على بعد أسبوع لا غير، من الكارثة التي هزت مدينة مكناس بسبب انهيار صومعة باب برادعيين، شب حريق مهول بالوحدة الإنتاجية صاليدور لصناعة الإسفنج ( أسرة، أرائك ..) وذلك حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء عيد المولد النبوي (السبت 27/2/10). ومن حسن حظ الساكنة التي لم تندمل بعد جراحها بسبب ما أصاب المدينة من حداد، فإن اليوم كان يوم عطلة، واقتصرت الخسائر على المواد الأولية والمصنعة والآليات، والتي كانت فادحة حسب مصادر استقيناها من عين المكان، تقدر بملايين الدراهم: - ست مناشر اثنان منها تقدر قيمتها بحوالي ستة ملايين درهم فيما الأربع الأخريات تتجاوز 120 مليون سنتيم. - آلة Aglomerie المختصة بإعادة تكرير بقايا الإسفنج وتحويله حسب الطلب. - أكثر من خمسمائة مجموعة إسفنج مصنعة في انتظار تقسيمها حسب الطلب، تقدر كل واحدة منها بخمسة آلاف درهم. - Convoyeur لنقل المنتوج حسب ما يتطلبه العمل بالسلسلة (travail à la chaine) باهظ الثمن حيث بلغت تكلفة تعشيره فقط لدى مصالح الجمارك ب 200 مليون سنتيم. - حرق وتهديم ثمانية مخازن. ومن الألطاف الإلهية التي ساهمت في تجنب كارثة أكبر هو عدم وصول النار إلى حاويات المواد الكيماوية،إضافة إلى ما أبان عنه بعض العمال من شجاعة وسرعة بديهة حيث بادروا على وجه الاستعجال إلى إخلاء ما بين ما كان مكدسا به من إسفنج مصنع، وإلا لكانت الكارثة أكثر. ما إن شاع خبر اندلاع الحريق حتى هب إلى عين المكان رجال الإعلام والوقاية المدنية والأمن يتقدمهم والي جهة مكناس-تافيلالت ووالي الأمن ونائب الوكيل العام للملك. وقد استغرقت عملية إخماد النيران بصفة نهائية حوالي أربع ساعات. وجدير بالذكر أن وحدة إنتاجية على هذا الجانب من الأهمية، وهذا القدر من الأخطار التي تهددها كل وقت وحين بالحريق، فإن هناك مواصفات قانونية وصحية ووقائية لابد من توفر الوحدة الإنتاجية عليها قبل مصادقة المصالح المختصة على فتحها. ويمكن إجمال هذه المعايير والمواصفات في: - وسائل الإنذار المبكر - ربط الوحدة الإنتاجية بالماء الصالح للشرب من الوكالة. - مطفئيات الحريق الكافية حسب مساحة المعمل، تشتغل بتلقائية ودون تدخل كلما شب حريق. - مجلس الصحة والسلامة في العمل كما تنص على ذلك مدونة الشغل. - ضرورة إنجاز جهاز طب الشغل التابع لمفتشية الشغل لمحاضر دورية لمراقبة مدى احترام النقط السالفة الذكر. وقد فتح تحقيق كما جرت العادة لمعرفة أسباب الحريق وتحديد المسؤوليات. للإشارة فقد أنشئ المعمل على مساحة تقدر بهكتارين ونصف،بالمنطقة الصناعية سيدي بوزكري، وتشغل أكثر من مائة عامل بينهم دكتور كيميائي وتقني في تصميم الآلات وتقني في القولبة وطبيب شغل