شب حريق مهول، مساء أول أمس السبت، بمعمل "صاليدور" لصناعة الإسفنج والأسرة بمدينة مكناس مخلفا خسائر مادية جسيمة، حيث اندلع الحريق في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء السبت في أحد مخازن المواد الأولية سريعة الاشتعال، لينتقل إلى ثلاثة مخازن أخرى مجاورة دون أن يخلف أية خسائر بشرية. فيما أوضح أحد حراس المصنع أن الشرارة الأولى للحريق اندلعت بوحدة الإسفنج التي لا تحتوي على أية آلة، مضيفا أنه "ولله الحمد تزامن الحريق مع يوم عطلة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف" . ففي لحظة وجيزة تحول مكان الحريق الذي يوجد خارج أسوار مكناس إلى محج كبير لكل من سمع بالحادث أو رأى ألسنة النار والدخان الأسود يعلو سماء جزء كبير من الحي الصناعي سيدي بوزكري على الطريق الوطنية رقم 6 الرابطة بين الرباط وفاس، قبل أن يتدخل رجال الأمن الوطني لإبعاد الناس عن باب المصنع وقطع الطريق في وجه وسائل النقل . "في حدود الساعة السابعة إلا الربع تلقينا أول مكالمة هاتفية تخبر باندلاع الحريق بالمصنع" يقول الإسماعيلي علوي، القائد الجهوي للوقاية المدنية مكناس تافيلالت، موضحا أنه "بعد ذلك انتقلت شاحنتان إلى عين المكان قبل أن يتم اللجوء إلى شاحنات أخرى للإطفاء تابعة للقوات المسلحة الملكية ولمدينة الحاجب حتى نتمكن من احتواء الحريق قبل أن يندلع في مواقع أخرى"، موضحا أن الاعتماد على تدخل القوات المسلحة والوقاية المدنية بالحاجب جاء نتيجة تمركز عدد من شاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف بمناطق مختلفة من إحياء مكناس التي كانت تحتفل بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، مضيفا أنه "تحسبا لأي حادث في مثل هذه المناسبات كان من الضروري الاعتماد على التعزيزات". يذكر أنه سبق أن اندلع حريقان بمستودع تابع للمصنع بمنطقة الباب الجديد وحريق آخر بمصنع ليس بعيد عن المصنع الذي كان مسرحا لحريق أول أمس. . "هل هي اللعنة التي لحقت بمكناس؟" يقول أحد عناصر الوقاية المدنية الذي كان يبحث عن صنبور للماء من أجل الشرب، إلا أن بحثه كان دون جدوى بسبب انقطاع الماء عن مكناس، وهو ما زاد من صعوبات رجال الوقاية المدنية في إخماد النيران في وقت وجيز، إذ تعذر عليهم في البدء تشغيل مياه مخزن المصنع بسبب غياب المسؤول عنه، إلى جانب بعد منبعه عن مخازن المصنع الذي تصل مساحته إلى أربعة هكتارات، فيما كانت محتويات الشاحنات من المياه غير كافية لإخماد النيران التي وجدت ضالتها في المواد الكيميائية التي تحتويها المواد الإسفنجية. كما أضاف أحد زملائه أن عملية محاصرة النيران، حتى لا تنتقل إلى أحد مخازن المواد الكيميائية، كانت طويلة وصعبة، مضيفا أنه لو حدث ذلك لكانت الكارثة كبيرة، خاصة أن المصنع يجاور مصانع أخرى، خاصة مصنعا للخروب. يذكر أن الشرطة القضائية بدأت التحقيق في ملابسات الحريق الذي أتى على أربعة مخازن، كما أنه الحريق الثالث من نوعه الذي يشب في مستودعات ومصانع تابعة لهذه الوحدة الصناعية بمكناس .