.
مهمة القوات الخاصة البريطانية
يوم الخميس 25 أغسطس نقلت صحيفة «ذي ديلي تليغراف» البريطانية عن مصادر عسكرية تأكيدها ان عناصر من القوات الخاصة البريطانية «اس ايه اس» موجودة في ليبيا منذ بضعة اسابيع ولعبت دوراً مهماً في تنسيق سقوط العاصمة الليبية طرابلس. وقالت الصحيفة ان 22 من عناصر كتيبة القوات الخاصة في الجيش البريطاني يبحثون عن الزعيم الليبي في منطقة طرابلس مستخدمين أحدث أجهزة الرصد.
وكتب ثلاثة من مراسلي الصحيفة هم توماس هاردينغ وغوردون رينر وديمين ماكلوري تقريراً من طرابلس للصحيفة جاء فيه: «مع كون معظم العاصمة في ايدي الثوار الآن، صدر أمر إلى جنود «اس ايه اس» يرتدون ملابس مدنية عربية ويحملون نفس الاسلحة التي يحملها الثوار بان يحولوا تركيزهم نحو البحث عن العقيد معمر القذافي.
مصادر رصد ألمانية تحدثت عن وجود وحدة إسرائيلية من قوات النخبة مع القوات البريطانية في معسكر «زويتينة» على ساحل المتوسط، كما يشار إلى أن واشنطن أرسلت وحدات عسكرية من شركات الأمن الخاصة مثل بلاك ووترز التي تم تغيير اسمها إلى «زي للخدمات» للعمل في ليبيا.
محاولات التسرب
ويشار إلى أن العديد من الدول وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل تسعى لركوب حركة التطور في المنطقة العربية وتوجيهها لصالح مخططاتها. وفي هذا الإطار اشاد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز يوم الاثنين 22 أغسطس بالثورة الليبية ووصفها بالمعركة»من اجل الحرية». وقال بيريز للاذاعة العامة ان الثورة هي «انتفاضة شعبية من أجل حرية الشعب الليبي». واضاف «لو كنت ليبيا، لثرت ضد الطاغية القذافي».
يوم الأربعاء نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، تقريرا مطولاً عن الأحداث الأخيرة في طرابلس، والذي قام بإعداده مراسلها، تسور شيزاف.
وقال المراسل إن ممثلين عن الثوار هم الذين وقعوا على جواز سفره ولكنه لم يذكر ان كان جواز سفره اسرائيليا ام غربيا، ورحبوا به قائلين له، على حد تعبيره، أهلاً بك في ليبيا الحرة. وغالبا ما يزور الصحافيون الاسرائيليون الدول العربية حاملين جوازات سفر غربية.
من نفس منطق ركوب الأحداث وتسخيرها قالت صحيفة «كالكاليست»، التي تعنى بالشؤون الاقتصادية والتابعة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن هناك وكالات سفر إسرائيلية تخطط لتسيير رحلات إلى ليبيا. وبحسب مالك وكالة السفر «تونس تورز» في أسدود جنوب الكيان الصهيوني، حاييم دمري، فإنه سيكون بإمكان المواطنين الإسرائيليين زيارة ليبيا في مايو 2012 خلال احتفالات جربة في تونس.
لافتا إلى أن هناك آلاف العائلات، من المهاجرين اليهود من ليبيا، يرغبون بزيارتها، وخاصة زيارة المقابر والكنس. وزاد قائلاً إن الرحلات الجوية من تل أبيب إلى طرابلس أو بنغازي سيكون بالإمكان تحقيقها عن طريق عمان أو القاهرة أو اسطنبول أو مالطا أو باريس.
وخلص إلى القول إن المعارضة الليبية لها علاقات مع يهود إيطاليا.
على صلة بما سلف، نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مقابلة مع من أسمته بالناطق الرسمي بلسان المعارضة الليبية ومؤسس حزب ليبيا الديمقراطية، أحمد شباني، حيث قال إن ليبيا بحاجة ماسة إلى كل مساعدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك إسرائيل، كما أشار إلى أن الدولة الجديدة ستعمل على وقف تهريب السلاح من ليبيا إلى قطاع غزة عن طريق مصر، على حد قوله.
معسكر زويتينة
وكالة فرانس برس وفي تقرير لها يوم 25 أغسطس كتبت «رغم الاعلان رسميا عن «عدم وجود عناصر قوات خاصة فرنسية على الارض» في ليبيا ورغم عدم مشاهدتهم مباشرة، الا انه يمكن التعرف على وجودهم من خلال اصوات محادثات لاسلكية باللغة الفرنسية او الانكليزية تتناهى من حاوية يقال انهم يستخدمونها على شاطىء البحر.
ومن خلال نافذة الحاوية يمكن مشاهدة اطراف ملابسهم منشورة لتجف.
فالعناصر الفرنسية والبريطانية تعمل بالزي المدني على الارض في ليبيا منذ اسابيع طويلة على الجبهة الشرقية.
ويقيم هؤلاء، الذين يحمل بعضهم لحية كثة، داخل مصفاة زويتينة المتوقفة عن العمل على خليج سرت بمياهه الفيروزية.
وعلى بعد نحو 150 كلم جنوب غرب بنغازي، في شرق البلاد، تمتد هذه المصفاة على عدة كيلومترات في السهل الصحراوي.
رغم تقدم المعارضة في طرابلس وفي بعض مناطق أقصى الجنوب الليبي، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان نصر الثوار في ليبيا على نظام معمر القذافي «ليس كاملا» وعلى الحلف الاطلسي البقاء في حال تأهب وانجاز مهمته حتى النهاية. وقال «ليس هناك انتفاضة شعبية كبيرة دعما للقذافي».
مخاوف من تعميق الشرخ
تدخل القوى الأجنبية في الصراع الدائر على الأرض الليبية عقد الأوضاع بدرجة خطيرة.
جاء في تقرير لمصادر ألمانية نشرته عدة وسائل إعلامية : «الوضع على الجبهة السياسية ليس أقل غموضا من الجبهة العسكرية، إذ أن صراعا كان صامتا بدأ يطفو على السطح بين الثوار والمجلس الإنتقالي، وقد يطغى على المشهد الليبي في الأيام المقبلة.
قبل نجاح خطة «فجر عروس البحر»، التي أتاحت لقوات الثوار الدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس، ظهرت خلافات بين الرأس السياسية للإنتفاضة أي المجلس الوطني الإنتقالي وجسمها العسكري.
وبدا من تعاطي الثوار الليبيين مع المجلس الإنتقالي في موضوع اعتقال محمد النجل الأكبر لمعمر القذافي قبل فراره من قبضتهم تباعد في الرؤى بين رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل المقيم في بنغازي ورئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج. وكان لافتا أن عبد الجليل توعد الثوار بالعقاب في حال حصول أية تجاوزات ووصف بعضهم ب»المتطرفين الإسلاميين» ما أثار استغراباً لدى المراقبين لأن عبد الجليل نفسه كان يصنف من ضمن «الإخوانيين» بين أعضاء المجلس الإنتقالي.
وأبدى أحد المعارضين البارزين للقذافي في تصريح صحفي خشيته من نكء جروح قديمة، بإعتبار أن عبد الجليل وقع أيام توليه وزارة العدل في حكومة القذافي، على قرار بإعدام عبد الحكيم بلحاج، الذي كان ينتمي إلى «الجماعة الليبية المقاتلة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وفي الوقت الذي كان فيه عبد الجليل بعيدا عن طرابلس كان نائبه عبد الحفيظ غوقة في الدوحة مجتمعا مع بعض أعضاء في المكتب التنفيذي للمجلس، بينما كان يفترض أن يكون في العاصمة طرابلس بوصفه القيادة السياسية للثوار. وهنا يطرح السؤال: لمن يستمع الثوار، وما هي المرجعية التي توجههم؟
يذكر أن أعضاء المكتب التنفيذي أو حكومة المهجر، المؤلف من ثلاثة عشر عضوا، هم فقط المعروفون، فيما ظلت أسماء الأعضاء الآخرين وعددهم سبعة وعشرين عضوا طي الكتمان. ويرجح أن غالبيتهم من المنتمين إلى التيارات الإسلامية (الجماعة الإسلامية، الإخوان المسلمون، الجماعة الليبية المقاتلة...). كما أن ثوار مدينة مصراتة، ثالث المدن الليبية، يرفضون الإعتراف بالمجلس الإنتقالي. ومن الطبيعي أن لهذا التباعد بين الجانبين تداعياته العسكرية والسياسية.
أخطاء وقصاص
رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي أقر يوم الخميس 25 أغسطس بحدوث «اخطاء» في التحقيق في اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار. الا انه اضاف ان التحقيق اسفر عن نتائج وعن معرفة الجناة الذين سيتم اعتقالهم عندما لن يكون لذلك تاثير على مصالح الثورة.
وقد اغتيل اللواء عبد الفتاح يونس في 28 يوليو اثناء عودته الى بنغازي معتقلا، ليطرح تحديا سياسيا هائلا على المجلس الانتقالي. وانضم يونس الى قوات المتمردين على القذافي بعد ان كان حليفا ورفيقا للزعيم الليبي.
وتعرض المجلس لانتقادات لدوره في الاحداث التي ادت الى مقتل يونس، فضلا عن تعامله مع حادث الاغتيال نفسه.
ورغم عدم توافر التفاصيل، فمن المعروف ان عضوا بارزا بالمجلس الانتقالي وهو علي العيساوي وقع على امر بالقبض على يونس ما اثار اتهامات بان المجلس ربما ساعد في تسهيل اغتياله.
كما تعرض «وزير دفاع» الثوار جلال الدغيلي وابرز مساعديه لانتقادات لمواصلتهما جولة خارجية رغم ورود انباء اغتيال يونس.
وواجه المجلس احتجاجات غاضبة وعنيفة احيانا من جانب ابناء قبيلة العبيدي التي ينتمي اليها يونس فضلا عن مطالب بالاصلاح من مجموعات كانت في طليعة الثورة.
وتطالب قبيلة العبيدي بالقصاص, ومنذ مقتل اللواء يونس ظهرت توترات قبلية الى السطح في بلد شكلت فيه العشائرية لعقود اساس تسوية النزاعات في غياب مؤسسات قضائية فاعلة.
كما لا يمكن معرفة موقف الثوار بعد السيطرة الكامل على ليبيا من أعضاء المجلس الذين كانوا يعملون مع النظام قبل 17 فبراير، وكذلك من المنشقين الذين غادروا الحكم في الأسابيع الأخيرة، أمثال رئيس المخابرات السابق موسى كوسا ورئيس الوزراء السابق شكري غانم ووزير الأمن العام السابق نصر مبروك عبد الله ووزير النفط المستقيل أخيرا عمران بوكراع وحتى عبد السلام جلود رئيس الوزراء بين 1972 و1977، الذي كان على خلاف مع القذافي.
التحدي الاقتصادي
بالاضافة إلى التحديات السياسية يواجه الثوار الليبيون تحديا كبيرا يتمثل في انهاض اقتصاد بلادهم ومهمتهم الاولى ستكون العمل على استئناف صادرات النفط وتسيير الخدمات الاساسية مجددا.
فالخبراء يقدرون ان ليبيا، قد تحتاج لاستثمار ما يصل الى مئة مليار دولار خلال الاعوام الخمسة المقبلة لتشييد بنية تحتية متينة تجتذب الاستثمارات سواء الخارجية او الداخلية.
ويقول الحسن العاشي الخبير الاقتصادي والباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط في بيروت «اعتقد ان ليبيا ستحتاج لاستثمار ما يصل الى 20 مليار دولار كل عام على مدار الاعوام الخمسة المقبلة لتشييد بنية تحتية للخدمات الاساسية».
ويقول العاشي لفرانس برس «سيكون على الحكم الجديد ان يبدأ من نقطة الصفر.
وتابع الباحث «ليبيا امام تحديات هيكلية.. وحيث ان البلاد اعتمدت بشكل شبه مطلق على النفط، فإن تنويع الانشطة الاقتصادية وتطوير قطاع خاص سيكون امرا حيويا. كما لابد من اجراء اصلاحات اساسية».
وكان اجمالي الناتج المحلي الليبي العام الماضي قد ناهز تسعين مليار دولار، وبلغ الانفاق العام قرابة 40 مليارا منها، فيما مثل متوسط دخل الفرد 15 الف دولار سنويا في بلد عدد سكانه ستة ملايين نسمة.
ولا غنى عن استعادة الصادارات النفطية حيث تسهم عائدات النفط بنحو 95 بالمائة من مجمل عائدات البلاد.
وفي انتظار أن تعود صادرات النفط الى مستوياتها الطبيعية، وهو الأمر الذي قد يستغرق حتى عامين، فبإمكان ليبيا الاعتماد على ارصدتها الضخمة المجمدة في الخارج التي قدرها محمود جبريل بنحو 170 مليار دولار.
وجزء هام من الارصدة المجمدة هي في الولايات المتحدة وتقدر بحوالي37 مليار دولار بينما تتوزع بقيتها في شتى انحاء العالم وعلى صناديق استثمار.
ومن بين الصعوبات الاخرى التي قد تواجهها ليبيا الافتقار الى خبرة ادارة الانتعاش الاقتصادي ومن ثم ستحتاج البلاد على المدى الانتقالي الى الخبرات الدولية، بحسب العاشي.
وقبل تعطل الانتاج كانت ليبيا، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، تنتج نحو مليون و 600 الف برميل يوميا من خام النفط الخفيف منخفض الكبريت الذي يعد بين افضل انواع النفط في العالم والمناسب بشكل خاص للمصافي الاوروبية، تستخدم ليبيا 300 الف برميل يوميا منها فقط للاستهلاك المحلي.
النفط والمكافأت
وقد صرح وزير النفط الليبي السابق شكري غانم لمؤسسة بلاتس المتخصصة في بيانات الطاقة والتعدين الاثنين بالقول «لا اعتقد انهم سيتمكنون من استئناف الانتاج على الفور. ربما يجري ذلك بعد ثلاثة او اربعة اشهر غير ان العودة الى المستوى السابق للانتاج قد تستغرق عامين».
وأفاد غانم، الذي كان يرأس مجلس ادارة الشركة الوطنية الليبية للنفط من عام 2006 حتى فراره من البلاد في مايو ان بعض المنشآت الرئيسية للانتاج والنقل تضررت بسبب الحرب بينما لم يتم اغلاق بعض ابار النفط وفق الاجراءات الصحيحة.
يرى خبراء في النفط العربي حسب وكالة فرانس برس ان الذهب الاسود وبمعزل عن الخلافات السياسية، سيكون الاولوية الاولى لدى الثوار الليبيين، وذلك عبر اعادة اطلاق الصناعة النفطية المتوقفة ومكافأة حلفائهم الغربيين.
وقال فرنسيس بيران من المركز العربي للدراسات النفطية، مقره في باريس، «اي يكن الحكم، حتى ولو جاء من كوكب المريخ، سيدرك انه يتوجب قطعا اعادة اطلاق الصناعة النفطية التي يرتهن بها كل الباقي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي السياسي».
بناء ليبيا الجديدة
يقدر خبراء ان ضعف المجلس الوطني الانتقالي والصراعات الاقليمية للسيطرة على الموارد ستعقد مهمة الساعين الى بناء ليبيا ما بعد معمر القذافي.
ويرى جان ايف مواسورون الباحث في معهد الابحاث حول التنمية ان «ادارة البلاد في المستقبل ستكون صعبة للغاية».
وقال ل»فرانس برس» ان المجلس الانتقالي «ليس اطلاقا حكومة موقتة ديموقراطية تمثل الشعب الليبي لكنها تجمع لزعماء قبائل ومسؤولين سياسيين سابقين في عهد القذافي وبعض شخصيات المجتمع المدني».
ويوضح ان النزاعات بين القبائل والقادة السياسيين الذين يريدون الاستحواذ على العائدات النفطية تؤجج «نزاعات داخلية قوية للغاية» داخل المجلس الوطني الانتقالي.
وبحسب اوليفييه بلييه الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي فان ارباحا اخرى، تلك المتاتية من التبادلات التجارية مع دول الصحراء، قد تثير خلافات بين مجموعات قد تسعى الى السيطرة على الطرق التجارية.
ويضيف هذا العالم في الجغرافيا الذي زار ليبيا مرات عدة بين عامي 1999 و2006 «لكننا لسنا هنا في اطار صراع قبيلة ضد اخرى».
ويتابع «في الاوضاع المعقدة، نذهب الى ما هو ابسط. نجعل الشرق في معاداة للغرب، والقبائل في مواجهة الدولة، لكن اختصار ليبيا بهذا المنحى فقط يعني اهانة لليبيا ولليبيين».
ويشير الى ان «ليبيا قبلية وهو أمر نسمع به يوميا لكنها ليست كذلك»، موضحا ان القبائل تاقلمت مع التغيرات الاجتماعية الليبية. ومع 7 الى 8 ملايين نسمة بينهم مليونان في طرابلس ومليون في بنغازي، «لم نعد في مجتمع من البدو الذين يعيشون في خيم». ويبدي بلييه ثقته في مستوى تحضر هذا البلد حيث أن 90 في المئة من السكان يعيشون في المدن، وفي مستوى اجمالي الناتج المحلي في البلاد الذي يعتبر من الاعلى في افريقيا.
الا ان اوليفييه بلييه يتوقع تصاعد مطالب مختلفة. ويقول هذا الخبير الذي عمل على اعادة توزيع العائدات النفطية عبر مشاريع تنظيم مدني في سائر انحاء البلاد ان «مناطق تعرضت للحرمان من جانب السلطة واخرى تم اصطلاحها وتزويدها بشكل جيد باموال النفط، ثمة اختلال كبير في العدالة بين المناطق».
الا ان مواسورون يلفت الى ضرورة عدم الاستخفاف «بنفور كامن بين القبائل مع نزاعات مستمرة لم يتم حلها عبر التاريخ الا عند بروز قوى تفوق قوة القبائل» كما الحال بالنسبة للملكية (1951-1969) او مع العقيد القذافي عام 1969.
ويعتبر هذا الخبير ان سقوط النظام يعيد احياء نزاعات مصالح وطرق تنظيم للمجتمع الليبي تعود الى سنوات القرون الوسطى، في بلد يعد 140 «مجموعة اجتماعية» مقسمة في قبائل وفروع قبائل وفروع عشائر.
ويقول: «لا ارى بتاتا اي تقسيم للبلاد لكن ثمة خطر في حصول تجزئة على مستوى المناطق».
اما سعد جبار الخبير في مركز شاتام هاوس البريطاني فيقول «اعتقد ان ثمة مبالغة في تصوير تهديد الانقسام. لا مفر من وجود اناس منقسمين لكن ليس الى درجة ان نراهم يتقاتلون بين بعضهم للوصول الى السلطة».
ويضيف «ليبيا تعد قلة من السكان جميعهم مرتبطون بالمصاهرة والقبيلة والمنطقة. مستوى التعليم لديهم مرتفع. هم منصهرون نتيجة 40 عاما من الحكم الحديدي في عهد القذافي».
دعم لاستراتيجية أوباما
يقدر العديد من المراقبين أن يمثل الانتصار المتوقع لخصوم القذافي دعما قويا لاستراتيجية الرئيس الامريكي باراك اوباما المثيرة للجدل، ومن شأن هذا النصر ضرب الانتقادات التي تسخر من الرئيس الامريكي وتتهمه بتبني مقاربة «القيادة من الوراء» التي تعتمد على تحريك «الثورات العربية» في السر وجني الثمار السياسية والاقتصادية. كما أن نجاح المقاربة الأمريكية في ليبيا سيشجعها وحلف الأطلسي على تجربة نفس أسلوب التدخل العسكري في بلدان أخرى.
وقد تجنب اوباما بسياسته تكبد أي خسائر عسكرية امريكية او دخول الجيش الامريكي في مستنقع حرب جديدة في دولة مسلمة.
وقال نائب المستشار للامن القومي بن رودس لوكالة فرانس برس «منحنا المعارضة الليبية وقتا لتنظيم صفوفها وبذلك وبشكل اساسي، كانوا هم الذين اسقطوا نظام القذافي».
وبات بامكان اوباما حاليا التباهي بانه فعل ما عجز اي رئيس جمهورية قبله عن انجازه: القضاء على تهديد القذافي واسامة بن لادن المسؤولين عن مقتل الاف الامريكيين في هجمات.
ولكن انثوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قال «الجميع في الولايات المتحدة ارادوا رحيل القذافي، الا ان هذا الأمر ليس مركز الاهتمام الأمريكي».
واشار الى ان مواضيع اخرى تستحوذ على صدارة اهتمامات الامريكيين ومنها الاقتصاد والوضع في افغانستان والعراق وباكستان.
تكرار مغامرة الأطلسي
يرتقب ان يعطي نجاح الغرب في ليبيا تشجيعا للقوى التي تساند سياسة التدخل العسكري المحدود الذي لا يخلف خسائر بشرية.
وقالت جاين كينيينمونت المحللة المتخصصة بشؤون العالم العربي في معهد شاتام هاوس البريطاني ان «سقوط زعيم عربي جديد سيشجع حركات المعارضة الاخرى وسيثبت ان الامر ينسحب على دول اخرى».
واضافت «من المحتمل ان يكون خمسة قادة عرب قد سقطوا بحلول نهاية العام 2011» معتبرة ان الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد يلقيان نفس المصير مثل القذافي.
لكنها رأت ان «الجزائر هي الدولة المعنية اكثر لا سيما بسبب قربها الجغرافي مع ليبيا».
من جهته ذكر سلام الكواكبي مدير الابحاث في «مبادرة الاصلاح العربي»
واضاف «للاسف جاء انتصار الثوار الليبيين بمساعدة خارجية وهو شيء غير مقبول من طرف العديد من العرب».
وتابع «الخوف حاليا من ان تبدأ الخلافات التي حاول الثوار الليبيون اخفاءها بالظهور الى السطح وخاصة محاولة ركوب الاسلاميين موجة الثورة» معتبرا ان ذلك يشكل «عاملا مشتركا بين مصر وتونس وليبيا».
من جانبه اعتبر ابراهيم شرقية مساعد مدير معهد بروكينغز الدوحة ان تلك هي «الثورة العربية الاولى التي تنتصر بوسائل عسكرية وبمساعدة قوى اجنبية ولن تشكل نموذجا» للانتفاضات العربية الاخرى.
واضاف «انا مقتنع بان الانتفاضة السلمية ستتواصل في بقية العالم العربي»مؤكدا في الوقت نفسه ان احد ابرز التحديات التي سيكون على الثوار الليبيين مواجهتها الان هي تجاوز خلافاتهم لا سيما العقائدية.
ويشاطره في هذا الرأي الكواكبي الذي يخشى بشكل خاص من التدخلات الاجنبية في ليبيا الغد.
وقال هذا المحلل المقيم في باريس «اعتقد ان الدول التي تدخلت عسكريا رغم انها قالت انها فعلت ذلك من منطلق انساني تضع في الصورة الاسواق التي ستفتح واعادة بناء ليبيا التي هي مدينة لهذه الدول وستسدد ديونها مثل العراق».
ويرى الخبراء ان الثوار الذين يريدون استئناف ضخ النفط سيكون عليهم الا ينسوا حلفاءهم الغربيين مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا في عملية اعادة الاعمار وعقود استغلال النفط الجديدة.
وقال المحلل الكواكبي «اخشى بعد تحرير ليبيا والى جانب الثمن الاقتصادي الحتمي الذي سيتم دفعه، ان يكون هناك ثمن سياسي يتوجب دفعه اي ان تصبح البلاد قريبة جدا من السياسة الغربية».
أطماع الإستعمار
كتب محلل عربي «لقد أعاد الطغيان فتح أبواب الأرض العربية أمام الاستعمار الذي سيجيء الآن في موكب من الإجلال والتقدير والعرفان بالجميل، بوصفه محرر الشعوب العربية من طاغوت الحكم الفردي الدكتاتوري.
سيدفع العرب جميعا، في المغرب والمشرق، وفي فلسطين أساسا، دية ثقيلة لهذا «الجميل» الإمبريالي المباغت والمتجاوز في حجمه وقوة تأثيره كل تقدير».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.