حرب عصابات بمصراته واشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب بالشرق الليبي تدريب مصري أميركي للثوار وأزيد من 300 طلعة جوية للتحالف مند بدء العمليات تمكن الثوار من دخول مدينة البريقة شرقي ليبيا والالتحام لأول مرة بالأسلحة الخفيفة مع كتائب العقيد معمر القذافي قبل أن يتراجعوا ويطوقوا الأطراف الشرقية، في حين تجري حرب شوارع عنيفة في مصراته غربي البلاد، ويأتي ذلك بعد تشكيل قيادة عسكرية جديدة موحدة ساهمت في إعادة تنظيم صفوف الثوار. وقالت مصادر صحفية إن الثوار تمكنوا لأول مرة من دخول مدينة البريقة الساحلية النفطية والتحموا مع كتائب القذافي في الجهة الغربية من المدينة، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها قبل أن يتراجعوا ويطوقوا المدينة من أطرافها الشرقية. وجاء هذا التطور بعد التغيير الذي أجراه المجلس الوطني الانتقالي على القيادة العسكرية للثوار حيث أعلن عن تشكيل قيادة موحدة لهم تولاها وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس ليصبح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة في جيش التحرير الوطني. وجاء قرار المجلس في ظل مراجعة الوضع الميداني بعد تقدم كتائب القذافي إلى عدة مدن بشرقي ليبيا وبعدما سجل الثوار ارتباكا وتراجعا في صفوفهم ومصاعب في الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها. ولفتت تقارير إعلامية إلى شيء جديد طرأ على طريقة تنظيم الثوار حيث أفاد بأن 90% من المسلحين في الخطوط الأمامية ينتمون لقوات الجيش وبالتحديد فرقة الصاعقة التابعة للكتيبة 21، مضيفا أن الثوار الذين تراجعوا إلى الخطوط الخلفية أصبحوا أكثر تنظيما ويتحركون بأوامر عسكرية وتكتيكات جديدة. مصراتة وحرب الشوارع وفي مدينة مصراتة غربا -التي تعد أهم معاقل الثوار- تواصل كتائب القذافي هجماتها على المدينة مستخدمة الدبابات والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون مما ألحق دمارا كبيرا بالمدينة، وفق شهود عيان. وأظهرت مشاهد حية بثتها الجزيرة أن حرب شوارع عنيفة تدور بين الثوار المدافعين عنها والكتائب الأمنية الموالية للقذافي. وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب سعدون المصراتي إن معارك عنيفة جرت في أكثر من موقع من المدينة خاصة على مدخليها الغربي والشرقي استخدمت فيها كتائب القذافي الأسلحة والآليات الثقيلة مقابل الأسلحة الخفيفة للثوار الذين استطاعوا رغم ذلك صد العديد من هجمات الكتائب. من ناحية أخرى قال المصراتي إن المساعدات الإنسانية بدأت تصل إلى المدينة المحاصرة حيث وصلت مؤخرا بعض المساعدات الطبية لكن الوضع الصحي في المدينة رغم ذلك يتفاقم بشكل كبير نظرا لخطورة بعض الإصابات التي يصعب التعامل معها. كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر طبية قولها إن 37 مدنيا قتلوا في القصف المدفعي لكتائب القذافي ونيران القناصة والهجمات التي أحرقت مخزون المدينة من القمح والسكر، في حين نقلت الجزيرة عن مصادر أن الكتائب سدت أنابيب التصريف الصحي عن قلب المدينة مما قد يخلق أزمة صحية. غارات الناتو وبشأن غارة الناتو الجوية أول أمس السبت التي أسفرت عن مقتل 17 من الثوار، قال يونس إن الثوار كانوا مندفعين ولم يكونوا منظمين واندس بينهم أحد الموالين للقذافي الذي أطلق النار على طائرة استطلاع لحلف شمال الأطلسي قبل أن يفر من المكان، مما دفع طائرات الناتو للاعتقاد بأن النار جاءت من جهات معادية فقصفت الموقع. وأكد يونس أن الغطاء الجوي للناتو لم يتوقف، وأن ما حصل سببه تبديل قيادة العمليات العسكرية للتحالف الدولي بين الولاياتالمتحدة والناتو حيث إن الطائرات تتلقى تعليماتها من القيادة. وكان نحو 17 من الثوار قتلوا وأصيب 17 آخرون خلال قصف طائرات تابعة للناتو قافلة للثوار غرب مدينة إجدابيا بطريق الخطأ. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم الثوار الليبيين مصطفى الغرياني إن المجلس الانتقالي متمسك باستمرار غارات الناتو ضد كتائب القذافي رغم مقتل عدد من الثوار في إحدى تلك الغارات. وأضاف أنه قد يقعُ خلال القتال بين الثوّار والموالين لنظام القذافي ما سماها »الأضرار الجانبيّة» التي قد تتسبب في مقتل مدنيين أبرياء، موضحا أنهم ينظرون إلى ذلك من جهة اختصار وقت القتال وسفك الدماء. وكان الناتو قد أعلن أن الغارات الجوية ضد كتائب القذافي ستستمر لكن رداءة الأحوال الجوية قلصت غاراته نظرا لتعذر رؤية الأهداف بدقة. وقال الحلف في بيان أول أمس السبت إنه في الأول من أبريل الجاري أقلعت طائرات الناتو 174 مرة وقامت ب74 «طلعة هجومية»، مضيفا أنه نفذ منذ الخميس الماضي ما مجموعه 363 طلعة و148 طلعة هجومية. جسر جوي على الصعيد الإنساني وصلت إلى مطار الدوحة مساء أول أمس السبت طائرة قطرية على متنها عشرة من الجرحى الليبيين في إطار جسر جوي إنساني من ليبيا إلى قطر. وأوضح مراسل الجزيرة أن الطائرة القطرية أقلعت من بنغازي إلى الدوحة مرورا باليونان، وكان على متنها 15 جريحا بقي 5 منهم في اليونان نظرا لدقة حالاتهم، ثم استكملت طريقها إلى الدوحة بعشرة جرحى. وقال إن أحد الجرحى تمكن من الحديث للجزيرة وقال إن الوضع في بنغازي متدهور جدا والكتائب تستهدف كل شيء في المدينة، في حين كان الآخرون بحالة غيبوبة أو عاجزين عن النطق. تداريب أميركية مصرية للثوار شرق ليبيا تقدم القوات الخاصة الأمريكية والمصرية التدريب العسكري للثوار الليبيين، حسبما ذكرت قناة الجزيرة الفضائية مساء أول أمس السبت. ونقلت الجزيرة عن مصدر من الثوار لم يكشف عن اسمه قوله إنه تلقى تدريبا عسكريا في منشأة سرية في شرق ليبيا، معقل قوات الثوار. وقال المصدر للجزيرة إن الثوار تسلموا شحنة من صواريخ كاتيوشا عبر مصر، وإن القوات الخاصة الأمريكية والمصرية انتقلت إلى ليبيا لتقدم لهم تعليمات حول استخدام الصواريخ الحديثة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية يوم الأربعاء الماضي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» والاستخبارات البريطانية نشرتا عملاء سريين في ليبيا لجمع معلومات استخباراتية لدعم الضربات الجوية العسكرية وإقامة علاقات مع المعارضين الساعين لإقصاء الزعيم الليبي معمر القذافي. ونقل التقرير معلومات عن مسئولين أمريكيين وبريطانيين لم يتم الكشف عن هوياتهم. وقالت الإدارة الأمريكية إنه لم يتم اتخاذ قرارات بشأن تسليح الثوار، وان واشنطن ليس لديها إلا معرفة محدودة بجدول الأعمال النهائي للمعارضة الليبية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن القوات البرية الأمريكية لن تنخرط في الحملة العسكرية الجارية من جانب التحالف الدولي لحماية المدنيين وتطبيق قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، لكنه لم يستبعد تسليح المعارضة الليبية. محيط القذافي يضيق عليه منذ بداية الثورة الليبية وتسارع أحداثها، شهدت الدائرة الضيقة للعقيد الليبي العقيد معمر القذافي استقالة الكثير من القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين، وهروبها للخارج. وآخر هؤلاء المستقيلين آمر مجموعة الكُفرة الأمنية الليبية العقيد الركن صالح الزروق الذي أعلن انضمامه إلى ثوار السابع عشر من فبراير. وقال الزروق في فيديو بثته الجزيرة السبت إنه هو وكتيبته أصبحوا جزءا من الثورة. وتعرض نظام العقيد إلى الكثير من الانتكاسات كان أهمها و»أكثرها إيلاما» انشقاق ابن عم القذافي وممثله الشخصي أحمد قذاف الدم، ليأتي انشقاق وزير خارجيته موسى كوسا، الذي يعد واحدا من أقرب المقربين إلى الزعيم الليبي وأحد أهم حافظي أسرار نظامه نتيجة عمله في أجهزة الأمن منذ عقود. وجاء انشقاق كوسا وسط إشاعات واسعة عن انشقاقات أخرى في النظام شملت رئيس جهاز الأمن الخارجي أبو زيد عمر دوردة الذي حل محل كوسا على رأس هذا الجهاز بعد نقله إلى وزارة الخارجية قبل سنوات قليلة. وقد تردد أن دوردة غادر ليبيا إلى تونس، وهو دبلوماسي مخضرم عمل دبلوماسيا لبلاده في الأممالمتحدة. وكان لافتا إعلان وزير الخارجية السابق علي عبد السلام التريكي الموجود حاليا في مصر، أنه سيمتنع عن تسلّم أي منصب رسمي يُسند إليه، في رفض لتعيينه مندوبا لبلاده في الأممالمتحدة خلفا للدبلوماسي المنشق عبد الرحمن شلقم صديق القذافي ورفيق دربه.وكان وزير العدل السابق ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الحالي مصطفى عبد الجليل، ووزير الداخلية السابق والقائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس من أوائل القيادات البارزة التي أعلنت انشقاقها عن النظام في الأيام الأولى للثورة. أولاد القذافي يفكرون في خيانته تقول صحيفة ذي غارديان البريطانية إن أولاد معمر القذافي يبدون لبريطانيا رغبتهم في التخلي عن والدهم وإبعاده عن السلطة وإيجاد مخرج مشرف له، في مقابل بقائهم في البلاد وتشكيلهم حكومة وطنية ينضم إليها عناصر من الثوار. وحيث تدخل الثورة الشعبية الليبية الساعية للحرية وإسقاط القذافي شهرها الثالث، فإن مقر الحكومة البريطانية يعج بالكثير من الكلام عن انشقاقات وصفقات سرية فيما وراء الكواليس حتى من ضمن المقربين من العقيد الذي أخذ نظامه بالتهاوي. وتوضح ذي غارديان أن أولاد القذافي الذين يبدون في الميدان مستعدين لخوض المعارك، باتوا يبحثون عن ملاذ ومهرب وطريق إلى الخارج، وأنهم يبدون أنهم مستعدون لهجر أبيهم والتخلي عنه من أجل النجاة بجلودهم، وفق ما يتناقله البعض في أوساط الحكومة البريطانية. ولكن المحللين الأمنيين والدبلوماسيين يرون أمرا مختلفا، حيث يقولون إنه بعد أسابيع من الصراع غير الحاسم، فإنه لا أحد يمكنه ادعاء النصر العسكري، وأنه دون تدخل عسكري على الأرض الليبية، فسيبقى الثوار غير قادرين على الانتصار على القذافي وإسقاطه. وأما الطريقة الأمثل لإسقاط القذافي والانتصار عليه، فتتمثل ?والقول للصحيفة- في تضييق الخناق على العقيد من خلال استخدام الحرب النفسية وتفتيت بقايا الحلقة من المحيطين به. فوزير الخارجية المنشق موسا كوسا شكل ضربة قوية لنظام القذافي، وأما ولدا القذافي كل من سيف الإسلام ومستشار العقيد الأمني ولده معتصم، فكانا أيضا يشنان حربهما النفسية على الغرب على طريقتهما، حيث تقول المصادر إنهما يعتقدان أن حلف شمال الأطلسي سيتآكل مع مرور الوقت. ويراهن ولدا القذافي على مضي الوقت وعدم تحقيق الناتو أهدافه، وبالتالي فقدان الغرب للدعم العربي. وتشير الصحيفة إلى أن ولدي القذافي يوحيان لبريطانيا بأنهما يبحثان عن مهرب أو مخرج مشرف لوالدهما العقيد، وأنهما يقدمان أفكارا غامضة واقتراحات تتمثل في قبولهما بتشكيل حكومة وحدة في البلاد. من جانبه، يسعى الغرب إلى محاولة منع ليبيا من الانزلاق إلى أزمة، لا منتصر فيها، وإلى تجنب الدفع بقوات عسكرية غربية إلى داخل الأراضي الليبية، وسط آمال في أن يتآكل نظام القذافي وينهار من الداخل. ومضت الصحيفة بالقول إن أولاد القذافي كل من سيف الإسلام ومعتصم والساعدي كانوا اقترحوا على بريطانيا بقاءهم في السلطة مقابل تنحي والدهم وإبعاده عن السلطة تماما. وكشف ذي غارديان أن محمد إسماعيل أحد أعوان سيف الإسلام كان أجرى مباحثات في لندن مع مسؤولين بالحكومة البريطانية، حيث يقترح سيف تشكيل حكومة وحدة مع عناصر من الثوار. ويسعى بعض أبناء القذافي عبر تقديمهم المقترحات تلو المقترحات إلى محاولة جعل الولاياتالمتحدة وبريطانيا يعدلان من هدفهما المتمثل في إسقاط القذافي، وإلى محاولة زرع الفتنة والصراع بين الغرب والعرب. تجارة بنغازي تتخوف من هجمات القذافي في الوقت الذي تقاتل فيه قوات العقيد الليبي معمر القذافي المعارضة المسلحة على بعد مسيرة ساعتين فقط بالسيارة من بنغازي يواصل كثيرون من أصحاب المتاجر في عاصمة المعارضة المسلحة إغلاق متاجرهم. ويقول الذين فتحوا متاجرهم في الأسواق وشوارع التسوق بالمدينة المطلة على البحر المتوسط إنهم مستعدون للإغلاق في أي لحظة في حالة اقتراب قواته. وبنغازي هي ثاني أكبر مدينة في ليبيا ويبلغ عدد سكانها 670 ألف نسمة وظهرت فيها بعض المؤشرات على عودة الحياة إلى طبيعتها منذ صد هجوم من قبل قوات القذافي بمساعدة الضربات الجوية الفرنسية قبل نحو أسبوعين. وبتوجيه من المجلس الوطني الانتقالي عادت الشرطة إلى الشوارع في محاولة لإعادة بعض النظام إلى حركة المرور التي عمتها الفوضى. وكانت هناك شاحنة واحدة على الأقل عليها طاقم يتصدى للمهمة الشاقة المتمثلة في جمع القمامة من الشوارع صباح اليوم السبت. وقال متعاملون في السوق إن الإمدادات الغذائية كبيرة الآن ولكن الوضع العام لا يزال بعيدا عن المعتاد. وقال أمير عمر وهو سوداني يبلغ من العمر 25 عاما ويبيع الشاي وأكياس الكسكس في كشك بسوق الفنديق للمواد الغذائية «إنه «السوق» ليس آمنا. أعمل فقط لأني مضطر لذلك.» وعاد عمر إلى العمل قبل يومين فقط. وأضاف «الوضع هادئ وليس على ما يرام.. لقد بعت أشياء قليلة طوال اليوم.» ومبعث خوفه الأكبر هو اللصوص أو اتهامه بأنه أحد المرتزقة الأفارقة الذين تشير تقارير إلى أنهم يعملون ضمن صفوف قوات القذافي. وتأتي اللحوم والخضروات وغيرها من الإمدادات من أجزاء أخرى من الشرق الذي يسيطر عليه المتمردون وعبر الحدود من مصر. وتكتظ الأكشاك في السوق بأكوام من الطماطم «البندورة» والبصل والخيار والبطاطس «البطاطا» والباذنجان. وقال راجح سعيد رياض «40 عاما» «الأسعار مرتفعة، حيث تضاعفت أسعار البندورة.. الأشياء الأخرى لم ترتفع كثيرا.. إنها تصعد وتهبط.» وفي متجر سواد العبيات لبيع اللحوم علقت قطع كبيرة من لحم الضأن. وقال انه لا يواجه صعوبة في الحصول على اللحوم لأنه يملك مزرعة خاصة في الريف الشرقي. وأضاف أن أسعاره لم تتغير. وقال عليمان محمد أن الناس ما زالوا يشترون الجلاليب والصدريات المطرزة التي يبيعها في متجره لبيع الملابس العربية التقليدية «ولكن الحال ليس كما كان في السابق».