تعالى جبل دخان فوق سماء مدينة الدارالبيضاء عندما اندلع، أول أمس الثلاثاء، حريق مهول بمقر شركة «أطلس» للصباغة بعمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، دون أن يخلف ضحايا في الأرواح وقدرت خسائر الحريق بملايين الدراهم. وشوهد رجال الوقاية المدنية يقفون عاجزين عن محاصرة نيران امتدت إلى مواد كيماوية قابلة للاشتعال وتدخلت وحدات إطفاء تابعة لشركة «إفريقيا غاز» للمحروقات لرش «رغوة» بيضاء على الحريق، بعدما تسببت مياه خراطيم مصالح الوقاية المدنية في تأجيجها. وحسب شهود عيان، فإن الحريق اندلع قرابة الساعة الثالثة والنصف بوحدة إنتاج داخل شركة «صباغات أطلس»، وقال أحد العمال، لاهثا وهو يدفع عربة محملة بأسطل صباغة معدنية إلى خارج مقر الشركة، إنها تشغل قرابة 350 عاملا وعاملة، فيما تشير لوحة إشهارية مثبتة في واجهة مقاولة «ابن الحاج إخوان» المحدثة منذ سنة 1947 إلى أنها حاصلة على شهادة «إيزو 9001/2000». ووصف إطفائي الحريق بالأخطر من نوعه الذي شهدته العاصمة الاقتصادية خلال الأربع سنوات الأخيرة، وقال ل«المساء» إنه لم يشاهد جبال نيران مثل هاته منذ سنوات، مشبها الحريق الذي تعرضت له شركة الصباغة، الكائن مقرها بطريق «الداليا» بمقاطعة عين السبع، بحريق مهول سبق أن تعرض له قبل سنوات مصنع «أومو» المخصص لمواد التنظيف. الفضوليون الذين حجوا إلى موقع الحادث، من حيي سيدي مومن ومولاي رشيد، أملا في معرفة السبب الكامن وراء جبل الدخان الكبير المتصاعد نحو السماء، كانوا ينطون بين السيارات المزدحمة في الطريق السيار جراء ارتباك حركة السير، وحتى عندما اجتازوا الطريق السيار راجلين، فقد وجدوا أمامهم رجال الشرطة مدعومين بعناصر «البلير» لمنعهم من الاقتراب من النيران. ورغم التحذيرات التي ظل هؤلاء يوجهونها إليهم لحملهم على مغادرة المكان، تحسبا لوقوع انفجارات فإن هؤلاء الفضوليين ظلوا متسمرين في مكانهم وعينهم على سماء تلفحها النيران. وقال أحد عمال مصنع الصباغة المحترق إنه فوجئ مع زملائه، قرابة الساعة الثالثة والنصف، بنيران كثيفة تنبعث من وسط الشركة سرعان ما تمخضت عنها سحابة دخان أجبرت كل العاملين على مغاردة المكان خوفا على أرواحهم، مشيرا إلى أن بعض الموظفين بالكاد تمكنوا من إنقاذ حواسيبهم وبعض الملفات، أما السلع والآليات فقد احترقت بالكامل على حد قوله. وحج إلى مكان الحادث كبار المسؤولين الأمنيين يتقدمهم محمد القباج، والي الدارالبيضاء، ووالي الأمن محمد الموزوني ورجال المخابرات والقوات المسلحة الملكية ومسعفون كانوا يرتدون بزات كتب عليها «الهلال الأحمر المغربي». وحسب مصدر من الوقاية المدنية فإنه تم تجنيد قرابة 100 إطفائي وتسع شاحنات مجهزة بمضخات للمياه لمواجهة النيران والحيلولة دون انتشارها، فيما أشار مصدر أمني بمنطقة عين السبع الحي المحمدي إلى أن تحقيقا سيفتح لمعرفة ملابسات الحريق.