مراكش "مغارب كم": كريم الوافي فتحت مصالح أمن مراكش اليوم الثلاثاء، تحقيقا بخصوص الشكوك التي تحوم حول الحريق الذي نشب بمحمية ولجة تانسيفت العزوزية أمس الإثنين، وأدى إلى إتلاف أزيد من 100 نخلة منها مايزيد عمرها عن 200 سنة. جاء ذلك، بعد مرور أسبوعين على اندلاع حريق آخر بنفس المنطقة التي شكلت في السنوات الأخيرة محطة أطماع المضاربين العقاريين الذين تزايدت أطماعهم، لتحويل هذه المحمية الطبيعية الهامة إلى مجال لاستثماراتهم العقارية والسياحية، بحكم جاذبية الموقع الفريد الذي توجد به. ولا تستبعد أوساط بيئية مدافعة عن محمية النخيل أن يكون هذا الحريق متعمدا بنية تدميره، وإتلاف خصوصياته البيولوجية التي من أجلها يعتبر محمية طبيعية لفسح المجال أمام تصريف أطماع المضاربين العقاريين، وتحويله من تراث أخضر يمتد عمره إلى مئات السنين إلى مركب إسمنتي شاسع كما حدث مع مساحات كبيرة من الحزام الأخضر للمدينة. وعزت بعض المصادر أسباب الحريق إلى موجة الحرارة التي تشهدها المدينة الحمراء خلال هده الفترة من السنة، في الوقت الذي تؤكد مصادر أخرى بأن هناك أشخاصا يضرمون النار عمدا لأغراض شخصية، وأن اندلاع مثل هده الحرائق يتسبب فيها الإنسان بشكل مباشر أوغير مباشر. وتعتبر محمية ولجة تانسيفت العزوزية، آخر واحة حية بمراكش تمتد على مساحة 250 هكتارا، مصنفة كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية من الدرجة الأولى، وتتكون من مجموعة من المستنقعات الطبيعية، فريدة من نوعها على مساحة محصورة، لكنها غنية بغطاء نباتي متنوع يضم حوالي 25 نباتا لا يوجد إلا بالمستنقعات. وأكدت دراسة علمية أنجزت مؤخرا، أن محمية ولجة العزوزية تتميز كذلك بثروة حيوانية مثيرة في تنوعها، تضم 19 صنفا من الثدييات من بينها ثلاثة أصناف نادرة ومهددة بالانقراض، و64 صنفا من الطيور و28 صنفا من الزواحف، كما تضم أنواعا مختلفة من النخيل لا يقل عمر أشجارها عن 200 سنة، فضلا عن كونها ملجأ أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة التي تتجمع بها قادمة إليها من مناطق جد بعيدة.