استدعت وفرضت شبهات وشكوك، بخصوص حريق اندلع ظهيرة الأحد الماضي بمحمية النخيل الطبيعية المتاخمة للمنطقة الصناعية سيدي غانم بمدخل عاصمة النخيل، فتح تحقيق معمق من طرف الجهات الأمنية بمراكش لبلوغ حقيقة وملابسات الحادث ومعرفة إذا ما كانت جهات بعينها تقف وراءه. الحريق ليس الأول من نوعه الذي تشهده هذه المحمية البيئية الطبيعية خلال السنوات القليلة الماضية حيث كان وراء خسائر هامة طالت بالأساس أعداد هامة من أشجار النخيل ليسجل اليوم اكتساح وامتداد ألسنة اللهب على مساحة تزيد عن أربعة هكتارات تسببت في إتلاف حوالي 200 نخلة. وارتباطا بالموضوع كانت جمعيات ومنظمات بيئية بالمدينة قد نبهت من جهة إلى قيمة وأهمية هذه المحمية البيئية بمدخل مراكش التي تضم عدة أصناف من النباتات والحيوانات النادرة، وكذا بالدور الذي تلعبه دور كحزام إيكولوجي طبيعي مثيرة الانتباه، في ذات الوقت، إلى مخاطر أطماع المضاربين العقاريين بمراكش، التي ارتفعت حدتها في الآونة، والرامية إلى تحويل هذه المحمية الطبيعية الهامة إلى مجال لاستثماراتهم العقارية والسياحية، بحكم جاذبية الموقع الفريد الذي تتواجد به المحمية وبمدخل المدينة. إلى ذلك فالحريق الذي شهدته المذكورة آنفا استنفر مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية، وتطلب إخماده من طرف رجال الوقاية المدنية أزيد من ساعتين مخلفا سحابة سوداء كثيفة ومخاوف كبيرة لدى أرباب المحلات التجارية وقاطني المناطق السكنية المجاورة.