بعث الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري حسني مبارك على إثر وفاة العلامة الكبير محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ( 82 عاما) أمس في الرياض. وقال الملك محمد السادس في برقية التعزية "وإننا لنستشعر، بكل تأثر، في هذه اللحظة العصيبة، مدى الرزء الفادح، الذي أصاب الأمة الإسلامية عامة، في فقدان أحد كبار علمائها الأبرار، ومصر الشقيقة خاصة، في رحيل أحد مشايخها الأزهريين الأخيار، الذين كان لهم دورهم الطلائعي في إعطاء الصورة النيرة والنموذجية عن قيم الإسلام المثلى، في الوسطية والاعتدال والتسامح، وانتهاج الحوار بالحكمة والجدل بالتي هي أحسن، والتصدي بكل شجاعة وسعة صدر، للمنحرفين عن هذه القيم، من الغلاة والمتطرفين. فبأمثاله من شيوخها الأماثل وعلمائها الفطاحل، ظلت جامعة الأزهر العريقة، منارة علمية وثقافية وحضارية إسلامية مشعة، خلفا عن سلف". واستحضر الملك محمد السادس، بكل تقدير، ما كان يربط الراحل الكبير بالمغرب، ملكا وشعبا، من وشائج المودة المتبادلة، والأخوة الإسلامية الصادقة، والتي كان خير تجسيد لها، مشاركته المتميزة في الدروس الحسنية التي تلقى بحضرة أمير المؤمنين، خلال شهر رمضان الأبرك من كل سنة، "والتي كان الفقيد العزيز في طليعة العلماء والمفكرين الأجلاء، المشاركين في دوراتها المرموقة". وفي سياق متصل بعث الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أسرة العلامة محمد سيد طنطاوي. وقال الملك محمد السادس في برقية التعزية إن الفقيد كرس حياته "لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر تعاليمه السمحة، إعلاء لكلمة الله ونصرة لقضايا ديننا الحنيف". وأضاف الملك محمد السادس أن شيخ الأزهر " كان من أجل علماء العالم الإسلامي وأغزرهم علماً، والذين كان لهم أكبر الفضل في نشر وإشعاع الثقافة والفكر الإسلامي، على مدى عقود من الزمن. كما عرف عنه أيضا، رحمه الله، مواقفه المتنورة، ودفاعه المستميت عن قضايا الأمة الإسلامية. كما يذكر له التاريخ دوره الكبير والمتميز، في خلق تواصل علمي بين مشايخ الشرق وفقهائه الكبار، وبين مشايخ وعلماء المملكة المغربية، خاصة من خلال محاضراته العلمية القيمة، التي كنا حريصين على إلقائها في حضرتنا، بمناسبة الدروس الحسنية الرمضانية. فأبان، رحمه الله، عن كفاءة علمية عالية، ودماثة خلق". واعتبر الملك محمد السادس فقدان شيخ الأزهر " خسارة كبرى، ليس فقط لعائلتكم الموقرة، ولمصر الشقيقة، بل أيضا لبلده الثاني المغرب ولجلالتنا، معربين عن اعتزازنا بما كان يجمعنا وإياه من وشائج الإخاء الإسلامي، والمودة الصادقة، والحرص على أعمال البر والإحسان. وهو ما عهدناه فيه، عن كثب، من خلال تبوئه مكانة العضو الشرفي بالمجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي نتولى رئاستها، والإشراف على برامجها ومشاريعها الاجتماعية والإنسانية والتنموية.