ظلت صورة الرجل العراقي لسنوات راسخة في أذهان جل العرب في صورة شخص ضخم الجثة بشارب كث ومواقف رجولية تجسد شخصية العربي القح الذي ينتصر لقيمه ودينه وعروبته. هذه هي الصورة التي كانت سائدة منذ مدن قبل أن تتغير الأمور على نحو مغاير بالعراق بعد انتشار ظاهرة دخيلة عن المجتمع العراقي المحافظ وهي ظاهرة الشذوذ التي توغلت داخل الشباب العراقي على نحو خطير وشوهت صورته لدى العرب . تفشي الشذوذ داخل العراق ماكان ليكون لولا التدخل العسكري الأمريكي بالبلاد والذي عمل على استهداف المنظومة القيمية للمجتمع العراقي عبر نشر اللواط بين شباب البلد المحافظ. صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اعترفت في أحد مقالاتها بأن الجيش الأمركي حمل الأمن والانفتاح والحرية حينما غزا العراق في 9 أبريل 2003 وحمل معه الشذوذ . وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته تزامنا مع الذكرى السادسة لاحتلال بغداد: إن “الأمن والهدوء سمح للعراقيين أن يتمتعوا بالحريات (الأمريكية)، ومن بينها حرية الشذوذ، والتي لم يكن من المتصور أن تحدث قبل بضعة أعوام”. مستوى تفشي الشذوذ بالبلاد شجع بعثة الاتحاد الأوربي في العراق، للإقدام أمس الأحد، على رفع علم الشواذ وبشكل رسمي داخل الأراضي العراقي، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك. وقال الحساب الرسمي للبعثة على “تويتر”: “بالاشتراك مع السفارة الكندية والسفارة البريطانية في العراق، ننضم اليوم في بغداد مع بعثات الاتحاد الأوروبي حول العالم في رفع علم قوس قزح للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي وتسليط الضوء على حقوق المثليين/ات ومتحولي/ات الجنس ومزدوجي/ات الجنس”. الخطوة أثارت موجة من الغضب الشديد في الأوساط الرسمية والشعبية العراقية التي اعتبرتها تجاوزا على القيم والأعراف الاجتماعية في البلاد. كما أدان الوقف السُّني في العراق (مؤسسة رسمية معنية بتنظيم شؤون السُّنة الدينية)، الأحد، رفع البعثة الأوروبية علم المثلية في بغداد. وقال الوقف -في بيان- “نستنكر بأشد العبارات السلوك عديم المسؤولية وغير الأخلاقي لبعثة الاتحاد الأوروبي والسفارتين الكندية والبريطانية لرفعها علم المثليين على أرض العراق”. واعتبر الوقف أن ذلك يعتبر “تعديا على الشعب العراقي ودين الإسلام وقيمنا الأخلاقية”.