شب حريق مهول بعد ظهر يوم الأربعاء 24 دجنبر 2008 في وحدة صناعية لإنتاج مواد الصباغة تعد من بين أكبر 500 شركة عالمية، مخلفا خسائر مادية جسيمة، لكن من دون أن يخلف ضحايا في الأرواح. فيما تكبدت شركة أطلس بانتير بعين السبع الحي المحمدي خسائر مادية وصفت بـ الجسيمة بحسب عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي عبد الفتاح الهومام. وأتى الحريق على الطابق الأرضي للمصنع بكامله. ومكن حضور الاعتبار الأمني والصحي لدى الشركة التي أنشأت سنة ,1949 تجنيب مدينة الدارالبيضاء كارثة إنسانية أخرى بعد محرقة روزامور التي عرفتها المدينة أواخر أبريل الماضي وخلفت 55 ضحية. وإلى ذلك أكد عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي لـ التجديد أن الشركة التي توجد بحي صناعي بطريق كلايول بالجماعة الحضرية عين السبع، أعيدت هيكلتها وهي مجهزة بأحدث الأجهزة الوقائية، وتخضع لمراقبة مستمرة من مكتب الدراسات (أباف) ولجنة إقليمية، مشيرا أنها استفادت في ذلك من تعرضها لحريق كانت قد تعرضت له سنة 1997و لم يتم التغلب عليه إلا بعد يومين، وكان قد خلف خسائر كبيرة في الأرواح. وتمكن عمال الشركة (تشغل 314 عاملا) ، التي تحتوي على مواد الصباغة التي تعرف بأنها قابلة للاشتعال، من مغادرة المصنع بسبب جهاز الإنذار الأوتوماتيكي بعد اندلاع الحريق، وتطوع مجموعة منهم في إخراج عدد كبير من البراميل المملوءة بالصباغة الجاهزة القابلة للاشتعال و آلات تخليط الصباغة و عدة مواد أخرى، وقد تم التغلب على الحريق في ظرف ثلاث ساعات بعد تضافر جهود الوقاية المدنية على صعيد جهة الدارالبيضاء معززة بكل من رجال الوقاية بسطات والمحمدية و9 شاحنات، والتضامن الخاص الذي أبداه عمال المصانع المجاورة، وتدخل شركة لير لكيد بشاحنتين للإطفاء بمواد جافة، وأكد العامل أن هذه الشركة تتوفر على المادة الخاصة (لاموس) لإطفاء مثل هذه الحرائق. وحكم هاجس تكرار سيناريو محرقة روزامور تحركات السلطات المحلية بجهة الدارالبيضاء، بعد إخطارها بالحريق الذي شب في وحدة صناعية لإنتاج مواد الصباغة بعين السبع الحي المحمدي حوالي الساعة الثالثة وعشرين دقيقة، وشد الحريق أنفاس المسؤولين الذين حضروا إلى عين المكان للوقوف على الوضع( والي جهة البيضاء وعامل عمالة عين السبع وقواد المنطقة و مسئولي الأمن الإقليمي..). وأكد عامل عمالة عين السبع المحمدي لـ التجديد أن الجهود انصبت حول تأمين جوانب المصنع الذي يمتد على مساحة 11 ألف متر مربع، لحصر الحريق حتى لا ينتشر في باقي الوحدات الصناعية المجاورة وأغلبها ذات إنتاجيات قابلة للاشتغال (مصنع للمفروشات ومصنع الغاز..) .وقد عبأت الوقاية المدنية نحو مائة من رجال الإطفاء وتسع شاحنات مجهزة بمضخات للمياه لمواجهة النيران والحيلولة دون انتشارها. هذا وتجهل لحد الآن أسباب الحريق الذي تم إخماده حوالي الساعة الثامنة ليلا،وقد تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب الحقيقية لهذا الحادث. بعد مرور عشر سنوات على حريق آخر كانت قد تعرضت له الشركة. وأكد حارس الشركة لـ التجديد أن اندلاع الحريق بدا سريعا و مفاجئا نظرا للمواد القابلة للاشتعال. وقال بعض العمال لـ التجديد بأن الحريق شب في البداية في مستودع للمواد الأولية الذي احترق عن آخره، قبل أن يتلقوا إنذارا بإخلاء الشركة. وعاينت التجديد قوة الانفجار المتوالية للبراميل المملوءة بالمواد الأولية التي تدخل في صناعة الصباغة، والمعروفة بأنها شديدة الاحتراق. وكانت قد أقيمت حواجز أمنية بكل المداخل المؤدية للشركة أثناء الحريق للحفاظ على سلامة أرواح المواطنين الذين حجوا لمعاينة الحريق، ثم لتسهيل عملية المرور بشارع الحزام الكبير المشهور برواجه لتواجده بمنطقة صناعية و الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاء والرباط.