بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حل مساء أمس الجمعة بالقاهرة وفد يضم مستشار صاحب الجلالة السيد محمد معتصم، ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق، لتقديم تعازي صاحب الجلالة على إثر وفاة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي. وتوجه الوفد المغربي رفقة سفير صاحب الجلالة بالقاهرة السيد محمد فرج الدكالي، إلى مسجد عمر مكرم حيث أقيم عزاء رسمي للفقيد، وقدم تعازي صاحب الجلالة لأسرة الراحل. وكان في استقبال الوفد المغربي لدى وصوله الى المسجد، السادة حمدي زقزوق وزير الشؤون الاسلامية المصري، وعلي جمعة مفتي الجمهورية، وأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، والعديد من مشايخ هذه المؤسسة الدينية، ومندوبون عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون. إثر ذلك، سلم السيد محمد معتصم برقية التعزية، التي بعث بها جلالة الملك إلى أسرة الفقيد. وقد كان الوفد المغربي محط عناية وتقدير خاصين من طرف كبار المسؤولين المصريين ومشايخ الأزهر وأسرة الفقيد، الذين عبروا عن امتنانهم وتقديرهم لهذه الالتفاتة الملكية السامية، واستحضروا العلاقات الخاصة التي كانت تجمع شيخ الأزهر الراحل بأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكان صاحب الجلالة قد بعث برقيتي تعزية لأسرة الراحل وللرئيس المصري حسني مبارك، أبرز فيهما جلالته "مدى الرزء الفادح الذي أصاب الأمة الإسلامية عامة في فقدان أحد كبار علمائها الأبرار ومصر الشقيقة خاصة في رحيل أحد مشايخها الأزهريين الأخيار الذين كان لهم دورهم الطلائعي في إعطاء الصورة النيرة والنموذجية عن قيم الإسلام المثلى، في الوسطية والاعتدال والتسامح وانتهاج الحوار بالحكمة والجدل بالتي هي أحسن والتصدي بكل شجاعة وسعة صدر للمنحرفين عن هذه القيم من الغلاة والمتطرفين". كما استحضر جلالة الملك في البرقيتين "ما كان يربط الراحل الكبير بالمغرب بلده الثاني، ملكا وشعبا، من وشائج المودة المتبادلة، والأخوة الإسلامية الصادقة، والتي كان خير تجسيد لها، مشاركته المتميزة في الدروس الحسنية التي تلقى بحضرتنا، خلال شهر رمضان الأبرك من كل سنة، والتي كان الفقيد العزيز في طليعة العلماء والمفكرين الأجلاء، المشاركين في دوراتها المرموقة".