أحيي المغاربة ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي ذكرى لها مكانة خاصة في قلوب ملايين المسلمين في مختلف بقاع العالم، ويكتسي إحياء هذه الذكرى لدى المغاربة طابعا خاصا، ممتد في الزمان والمكان، فهي مناسبة لذكر الله وتعميق النظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصلة الرحم، كما تنشط خلال المناسبة المساجد بتنظيم ندوات ودروس حول السيرة النبوية وحفلات في المديح والإنشاد الديني. ويعتبر الأستاذ لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم مظهرا من مظاهر محبته، والمغاربة كالمسلمين جميعا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظهرون حبه بشتى أنواع المظاهر منها الاحتفالات التي تقام بذكرى مولده عليه السلام، ويشير السكنفل إلى أن الاحتفالات تبدأ مع بداية شهر ربيع الأول وتستمر في بعض المناطق الشهر كله، ويضيف أن المتعارف عليه لدى المغاربة هو اجتماع الناس ليلة الثاني عشر في المساجد والزوايا والمدارس العتيقة لقراءة القرآن الكريم وخاصة الحزب الراتب وذكر الله وقراءة الأمداح وخاصة همزية الإمام البصيري والاستماع لدروس حول الشمائل المحمدية من خلال قراءة كتاب الشفا الذي يختتم خلال هذا اليوم أو قراءة صحيح البخاري فيما يتعلق بشمائل سيدنا محمد أو شمائل الامام الترمذي وغير ذلك من المظاهر التي تؤدي إلى الارتباط الوجداني بالنبي صلى الله عليه وسلم ويؤكد السكنفل أن هذه الاحتفالات لا ينبغي أن تخرج عن ضوابط الشرع وهي أن لا نأتي بشيء يخالف شرع الله تعالى ولانرفعه إلى مستوى فوق ذلك الذي أنزله الله إياه، ونقول في سيدنا محمد ما قاله الإمام البوصيري: دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف* وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ ويشدد المتحدث على ان هذا الاحتفال ينبغي أن يبقى بعيدا عن كل الأمور التي لا علاقة لها بالشرع والتي يمكن أن تؤدي الى الخروج عن المقصد الاسمى وهو محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه. يذكر أن مدنا مثل مراكش وفاس وسلا وغيرها من المدن العتيقة تحيي الذكرى باحتفالات خاصة.وتحيي مدينة سلا كل عام ذكرى المولد النبوي الشريف باحتفالات خاصة يحضرها زوار من كافة مدن المغرب ومن خارجه. وينطلق موكب الشموع هذه السنة ابتداء من من الساعة الثالثة والنصف بعد زوال اليوم الجمعة بساحة الشهداء باب بوحاجة، تحت شعار المغرب بلد التواصل الحضاري والتقارب الثقافي، ويعود التقليد إلى قرون سابقة وتجري قراءة المدائح والأذكار وترعى الدولة ذلك الاحتفال رسميا.