بمبادرة من المجلس العلمي المحلي باقليم الرحامنة نظمت المجالس العلمية المحلية بجهة مراكش اسفي ندوة علمية جهوية تخت عنون : عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الاصول والمتابعات امس السبت 22 اكتوبر بالحاضرة الفوسفاطية بمدينة بنكرير. الندوة افتتح اشغالها السيد فريد شوراق عامل الاقليم الذي اطلع على العديد من الانشطة التي يقوم بها المجلس العلمي المحلي من خلال رواق للصور نظم على شرف الحضارين وزوار المدينة كما عمل تكريم كل من الفقيهين السادة بلعيد الزاكي وعمر المعتصم. الجلسة العلمية الاولى من الندوة تناولت موضوع الشخصية الفذة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورمزية حضورها في الاصول والمتابعات وسيرها رئيس المجلس العلمي للحوز الاستاذ علي ايت علي ،تناول من خلالها الاستاذ ادريس الفاسي الفهري استاذ التعليم العالي موضوع قدر رسول صلى الله عليه وسلم مبرزا ان الله لا يتحدث عن نفسه إلا وجاء مقترنا بالحديث عن رسوله الكريم وهو ما يبرز عظمته وشانه من حيث التوقير والاحترام والواجب له حيا وميتا . اما رئيس المجلس العلمي بتارودانت الاستاذ اليزيد الراضي فتناول تعظيم رسول الله واختلاف الناس في ما اسماه بتسويده وليس تسييده كما هو شائع موضحا ان المغاربة ومن شدة تعظيمهم لرسول الله لا يتحدثون عنه الا بتسويده اي باستعمل لفظة سيدنا محمد ليس لانه قال انه ابن سيد ادم ولكن لانه فعلا سيد الكونين والثقلين ويستحق كل التعظيم والتوقير والاحترام كما نجد في الصلاة الابراهيمة عند المغاربة واستعمالهم لذلك فيها . الاستاذ عمر ازدادو رئيس المجلس العلمي تناول بالتخليل والشرح موضوع الرسول صلى الله عليه وسلم كشخصية مؤثرة في الكون والعالم وباعتراف الغرب ايضا مبرزا ان الحديث عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا ياتي من باب المباهاة بها ولكن عبر التأسي بهه قائلا بانه يستحيل ان تجد شخصية مرت عبر الزمان وتم تدوين سيرتها بكل التفاصيل ثم وهل هناك إنسان يمنح سيرته للناس كاملة دون نقصان وبكل تفاصيلها غير الرسول الكريم ؟ الاستاذ مولاي علي خامري تناول في مداخلة له بعض معاني تعظيم رسول الله كما وردت في كتاب الشفا للقاضي عياض مبرزا ان الكتاب قد خلف آثارا واضحة في الحياة الدينية والعلمية بالمغرب، وانعكس ذلك بجلاء في مناهج تدريس المغاربة للسيرة النبوية والتأليف فيها كما مكن علماء الأمة من تعريف الناس بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم عليهم، وما يجوز من الأمور البشرية في حقه وما يستحيل، واستنهاض الهمم للتخلق بأخلاق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. محمد اليوسفي عضو المجلس العلمي بمراكش تناول في مداخلة له بعض اشراقات الإسراء كمعجزة ربانية في كتاب روض السهيلي وهو كتاب عمل على نشر ما تعطرت به السيرة النبوية من معاني الخير والكمال، والعظمة والجلال، ليكون الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام – بحق- هو الأسوة الحسنة التي تتطلع إلى ان تكون قدوة لكل النفوس المؤمنة، ذلك أن السيرة النبوية ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي تجسيد لرسالة الإسلام، والوجه العملي الأمثل لتعاليم القرآن الكريم. وفي الأخير تناول الأستاذ جعفر الكنسوسي قراءة في كتاب السيرة النبوية لأحد الانكليز الذين اسلموا وهو مارتين لينكس المكنى باب بكر سراج الدين كشهادة من الغرب الذي أدرك قيمة الرسول الكريم ورصد سيرته من خلال كتاب أضحى نموذجا في رصد معالمه وشكل مرجعا للعديد ممن اسلموا في الغرب. الجلسة الثانية تناولت ثلاث مداخلات سيرها الأستاذ محمد منكيط رئيس المجلس العلمي بالصويرة وتناول فيها الأستاذ محمد عز الدين المعياري الإدريسي رئيس المجلس العلمي المحلي بمراكش موضوعا على هامش الكتابات المغربية الحديثة في السيرة النبوية الشريفة من خلال حديثه عن السر في اهتمام المغاربة بذلك موضحا ان الامر يبرز مدى تعلق المغاربة برسول الله صلى الله عليه وسلم أما مداخلة الأستاذة زهراء ناجية الزهراوي عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش فتناولت موضوع تجليات عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم في الثقافة المغربية من خلال رصد بعض ذلك من خلال الاحتفال بالمولد النبوي في اللغة اليومية والعادات والتي لا يمكن أن تتم إلا بالصلاة على النبي الكريم . وفي آخر الجلسة الثانية تناول أستاذ التعليم العالي احمد البكاري بعض الاشراقات النورانية من خلال ذخيرة المحتاج للفقيه محمد المعطى الشرقاوي من خلال رصد دور الزوايا في الدعوة إلى الاقتداء بسنة الرسول الكريم ومحبته . وقال رئيس المجلس العلمي السيد عمر ازداو لعالم بريس بان الندوة تأتي في سياق يبرز من جهة أن العلماء المغاربة قدَّموا جهوداً جليلة في مجال السيرة النبوية من خلال إصدارات في جميع أبواب السيرة بمختلف دقائقها وتفاصيلها، ومن جهة أخرى أنّ الناس اليوم في حاجة ماسة إلى مزيد من التعرف على المصطفى صلى الله عليه وسلم واستكشاف جوانب التأسي في سيرته العطرة باعتباره صلى الله عليه وسلم الوحدة القياسية التي يجب الانطلاق منها لمعالجة الاختلالات الواقعة في الأمة على جميع الأصعدة. وقد اختتمت الندوة بالدعاء لملك البلاد والشعب المغربي ورفع برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله .