استبشر أهل فجيج عامة، وسكان قصر الوداغير خاصة، بالمبادرة الملكية الرامية إلى الحفاظ وتثمين النسيج القديم لقصور واحة فجيج من خلال مشروع ترميم قصر الوداغير، وبعد طول انتظار، وتعذر إنجاز الدراسة في الأول لعدم إلمام مكتب الدراسات بالتراث المبني على تقنيات الطين، والشروع في دراسة أخرى على ضوئها بدأت الأشغال في يونيو من سنة 2013، بدأت الشركة المكلفة بالترميم أشغالها بنوع من الارتجالية والتخبط، بالرغم من المواكبة المستمرة من طرف جمعية افريقيا 70؛ التي تضم ضمن أعضائها تقنيين محترفين، لهم كفاءة وخبرة في المجال، وكذا المستشارين المحليين الذين يسهرون على تتبع الأشغال، لكن كل هذا وذاك، لم، ولن يمنع من تسجيل مجموعة من التجاوزات التي نعرضها كالتالي: الاشتغال في مداخل القصر، وعلى جل المسالك يعرقل يتشل حركة ساكنة القصر. عدم استعمال وسائل السلامة داخل الورش قد يعرض العمال والمارة على السواء للخطر. التخبط واللامنهجية في العمل، وترك أكوام من الأتربة ملقاة أمام المنازل عدم المحافظة على نظافة ورش العمل. . انعدام الإضاءة ليلا بالأزقة المشمولة بالترميم هذه ملاحظات فقط يمكن تداركها في جميع الحالات، إلا ن المثير للانتباه أن هذا المشروع الضخم والمهم من حيث الهدف النبيل منه، والأموال الطائلة التي ستنفق عليه، سوف لن تتحقق أيضا الغاية منه بالتأكيد، إذ أن الترميم سيشمل فقط الواجهات، بينما ما خلفها من أطلال ومنازل مهدمة، هو الذي سيهدد كل هذا المجهود، ويعيد كل شيء إلى سالف عهده عند أول سقوط للأمطار، بحيث إن المياه ستتجمع ولاشك خلف الوجهات المرممة، وتعرضها للسقوط في أية لحظة.. فما جدوى الدراسة في هذه الحالة إذا لم تكن قد تنبهت لمثل هاته الأخطار؟، وهل يمكن أن نعتبر كل الميزانية التي ستصرف على هذا المشروع هي بمثابة ملايير ملقاة عبر النافذة كما يقول الفرنسيون أو سيصدق عليه المثل المغربي" المزوق من برا اش حالك من الداخل"؟. هذا ينضاف أيضا الى ما أحدثته الأشغال المتعلقة بمد قنوات الصرف الصحي من أضرار ببعض الأزقة، بحيث تعرضت الكثير من جدران المنازل للتصدع والتشقق، ومع ذلك، فإن هذه الأشغال لم تحقق الهدف منها، إذ أن العديد من المنازل سيتعذر عليها الاستفاذة من خدمات الوادي الحار، وذلك لعلو القنوات على مستوى المنازل المستهدفة. .. فكيف يمكن للسكان تصريف مياههم العادمة بعد كل هذا العبث؟، ومن المسؤول بصفة عامة عن زجر المخالفين؟، وهل شركة العمران على علم بما يقع؟