كلية أصول الدين تحتفل بالمولد النبوي الشريف بتنظيم ندوة علمية في موضوع " ثقافة التعايش في السيرة النبوية" وذلك يوم الثلاثاء 28 نونبر 2017 احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف، نظمت كلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان ندوة علمية حول موضوع " ثقافة التعايش في السيرة النبوية " وذلك يوم الثلاثاء 09 ربيع الأول 1439 ه الموافق ل 08 نونبر 2017. وقد شارك في هذه الندوة ثلة من العلماء والباحثين تناولوا بالدراسة والتحليل مظاهر التعايش في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الوثائق والأحداث والنصوص.
وافتتحت أعمال الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة افتتاحية للسيد العميد رحب من خلالها بالسادة المشاركين وعلى رأسهم رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجةأصيلة، ثم تحدث عن أهمية موضوع الندوة باعتباره موضوعا علميا جديدا، مؤكدا على ضرورة مشاركة المؤسسات الجامعية في هكذا مناسبات احتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم نور الله للعالمين ورحمته، وتأكيدا على رحمة الإسلام وسماحته، وردا لما يروجه بعض الجهلة من مغالطات وفهوم فاسدة لتعاليم الإسلام.
وقد تحدث في المداخلة الأولى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد كنون عن دعائم السلم انطلاقا من وثيقة المدينة، معتبرا هذه الوثيقة أول دستور في تاريخ الإنسانية رسخ من خلاله النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ التعايش السلمي بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم على أسس قوامها المواطنة واحترام آدمية الإنسان و الحرية والعدالة وغيرها، مشيرا إلى أن وثيقة المدينةالمنورة دستور إنساني يؤكد على ضرورة احترام خصوصية الشعوب.
وفي كلمته تحدث السيد نائب العميد الأستاذ الدكتور محمد الشنتوف عن تعايش الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال تناول بعض النماذج من معاملته صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى، مبرزا تجربة النبي صلى الله عليه وسلم المتميزة في ذلك ، وضرورة أخذ العبرة منها.
أما المداخلة الثالثة فقد تناول فيها الأستاذ الدكتور عبد الله السفياني منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع غير المسلمين مبرزا تحديات العصر وكيفية تجاوزها من خلال الاستفادة من نماذج التعايش في السيرة النبوية.
فيما كانت المداخلة الرابعة لفضيلة الأستاذة الدكتورة نسيبة الغلبزوري، أبرزت من خلالها مفهوم التعايش وعلاقته بأصول الدين، كما ذكرت بعض الصور المشرقة من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الآخر، ليتناول بعد ذلك الكلمة الأستاذ الدكتور أحمد الفراك الذي افتتح كلمته بسؤال منهجي مفاده : لماذا الوثيقة ؟ وتناول الموضوع من وجهة فلسفية علمية، وذكر بعض الأسماء التي أطلقت على الوثيقة، كما تحدث عن المواطنة الموسعة ومظاهرها في الإسلام من خلال وثيقة المدينة أو وثيقة المواطنة كما سماها.
واختتمت الندوة بكلمة الأستاذ الدكتور عبد العزيز القاسح اعتبر من خلالها على أن وثيقة المدينة تمثل أفضل صيغ ممكنة لإدارة الحياة الاجتماعية في عهد النبوة لما جاءت به من التأكيد على احترام الخصوصية، وفي ختام كلمته أكد الأستاذ القاسح على الحاجة الماسة إلى دراسة وثيقة المدينة من زوايا علمية مختلفة.