شخصيات علمية وسياسية تعتبر الحدث رزء عظيما لفقدان علامة الحديث وأحد رجالات الدعوة بالمغرب رزئت الأسرة العلمية والدعوية والحركية بالعالم الإسلامي عامة، وبالمغرب خاصة، بفقد أحد العلماء الأفذاذ ورائد من رواد علم الحديث في المغرب وفي العالم الإسلامي قاطبة، إنه العلامة المحدث المحقق فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن محمد بن الصديق الغماري الطنجي رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. وما أن ذاع الخبر في النوادي والمجالس، حتى هرع علماء المدينة وعلماء المغرب إلى بيت الفقيد بحي مرشان يقدمون التعازي ويواسون أهله في هذا المصاب الجلل. شخصيات علمية وسياسية وطنية تحضر مراسيم تشييع جنازة الفقيد هذا وقد حضر مراسيم الجنازة جمهور غفير من أهالي طنجة، يتقدمهم وفد رسمي برئاسة الدكتور أحمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي سلم أسرة الفقيد برقية تعزية من عاهل البلاد أمير المؤمنين. إضافة إلى عدد كبير من العلماء الأجلاء، منهم الدكتور أحمد الريسوني، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والدكتور فاروق حمادة والعلامة محمد الحبيب التجكاني وفضيلة الدكتور توفيق الغلبزوري وفضيلة الشيخ الأستاذ محمد الأمين بوخبزة، إضافة إلى العديد من الشخصيات العلمية والسياسية، والسيد امحمد بوستة رئيس اللجنة الاستشارية الخاصة بمدونة الأحوال الشخصية، والدكتور محمد نجيب بوليف، النائب البرلماني، الذي سلم أسرة الفقيد ثلاث برقيات تعزية، باسم الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، والفريق البرلماني للحزب، والمكتب الإقليمي للحزب بطنجة، وكذا عدد من دعاة ووعاظ مدينة طنجة، يتقدمهم الداعية الشيخ عبد الباري الزمزمي، وكذا رجال السلطة المحلية برئاسة السيد والي ولاية طنجة تطوان. التجديد حضرت مراسيم تشييع جنازة الفقيد، واستقت ارتسامات وشهادات بعض الشخصيات الحاضرة في الجنازة. شهادات وارتسامات في حق الفقيد الدكتور فاروق حمادة(أستاذ كرسي السنة النبوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط): فقدان الشيخ إبراهيم بن الصديق خسارة كبرى لعلم الحديث اعتبر الدكتور فاروق حمادة أن فقدان الشيخ إبراهيم بن الصديق خسارة كبرى لعلم الحديث، وأضاف: "ليس فقط على مستوى المغرب فحسب، بل وفي العالم الإسلامي بأكمله. فالمدرجات الجامعية،المغربية منها وغير المغربية، لن تنساه أبدا. إن رحيل الدكتور إبراهيم بن الصديق ترك فراغا في علم السنة، لقد كان بحق الحلقة التي ربطت الجيل الحاضر بالمنبع الصافي للسنة النبوية الطاهرة. الأستاذ امحمد بوستة (رئيس اللجنة الاستشارية الخاصة بمدونة الأحوال الشخصية): اللجنة الملكية لمراجعة المدونة فقدت أحد أركانها فقدان العلامة الجليل سيدي إبراهيم بن الصديق يعد مصيبة كبرى، فهو من رجالات المغرب العظام، وبفقده فقدت اللجنة الملكية لمراجعة المدونة أحد أركانها، لقد كان الفقيد يتسم بقوة الفهم والتدقيق الكبير والتشبث بمبادئ الشريعة الإسلامية. الدكتور محمد بلبشير الحسني (الأمين العام السابق لرابطة الجامعات الإسلامية، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث حول الزكاة): الفقيد كان موجها ومؤطرا للباحثين في مجال الدراسات الحديثية رزئت الأمة في علم من أعلامها في مجال الدراسات الحديثية، فالفقيد ساهم في إغناء الدراسات الإسلامية، وكانت مشاركته في المجامع العلمية، وخاصة الجامعية، فعالة في توجيه وتأطير الباحثين، مما دعم مسيرة شعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية والمعاهد العليا. الدكتور الشيخ محمد الروكي (الكاتب العام لجمعية خريجي الدراسات العليا):الفقيد جاهد في ترشيد وتسديد المسيرة العلمية بالمغرب الحمد لله على كل حال، ودوام الحال من المحال. لقد رزئ المغرب، بل الأمة الإسلامية، في علم من أعلامها، جاهد بعلمه وفكره وقلمه في سبيل ترشيد وتسديد المسيرة العلمية بالمغرب، وتأسيس دعائم الفكر الراشد وأسس البناء العلمي الأصيل لتخريج الأقوياء والأمناء الذين يحافظون على أصالة المغرب المسلم. إنه العلامة المحدث أستاذ الباحثين ومربي الأجيال سيدي إبراهيم بن الصديق رحمه الله وأكرم مثواه. الدكتور الفقيه توفيق الغلبزوري (أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان):موت العلماء ثغرة على الإسلام إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا على فراق شيخنا وأستاذنا،العلامة المحدث الدكتور إبراهيم بن الصديق، وإنها لثلمة (ثغرة) على الإسلام بموت العلماء، الذين يدافعون على البيضة والملة، المدافعون على السنة والأمة. علاقتي بالدكتور إبراهيم بن الصديق تعود إلى أكثر من عشرين سنة مضت، حيث وجهني في بحث دبلوم الدراسات العليا، وأشرف رحمه الله على بحثي من أجل الدكتوراه. الدكتور العربي بوسلهام (المنسق العام لشعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية، ونائب رئيس جمعية الدراسات القرآنية بطنجة):كان الفقيد يشجع كل بادرة تخدم كتاب الله وسنة نبيه اليوم نودع عالما وعلما من أعلام علماء الشريعة الإسلامية الغراء، إنه العلامة المجاهد سيدي إبراهيم بن الصديق. لقد جمع شيخنا الجليل بين نسبه الشريف وعلم جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان عالما عاملا متواضعا يشجع كل بادرة تخدم كتاب الله وسنة نبيه، يغضب عندما تنتهك حرمات الله تعالى وشرعه، متخذا كل السبل الحكيمة والأدلة العلمية لدفع غلو المتنطعين وتطرف المتشددين. وإن خير دليل على هذا، مشاركته الفعالة في اللجنة الملكية لمراجعة مدونة الأحوال الشخصية، حيث وقف مدافعا عن الإسلام في وجه الخصوم المتحاملين على الدين وأحكامه. الأستاذ الأمين بوخبزة (أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي ):نودع اليوم عالما جليلا من علماء المغرب بسم الله الرحمان الرحيمِ، "كل نفس ذائقة الموت "، نودع اليوم عالما جليلا من علماء المغرب الذين شهد لهم العام والخاص بالكفاءة العلمية في خدمة علوم الإسلام عامة، وعلم الحديث خاصة، المشمول بعفو الله سيدي إبراهيم بن الصديق، من علماء العالم الإسلامي، ومن أعلام الحديث في المغرب، نسأله تعالى أن يأجرنا على مصابنا وإنا لله وإنا إليه راجعون. الدكتور محمد التمسماني (أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان وعضو المجلس العلمي لطنجة): كان الفقيد يمتاز بأخلاق عالية وتواضع قل نظيره الأمة المغربية تفقد اليوم علما من أعلامها، لقد كان الفقيد عالما محدثا فقيها وداعية مصلحا، يمتاز بأخلاق عالية وتواضع قل نظيره، درس في العديد من الجامعات، وألف كتبا عديدة كما أشرف على أطاريح علمية، وتخرج على يده كبار علماء هذا العصر. الدكتور العلامة محمد الحبيب التجكاني (أستاذ بجامعة عبد المالك السعدي وبكلية أصول الدين بتطوان): تصدى الفقيد بشجاعة وقوة للحركات اليسارية التي تسعى إلى تغييب الإسلام رحيل الفقيد خسارة كبرى بالنسبة لعلم الحديث، إنه خاتمة المحدثين، ساهم رحمة الله عليه في تكوين جيل من الشباب الذين يحبون علم الحديث في مختلف الجامعات المغربية، كان له الباع الطويل في علم الاصطلاح، الذي أخذه عن أخيه العلامة المحدث عبد العزيز بن الصديق، كما أنه بالإضافة إلى إشعاعه العلمي، تصدى بشجاعة وقوة للحركات اليسارية التي تسعى إلى تغييب الإسلام في ما يتعلق بإصلاح مدونة الأحوال الشخصية، رحم الله الفقيد. الدكتور عبد المنعم التمسماني (أستاذ جامعي وداعية وخطيب وواعظ بطنجة):رحل الشيخ لكن علمه لم يرحل لقد فقد المغرب، وفقد معه العالم الإسلامي، أحد أعلام السنة النبوية الغراء، الأستاذ الدكتور إبراهيم بن الصديق رحمه الله تعالى وغفر له. وإن من فضل الله علينا أن أكرمنا بصحبة هذا العالم الجليل، والأخذ عنه وعن ثلة من إخوانه وشيوخه من أعلام الأسرة الصديقية الغمارية رحمهم الله جميعا. لقد كان فقيدنا عليه رحمة الله متضلعا في علم الحديث رواية ودراية، وإن ما خلفه من آثار علمية قيمة شاهدة على ذلك. كما كان رحمه الله تعالى يتمتع بأخلاق زكية، فكان لين الجانب، دمث الأخلاق، وأنعم بها من شمائل كريمة. وقد ابتلاه ربه بمرض عضال لازمه مدة طويلة، فكان صابرا محتسبا، مواصلا لأعماله العلمية والدعوية حتى النزع الأخير، وهكذا يصنع الرجال. وإذا كان فقيدنا قد انتقل إلى جوار ربه ورحل عنا، فإن ذكره لم يرحل، فقد خلف علما ينتفع به، وترك عددا جما من تلامذته الذين سيتابعون المسيرة العلمية والدعوية من بعده. الأستاذة زبيدة الورياغلي (أستاذة بكلية الحقوق بطنجة):ألمنا بالفراق عظيم إن الإحساس الذي يخامرني الآن هو الحزن العميق بفقدان عالم كبير في العالم الإسلامي، فألمنا بالفراق عظيم، لقد أعطى الفقيد الكثير للإسلام والمسلمين. الدكتور محمد نجيب بوليف (أستاذ التعليم العالي والنائب البرلماني عن دائرة طنجة أصيلة):نعم الأب في نشر الدعوة الإسلامية بالمدينة إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. فقدت مدينة طنجة واحدا من أعلامها العالمين بالسنة، وقد كان دمث الأخلاق حسن المعاملة يفتح لأهل الفضل والخير الطريق، لقد وجدنا فيه دائما نعم العون ونعم الأب في كل ما كنا نقوم به لنشر الدعوة الإسلامية بالمدينة. فباسم سكان طنجة الذين ننوب عنهم نسأل العلي القدير أن يسكن الفقيد فسيح جنانه، وأن يعوضنا بمدينة طنجة بمن يقوم مقامه. الدكتور محمد الإدريسي (باسم أعضاء رابطة أهل البيت واتحاد التعليم والتكوين الحر بالمغرب ):فقدت طنجة ابنها البار فقدت مدينة طنجة ابنها البار العلامة الكبير فضيلة الدكتور إبراهيم بن الصديق رحمه الله، وإن المرء ليعجز عن التعبير عن هذا المصاب الجلل. كان الفقيد عالما فقيها متواضعا لله. رحمه الله. الأستاذ عبد المنعم بن عبد العزيز بن الصديق (خطيب ): إنه مصاب جلل ولا حول ولاقوة إلا بالله. نبذة موجزة من حياة الفقيد ازداد سيدي إبراهيم بن الصديق بطنجة في رجب عام 1354الموافق لشهر أكتوبر1935 بوين كريمين، فأبوه هو الشيخ المربي سيدي محمد بن الصديق الغماري، ووالدته هي الشريفة السيدة خدوج بن يحيى، من الأسر العريقة بطنجة. توفي والده بعد شهرين ونصف من مولده، فعاش يتيما تحت كفالة أخيه الأكبر حافظ المغرب العلامة أحمد بن الصديق. حفظ القرآن بالكتاب بطنجة، ثم توجه إلى فاس لمتابعة دراسته بالقرويين، كما درس على أخيه الأكبر سيدي أحمد، وأخيه الحافظ المحدث عبد الله، وأخيه الفقيه الأديب الحسن، ومجموعة من العلماء الأفاضل بالمغرب ومصر والعراق... بعد وفاة أخيه أحمد بالقاهرة سنة 1380رجع إلى المغرب فالتحق بكلية الشريعة بفاس، وحاز على الإجازة في العلوم الشرعية، ثم عين أستاذا للغة العربية بمدينة القصر الكبير، وبعدها التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، فتخرج منها وحصل على دبلوم الدراسات العليا، ثم على دكتوراه الدولة. للفقيد عدة مطبوعات ومؤلفات ومقالات منها: 1 كتاب الجرح والتعديل في المدرسة المغربية للحديث في جزأين. 2 كتاب علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لأبي الحسن بن القطان الفاسي في جزأين. 3 كتاب مقالات ومحاضرات في الحديث الشريف وعلمه في جزأين. 4 له جزء جمع فيه الأحاديث المتكلم فيها في المحلى (مخطوط). كما شارك الفقيد في العديد من الندوات الثقافية والعلمية في علم الحديث والمصطلح، وقد اشتهر رحمة الله عليه بنظراته الثاقبة وملاحظاته الدقيقة، التي تدل على تمكنه من هذا العلم، وقد ظهر هذا جليا خلال مناقشاته وتقويم للعديد من الرسائل الجامعية. وافاه الأجل المحتوم عشية يوم الخميس 8 صفر 1424لموافق 10بريل 2003شيع جثمانه في موكب جنائزي رهيب، وصلي عليه بعد عصر الجمعة بمسجد محمد الخامس بطنجة، ودفن بزاوية أبيه بالمدينة العتيقة. جلالة الملك يبعث ببرقية تعزية ومواساة إلى أسرة العلامة المرحوم إبراهيم بن الصديق على إثر وفاة العلامة المرحوم إبراهيم بن الصديق، رئيس المجلس العلمي الإقليمي لطنجة، وعضو اللجنة الملكية الاستشارية المكلفة بمراجعة مدونة الأحوال الشخصية، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، ببرقية التعزية والمواساة التالية إلى نجل الفقيد وكافة أفراد أسرته. محب جنابنا الشريف السيد محمد بن الصديق، نجل المرحوم العلامة إبراهيم بن الصديق، رئيس المجلس العلمي الإقليمي لطنجة. السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد، فقد بلغنا بكامل الأسى وعظيم الحزن نعي المشمول بعفو الله تعالى والدكم، فضيلة العلامة إبراهيم بن الصديق تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه. وبهذه المناسبة الأليمة نعرب لك ولوالدتك ولإخوتك ولجميع أفراد أسرتك عن بالغ تأثرنا وعميق تعازينا ومواساتنا لكم في فقدان أحد علماء المغرب الأجلاء، الذين فقد فيهم المغرب أيضا أحد علماء السنة النبوية المشرفة، رواية ودراية، في أسرة توارث نبغاؤها هذا العلم الشريف خلفا عن سلف. كما كان الفقيد من رجالات علوم الدين بمملكتنا الشريفة، الذين اضطلعوا بمسؤولياتهم العلمية، سواء على مستوى الجامعة أو على مستوى المجالس العلمية، أحسن الله جزاءه وأجزل ثوابه ونضر وجهه يوم يلقى ربه بما حمل في صدره من نور الحديث النبوي الشريف، وعظم الله أجركم في فقدانه وعوضكم عنه الصبر الجميل. إنه يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وإنا لله وإنا إليه راجعون. إنجاز:عبد الخالق غربي