فتحت مصالح أمن مراكش تحقيقا بخصوص الشكوك التي تحوم حول الحريق الذي نشب بمحمية ولجة تانسيفت العزوزية، ومازال يعاود الاشتعال يوميا منذ الاربعاء 19 غشت الجاري رغم التدخلات المكثفة لقوات الإطفاء. الحريق انتشر على مساحة تتجاوز أربعة هكتارات، وأدى إلى إتلاف أكثر من 240 نخلة منها ما يتجاوز عمرها 200 سنة . كما أدى إلى إحراق مساحات كبيرة من القصب . وتتزايد الشكوك بخصوص أسباب هذا الحريق و تجدد اشتعال نيرانه على مدى ما يفوق ستة ايام وكذا الملابسات المرتبطة به ، بفعل ما شكله في السنوات الأخيرة هذا الموقع كموضوع لشد الحبل بين المنظمات البيئية ومسؤولي مراكش والمضاربين العقاريين الذين تزايدت أطماعهم فيه لتحويل هذه المحمية الطبيعية الهامة إلى مجال لاستثماراتهم العقارية والسياحية، بحكم جاذبية الموقع الفريد الذي تتواجد به، حيث سارع الكثير منهم إلى اقتناء أراض شاسعة وتسييجها في انتظار الترخيص بالبناء الذي يمثل العائق الوحيد أمامه، كونها محمية طبيعية . و للوقوف على أهمية هذه المحمية التي تواجه خطر التدمير، يكفي ان نذكر أنها آخر واحة حية بمراكش تمتد على مساحة تبلغ 250 هكتارا، مصنفة كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية من الدرجة الأولى، ويتكون من مجموعة من المستنقعات الطبيعية، فريدة من نوعها على مساحة محصورة، لكنها غنية بغطاء نباتي متنوع يضم حوالي 25 نباتا لا يوجد إلا بالمستنقعات. كما أكدت دراسة علمية انجزت مؤخرا أن محمية ولجة العزوزية التي تعتبر آخر منطقة رطبة بالحوز، تتميز كذلك بثروة حيوانية مثيرة في تنوعها، تضم 19 صنفا من الثدييات من بينها ثلاثة اصناف نادرة ومهددة بالانقراض، و64 صنفا من الطيور و 28 صنفا من الزواحف. كما انها تضم أنواعا مختلفة من النخيل لا يقل عمر أشجارها عن 200 سنة. يضاف الى ذلك ان محمية ولجة العزوزية موضوع هذا التهديد، ملجأ انواع مختلفة من الطيور المهاجرة التي تتجمع بها قادمة اليها من مناطق جد بعيدة . وفي حدود شتاء سنة 2005 أحصي بها ما لا يقل عن 150 عشا لطائر اللقلاق. ولا تستبعد أوساط بيئية مدافعة عن الموقع أن يكون هذا الحريق متعمدا بنية تدميره، وإتلاف خصوصياته البيولوجية التي من أجلها يعتبر محمية طبيعية لفسح المجال أمام تصريف أطماع المضاربين العقاريين، وتحويله من تراث أخضر يمتد عمره إلى مئات السنين إلى مركب إسمنتي شاسع كما حدث مع مساحات كبيرة من الحزام الأخضر للمدينة.