استغرق عمل رجال الوقاية المدنية بالناظور أربع ساعات لإخماد حريق وصف بالمهول شب في ميناء بني نصار، مساء يوم السبت الماضي. فيما فتح تحقيق لتحديد ملابسات هذا الحريق الغامض الذي انطلق بمحجز السيارات التابع لإدارة الجمارك، واستأثر الحادث باهتمام مختلف الأجهزة الأمنية بالميناء. وعمد رجال الإطفاء إلى محاصرة الحريق، الذي نشب بالقرب من مكان رسو البواخر، مخافة أن ينتقل إلى فضاءات أخرى توجد بها آليات قابلة للانفجار. وتشير المعطيات الأولية المتوفرة إلى أن هذا الحريق قد انطلق من إحدى الشاحنات الكبيرة المتخصصة في نقل حاويات السلع، وانتقل بعد ذلك إلى شاحنة أخرى تحمل حاوية السلع ثم إلى سيارة. والتهمت النيران عددا كبيرا من هذه السلع وألحقت أضرارا بليغة بالشاحنتين والسيارة، ولم تسجل أي خسائر في الأرواح. ويشك رجال الأمن في أن يكون ارتفاع درجة الحرارة وراء هذا الحادث. وشهد هذا الميناء، في يناير الماضي، سقوط أحد المتهمين الرئيسيين في الشبكة الدولية لتهريب المخدرات بالناظور، وهو المتهم الذي اعتقل بمقهى الميناء حيث يشتغل كنادل ويتهم بالعمل كوسيط بين أباطرة المخدرات وبين بعض العاملين في مختلف الأجهزة الأمنية. وأفضت التحقيقات في الملف إلى سقوط ما يقرب من 113 شخصا ضمنهم عسكريون ودركيون ورجال قوات مساعدة وعاملون في الجيش ومحامون، وأسقطت المتابعة، في نهاية الأسبوع الجاري، عن 18 شخصا من هؤلاء. وقد سبق لرجال الأمن والجمارك أن قاموا بعدة تدخلات في الميناء أفضت إلى حجز كميات مهمة من المخدرات في طريقها نحو الخارج. وغير بعيد عن هذا الميناء، عاش أحد أحياء مدينة الناظور مساء اليوم ذاته على إيقاع حريق نشب بمنطقة فلاحية بالقرب من تجمع سكني، وخلف الحريق الذي شب في حي عاريض خسائر وصفت بالكبيرة في المحصول الفلاحي، وأفضى احتراق كميات هائلة من التبن إلى اختناق الحي، واستغرقت مجهودات السيطرة عليه من قبل رجال الوقاية المدنية حوالي ثلاث ساعات، وفتح تحقيق لتحديد أسبابه. وكانت المدينة قد شهدت اندلاع عدة حرائق بها، ضمنها حريق شب بجبل دوار «مضواع» بجماعة بني سيدال، يوم الخميس الماضي، وأتى على ما يقرب من هكتارين من الغطاء النباتي بالمنطقة. والتهمت النيران كذلك عددا من المحاصيل الزراعية لفلاحي الدوار، وقضت على عدد كبير من خلايا النحل بهذا الدوار. واستمرت الحرائق لما يقرب من 9 ساعات دون أن تتدخل الجهات المعنية، واضطر السكان إلى مواجهة ألسنة النيران قبل أن تقتحم تجمعهم السكني. وبعد هذا الحريق بيوم واحد، عاش تجار قيسارية مركز الناظور رعبا بسبب اندلاع حريق وصف بالمفاجئ، مساء يوم الجمعة الماضي، بسطح أحد المحلات التجارية المتخصصة في بيع الحلي والمجوهرات. ويشك رجال الأمن في أن يكون تماس كهربائي وراء هذا الحريق، الذي استنفر أجهزة الأمن والوقاية المدنية، وتمت السيطرة عليه في الوقت المناسب، بالرغم من أنه شب في الطابق الثاني للبناية. ولعل أبرز هذه الحرائق بالمدينة هو الحريق الذي أتى على ما يقرب من 200 هكتار في إحدى غابات الناظور، وذلك منذ ما يقرب من 10 أيام. وبسبب هذا الحريق الذي دام أكثر من ثلاثة أيام قبل السيطرة عليه فقدت جماعة أركمان القروية من غابتها حوالي 120 هكتارا، فيما خسرت جماعة أولاد الزخانين ما يقرب من 80 هكتارا. وسجل إضرام الحريق ضد مجهول. وتعتبر غابة كبدانة من أهم الغابات بالمنطقة. وتمتد على مساحة تصل إلى 15 ألف هكتار.