تحت شعار: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: 107] نظم الاتحاد الإسلامي بمدينة إسن بدوسلدورف بألمانيا – مسجد أبي بكر الصديق- مؤتمره السنوي الرابع لهذه السنة، الذي كان محوره الأساس: السيرة النبوية وسؤال القيم" وذلك بحضور علماء وباحثين من المملكة المغربية، في مقدمتهم فضيلة العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، عضو المجلس العلمي الأعلى، بالمملكة المغربية، وفضيلة الأستاذ الدكتور سعيد شبار، رئيس المجلس العلمي المجلس لبني ملال، وعضو المجلس العلمي الأعلى ... كان يوم الجمعة 22 أبريل 2011 يوما تاريخيا بمسجد أبي بكر الصديق بمدينة إسن بدوسلدورف بألمانيا حيث كان أفراد الجالية المغربية وأفراد الجاليات المسلمة على موعد مع افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الرابع. افتتح المؤتمر بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، كما ألقيت كلمات افتتاحية بهذه المناسبة. وهكذا ألقى السيد عبد السلام عجور، رئيس الاتحاد الإسلامي، كلمة رحب فيها بالحاضرين شاكرا إياهم على تلبية الدعوة لحضور أعمال المؤتمر السنوي، كما ألقى السيد محمد التوزاني مسؤول الأنشطة الثقافية والاجتماعية بالاتحاد الإسلامي بإسن كلمة باسم اللجنة المنظمة، أبرز فيها حيثيات اختيار السيرة النبوية الشريفة وسؤال القيم موضوعا لهذا الملتقى العلمي، شاكرا الجهات التي أسهمت في تنظيمه، وفي طليعتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، ومجلس الجالية، والمجلس العلمي لأوروبا. وأخيرا تناول الكلمة باسم ضيوف المؤتمر فضيلة الأستاذ الدكتور عبد القادر بطار الذي أبان عن جوانب مهمة من درر السيرة النبوية العطرة وحاجة المسلمين إليها خصوصا في بلاد الغرب. إثر ذلك أحيلت للأستاذ الدكتور محمد المصلح الذي تحدث في مداخلة له بعنوان: قضايا تربوية من خلال السيرة النبوية. وبذلك اختتم نشاط اليوم الأول. ويوم السبات 23 أبريل 2011 استأنفت المؤتمر أشغاله بمداخلة قيمة لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد القادر بطار الذي تحدث في موضوع طريف يتعلق بتاريخ السيرة النبوية، وهو موضوع مهم جدا يخص تأريخ للسيرة النبوية، أو تطور الكتابة في السيرة النبوية منذ مرحلة الرواية الشفوية التي ظهرت مع بداية الدعوة إلى الإسلامية، مرورا بمرحلة التأليف المنهجي الذي بدأ مع تلامذة الإمام الزهري كموسى بن عقبة ومحمد ابن إسحاق ثم تطور مع الواقدي وتلميذه ابن سعد ... كما وقف الباحث الدكتور عبد القادر بطار عند بعض الكتابات المعاصرة في السيرة النبوية، منبها على خطورة بعضها، خصوصا تلك التي تعاملت مع النبوة كظاهرة بشرية ... كما تحث فضيلة الأستاذ العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة عن أسس التعامل مع غير المسلمين حيث أعطى فضيلته نماذج حية وأمثلة تطبيقية تجسد سمو التعامل مع غير المسلمين، سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. كما وقف عند بعض الفتاوى القديمة التي لم تعد تواكب العصر، من قبيل الإفتاء بحرمة إعطاء غير المسلمين من لحوم الأضاحي شيئا. هذا السلوك الذي يتناقض مع نصوص شرعية أخرى تبيح للمسلم إعطاء الزكاة لغير المسلمين من المؤلفة قلوبهم. ومن جهته تحدث الدكتور سمير بودينار، رئيس مركز البحوث والدراسات الإنسانية والاجتماعية بوجدة في موضوع القيم موضحا أهم النظريات التي تناولت هذا الموضوع والمضامين التي يحملها. كما تحدث الأستاذ الدكتور سعيد شبار عن تنمية الأخلاق الإسلامية أمام تحديات القيم المادية من خلال السيرة النبوية. أما الدكتور نور الدين قراط فقد تحدث بتفصيل عن مقاصد السيرة النبوية وطرق التعامل مع غير المسلمين من خلال تطبيق بعض القواعد الفقهية والأصولية. وقد كانت المرأة حاضرة من خلال مداخلة الدكتورة لطيفة أحادوش التي تحدثت عن مكانة المرأة في الإسلام من خلال السيرة النبوية. وفي يوم الأحد 23 أبريل 2011 نظم الاتحاد الإسلامي بإسن لقاء مفتوحا مع فضيلة الأستاذ العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة، حيث أجاب فضيلته عن كثير من التساؤلات الدينية التي تشغل بال المسلمين في بلاد الغرب. هذا وقد توج هذا الملتقى العلمي الكبير بحفل توقيع كتاب لفضيلة الأستاذ الدكتور العلامة مصطفى بن حمزة الذي يحمل عنوان: "التأصيل الشرعي للتعامل مع غير المسلمين " الذي طبعه المجلس العلمي الأعلى بالرباط تكريما لفضيلة الأستاذ واعترافا له بجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. أما بخصوص المسابقة الثقافية التي تم الإعلان عنها والمتعلقة بإنجاز أحسن بحث في السيرة النبوية حول علاقة المسلمين بغيرهم في ضوء السيرة النبوية، فقد تم حجبها لهذه السنة نظرا لعدم تقديم أي بحث بشأنها.